فجع السودانيون صباح امس بنبأ وفاة نجم الموردة والمنتخب الوطنى السابق عز الدين محمد خير ابوالريش الشهير بالصبابى والذى لبى نداء ربه فى الساعات الاولى من فجر امس فى العاصمة المصرية القاهرة التى حل بها قبل ايام فى رحلة استجمام برفقة اسرته الصغيرة اثر علة طارئة لم تمهله طويلا وقد خلف موته الفجائى حالة من الحزن وصدمة فى الوسط الرياضى والدوائر القانونية وفى حى الشعبية جنوب بمحلية بحرى حيث ولد ودرس وتشكل وتبلورت موهبته الكروية فى ملاعبها ضمن صفوف نادى الجهاد احد فرق رابطة الشعبية ، والذى انتقل منه الى نادى الصبابى الذى ظل يحمل اسمه عنوانا حتى اعتقد الكثيرون انه من سكان ذلك الحى العريق، وعن قصة انتقاله فى عام 1980 لنادى الموردة الذى ارتبطت به سيرته الكروية يقول رفيق دربه صلاح شكوكو لقد سعى نادى الموردة لتسجيل عزالدين فى صفوفه لكن نادى الصبابى رفض ثم شاءت الاقدار ان يتم شطب النادى من الاتحاد اثر انضمامه الى تجمع الاندية الرافضة للمشاركة فى الدورى انذاك، وهكذا وجد عزالدين نفسه دون قيد وانتقل مباشرة لنادى الموردة العريق حيث سطع نجمه فى سماء الكرة السودانية و قدم للموردة والسودان أداء وسلوكا منضبطا أسس لنوع متفرد من الرياضيين الرواد، وقاد الصبابى الفريق الى منصة التتويج بكأس دورى السودان والحاق الهزيمة بفريق الزمالك المصرى فى المواجهة التاريخية التى جمعت بين الطرفين، وعرف عز الدين الصبابى بقوة التصويب والتحكم فى الكرة واحرز خلال مشواره فى الملاعب اهدافا رائعة فى شباك خصومه سوف تظل خالدة فى ذاكرة معجبيه، وقد ودع عز الدين الملاعب مطلع التسعينات بعد مسيرة حافلة بالانجازات والعطاء وظل وفيا لناديه والمنتخب الوطنى ورفض الكثير من العروض المغرية للاحتراف الداخلى والخارجى ، وعمل سكرتيرا لنادى الموردة فى ظروف حرجة ، وعلى المستوى المهنى عمل الفقيد فى مجال المحاماة وسلك القضاء وعضو باتحاد المحامين لدورتين وعرف بالنزاهة والاستقامة وطيب المعشر ودماثة الخلق وكان صاحب جهد وفكر فى مجال العمل الرياضى العام من خلال منابر مختلفة منها لجنة التحكيم الشبابية والرياضية ولجنة تأهيل استاد الموردة. وبموت عز الدين الصبابى تفقد البلاد ابناً باراً عاش ومات جميلا بصفاته وعطائه بعد ان انجز ما سوف يخلده الى امد بعيد فى وجدان وذاكرة الناس الذين احبوه انسانا وقاضيا ولاعب كرة فنان وبادلهم الحب بالحب. وقد وصل جثمان الفقيد الى مطار الخرطوم مساء امس وشيع فى موكب مهيب الى مثواه الاخير بمقابر حلة حمد ببحرى وقد احتسب نادى الموردة الفقيد واغلق ابوابه حدادا ويستقبل المعزين بدار الاسرة بحى الشعبية جنوب. اسرة «الصحافة» تشاطر أسرته وأهله الاحزان وتسأل الله أن بتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ويلهم الجميع الصبر والسلوان