دوما كان للسودانيين الريادة والسبق في كثير من شؤون الحياة لكن عدم الاهتمام والتواضع اضاعا فرصا عديدة كان من الممكن استثمارها، ومن الفرص الضائعة التي اهدرناها وسيلة التسويق المباشر والتي تعرف اليوم (الدليفري) وهي تسليم المنتج او السلعة الى باب المستهلك. وفي الاونة الاخيرة بعد سياسات التحرير الاقتصادي ظهر نظام الدليفري في المطاعم الحديثة في العمارات والرياض والمنشية، ومن اوضح صور البيع المباشر التي يعرفها الناس منذ القدم سيد اللبن لكن هناك جانب آخر لاشكال البيع المباشر غير معروفة لدي سكان الخرطوم، في مدينة كوستي شاهدت بائع خضار يطوف شوارع واحياء المدينة ينادى بصوت رخيم الزبون ... الزبون وفي كل مرة يخرج الزبائن ويشترى الجميع بكل يسر يقول الحاج ود يوسف ود احمد القنطوري انه يعمل في بيع الخضروات منذ 40 عاما والعمل جيد والحمد لله « ويواصل القنطوري حديثه اجلب الخضار من سوق كوستي المركزي من تجار الاجمالي واقوم ببيعه لزبائني في احياء 26 و 27 و 28 والقدس والاندلس « ويوضح القنطوري ان اكثر الخضروات طلبا هي الطماطم والبامية والبطاطس والخضرة وتتغير الاصناف باختلاف المواسم. وتؤكد ام سلمي السيد (معلمة) « انها تشتري (خدارها) من القنطوري منذ نحو عشر سنوات بصورة يومية ويوفر لها ذلك الزمن والمال ويبيع القنطوى وهذا لقبه خضرواته باسعار زهيدة تتراوح ما بين جنيه و2 جنيه فقط « ومن الطرائف ان هناك بعض النسوة لا يعرفن اسمه الحقيقي وينادين عليه باسم (الزبون) والمدهش حقا ان حمار القنطورى يتوقف بتلقائية امام الزبائن ويتحرك بمجرد اتمام البيع دون ان يطلب منه صاحبه ذلك... ولله فى خلقه شؤون !