٭ تشهد الساحة الفنية تنافسا محموما بين الأصوات الغنائية الشابة التى تحاول ان تشق طريقها نحو النجومية عبر المنابر الإعلامية والفنية ومسارح المناسبات. وفى أطار تشجيع المواهب الجادة والتجارب الفنية الرصينة.. نفرد هذه المساحة للواعد جبر الله عبد الوهاب للتعرف على مشواره الفنى. البدايات في ربوع أم روابة: يقول جبر الله عن علاقته بفن الغناء: «انا من مواليد مدينة ام روابة 1983م، وعلاقتى بفن الغناء تبلورت من خلال الانشطة والدورات المدرسية، وقد جمعت ما بين العزف الموسيقى والغناء والتلحين، وأُجيز صوتى فى عام 2007م، واشتهرت باداء اغنيات الفنان الراحل ابراهيم الكاشف والعندليب الاسمر زيدان ابراهيم، ومازلت فى بداية الطريق، واتمنى ان يحالفنى التوفيق فى تقديم ما يرضى المستمع السودانى الذواق». الخروج من عباءة التقليد وتقديم الأعمال الخاصة: وعن رؤيته لمستقبله الفنى يقول جبر الله: «كل فنان ناشئ يحتاج فى البداية الى ان يردد اغنيات الفنانين الكبار، لتقديم نفسه من خلال أعمال مسموعة لدى المتلقي، ولكن ذلك يجب ألا يستمر طويلا، وعلينا أن نهتم بتقديم اعمالنا الخاصة والخروج من عباءة التقليد، ولذلك انا مهتم جدا بتقديم اعمالى الخاصة، ولدى الكثير من الأغنيات التى سوف اطرحها على الجمهور خلال المرحلة المقبلة، وقد انتهيت من تجهيز ثلاث اغنيات أخيراً، واسعى الى تكملتها الى ثماني أغنيات، وتعاقدت مع استديو ابراهيم ميكو لانتاج اسطوانة «سى. دى» اتمنى ان يكون لها صدى طيب لدى المستمع». حماية الملكية دافع لتكوين الذات الفنية: وعن رأيه فى قوانين الملكية الفكرية وحقوق الآخرين يقول: «حماية الملكية الفكرية والحقوق المجاورة قضية مهمة وخطوة جادة فى اطار تطوير فن الغناء. وللأسف فإن كثيراً من المطربين الشباب لا يفهمون هذه المسألة، وحماية الحقوق فى صالح الفنانين الكبار والشباب، وهى تحفز اصحاب المواهب الحقيقية وتدفعهم الى الاعتماد على الذات وتكوين شخصياتهم الفنية الخاصة، وانتاج اعمال تشكل اضافة الى ارث الاغنية السودانية، فى اطار تواصل الاجيال. والمطرب الشاب الذى يحصر نفسه فى إطار تريد اغانى الآخرين فى المناسبات والاكتفاء بالعائد المادى، لن يتطور، وسوف يسقط بمرور الزمن، ولن يذكره التاريخ الفنى بأنه مبدع صاحب اضافة» شعراء وملحنون وأغنيات: وعن الشعراء والملحنين الذين تعامل معهم خلال المرحلة الماضية، يقول: «يسعدنى جدا ان اغنى لكل شاعر مبدع، وخلال المرحلة الماضية التقيت فنيا بنخبة من الشعراء والملحنين من خلال مجموعة اعمال، منهم على سبيل المثال الشاعر الرائع اسماعيل الاعيسر، والشاب صاحب المدرسة الخاصة ايمن عبد النبى، والملحن القدير محمد زين العابدين، والطاهر وخالد حران، وفى طريقى للتعامل مع آخرين، واتطلع لاداء اغنيات من كلمات كبار الشعراء». الظهور من خلال الأجهزة مهم ولكن: ويبرر جبر الله غيابه عن الاجهزة الاعلامية بالقول: «فى الواقع انا حاليا مشغول بتجهيز وتجويد اعمالى، واعتقد ان الظهور على شاشة التلفاز واثير الاذاعات يجب أن يقترن بتقديم الجديد، وخلال الفترة الماضية اتيحت لى فرصة تسجيل مجموعة من الأغنيات لقنوات الشروق والنيل الأزرق وقوون، ومنها بعض اغانى الحقيبة الخالدة». ليس هناك غناء هابط: ويدافع عن تهمة ترويج المطربين الشباب للغناء الهابط بالقول: «انا ضد مصطلح الغناء الهابط وربطه بالمطربين الشباب. وكلمة هابط تعنى غناءً يخدش الحياء ويسيء للمجتمع.. ونعم هناك اغنيات ذات كلمات خفيفة وراقصة ولكنها ليست هابطة، وهى عادة تؤدى فى المناسبات، والشعب السودانى بطبيعته يحب الطرب، وبالطبع ليس منطقيا أن تقدم اغنيات جادة تصلح للاستماع فى مناسبة عرس، وكل ما ذكرت لا يمنع من الاعتراف بأن هناك بعض الاصوات الشابة التى تقدم أعمالاً غير رصينة احيانا، ولكن الامر ليس ظاهرة فتلك حالات فردية». «الدويتو» والأداء الجماعى تجربة رائعة تستحق التجريب: ويختزل جبر الله رؤيته لاسلوب الدويتو بالقول: «فكرة الثنائية و«الدويتو» جميلة، وتجعل الفنان يدخل مرحلة جديدة من الاداء، لأن المطرب اصلا يستطيع ان يغنى وحده، لكن الغناء المشترك صعب جدا ويصقل الفنان من حيث القدرة الصوتية. والدويتو يمازج بين احساسين، وقد سبق أن شاركت مع كورال علوم الطيران، وأحب الغناء الجماعى لأن فيه تبايناً صوتياً، وساعدنى ذلك على خوض تجربة التلحين». زيدان وطه والكاشف وأجمل الأغنيات: وعن التجارب والاصوات التى ينظر اليها باعجاب، والاغنيات التى يتمنى ترديدها، يقول: «يستهوينى صوت الفنان طه سليمان من جيل الشباب، وهو مبدع ومحترف يتعامل مع فنه بوعي، ويعتمد على نفسه فى انتاج اعماله دون النظر الى المردود المادى، الى جانب كونه طموحاً ويتطلع الى الانطلاق بصوته الى خارج اسوار المحلية. ومن الكبار يستهوينى صوت زيدان ابراهيم والكاشف وابراهيم عوض وابو داؤود وآخرين. وهناك اكثر من اغنية قريبة من نفسى، مثال «الأحباب جفونى» كلمات ناصر عبد العزيز والحان الفنانة نسرين هندى، وهى دفعتى وعملنا فى كورال واحد. وايضا كنت اتمنى اداء اغنية «منك بديت رحلة هواى» للفنان معتز صباحى». الانتاج الفني وغناء الآخرين: وعن اهم المشكلات التى تواجه جيله من المطربين وسلبياتهم يقول: «كثيرة هى المعوقات التى تقف فى طريق جيلى من الشباب، منها ترديد اغنيات الغير دون الرجوع اليهم، وفى ذلك مخالفة لقانون اتحاد المهن الموسيقية، وفى ذلك عدم احترام لفن الآخرين والرسالة السامية للفنان، وهناك مشكلة انتاج ألبومات خاصة. وشركات الانتاج الفنى اصبح لا وجود لها فى ظل هذه القرصنة. احترام الكبار قاعدة ذهبية: ويختتم جبر الله حديثه بالقول: «أنا احترام كل فنان صاحب موهبة، وليس عيباً ان نغنى أعمال الآخرين، والفنانين الكبار سبقونا فى التقليد، ولكن ذلك لا يجب أن يكون غاية المطربين الشباب، فعلينا وضع بصمتنا على خريطة الغناء السودانى المتميز، وبالطبع فإن ذلك لن يكون بالتقليد، بل بتقبل الجمهور لأعمالنا الخاصة. وعلى ابناء جيلى الابتعاد عن مهاجمة الفنانين الكبار من أجل الشهرة، لتواصل الاجيال الفنية فى إطار المحبة».