مابين برنامجه سجل الذكريات على اثير هنا امدرمان ثم سفر الخلود فى تلفزيون ، وانتهاءً بأسماء فى حياتنا وعلى امتداد اربعين عاما من العطاء المهنى المتميز ظل الاعلامى الكبيرعمر الجزلى يوثق الحياة السودانية فى صمت نبيل متجاوز اسوارالمعوقات والاحباطات التى تلازم العمل الاعلامى فى السودان بعزم فى سبيل انجازرسالته السامية والمهمة، والتى وثق خلالها لنحوالفين وخمسمائة شخصية سودانية من السياسيين والفنانين ورموز المجتمع فى شتى مجالات الحياة عبر حوار عميق ظل يمسك بخيوطه ويوظفه بمهارة فى كل الحلقات فى خدمة فكرة البرنامج الجوهرية ( التوثيق ). لقد وثق برنامج اسماء فى حياتنا خلال مشواره لنخبة من المبدعين والمفكرين والنجوم الذين كان الكثير منهم سوف يرحل وهو يحمل اسراره وذكرياته التى وثقها الجزلى وحفظها من الضياع لتكون فى متناول الباحثين والاجيال القادمة، ولعل المشاهدين لايدركون المعاناة والجهد الذى يبذله عمر خلف الكواليس وبعيدا عن الكاميرات فى انتاج حلقات الاسماء التى اطلت منها اسماء لامعة على مستوى الوطن العربى والاسلامى. لقد سبق ان وجه نائب رئيس الجمهورية، على عثمان محمد طه، بتحويل برنامج اسماء فى حياتنا الى مؤسسة تعنى بأمر التوثيق، لكن ذلك لم يتم حتى الآن ونامل ان يتحقق ذلك الحلم الذى سوف يساهم فى حفظ ذاكرة الامة. تكريم مجموعة محمود عبدالعزيز للرائع عمر الجزلى بالنادى العائلى وجد صدى طيبا فى دوائر مختلفة؛ لان الرجل يستحق تلك الانتباهة الذكية وذلك الاحتفاء الذى نأمل ان يكون قيدومة لتكريم اكبر يليق وتاريخ احد اهراماتنا الاعلامية السامقة التى افنت زهرة عمرها المهنى فى تطوير العمل الاعلامى فى السودان. السؤال عمر وثق للاخرين فمن يوثق له ؟ اقترح ان تعمل دار الوثائق القومية على تكريم الجزلى تقديرا لجهوده فى حفظ التاريخ والتوثيق الشفاهى الذى يتميز بقدر عال من المصداقية للكثيرمن الاحداث بلسان حال ابطالها ومعاصريها. الحديث عن اسماء فى حياتنا وعمر الجزلى يقودنا الى اهمية الاهتمام بالتوثيق على كافة المستويات ،خاصة المستوى الفردى كل منا يحتاج ان يوثق سيرته وسنوات عمره فى ظل التطور التقنى ووجود الكاميرات المنزلية واجهزة التسجيل الرقمية، الامر الذي يجعل التوثيق اكثر يسرا. لماذا لا نوثق لاجيال الآباء والامهات والكبار على مستوى العائلة قبل الرحيل من خلال جلسات الانس والمسامرة، ونحفظ تلك التسجيلات والاشرطة فى المكتبة المنزلية؟ اهمية التوثيق تزاد بمرورالسنوات وثقافة التوثيق وحفظ الوثائق يجب ان تدرس للصغار فى المدارس ومن المؤسف ان فى السودان لا احد يكتب مذكراته. فى بيوت المدينة الكثير من الناس العاديين حتى والذين يحتفظون فى صدورهم بالكثيرمن الذكريات التى تؤرخ لجوانب مهمة من الحياة السودانية فى ازمنة مختلفة وتحتاج التوثيق. فوتوغرافيا ملونة الذكريات صادقه ونبيلة مهما تجافينا بنقول حليله الذكريات في كل ليلة توحي للحبايب اشياء جميلة فمن يغني يذكر خليله ومن ينعي ماضي جميلا ذكريات نهضت بجيله وانا كنت حاديها ودايماً دليله [email protected]