أعلنت الهيئة العامة للإرصاد الجوية أمس التوقعات الموسمية للأمطار للفترة من يونيو إلى سبتمبر 2011 حيث توقعت أن تكون معدلات الأمطار في جميع ولايات البلاد في حدود المعدلات المناخية إلى أعلى منها ما عدا ولايات نهر النيل والشمالية والوحدة ووراب وشمال وغرب بحر الغزال والبحيرات إذ يتوقع أن تكون فيها معدلات الأمطار في حدود المعدلات المناخية بها إلى أقل منها . ودعت وزيرة الدولة بوازرة البيئة والغابات والتنمية العمرانية فدوي شواي دينق لدى مخاطبتها فاتحة ورشة التوقعات الموسمية التي التأمت بدار اتحاد مزارعي السودان إلى الاهتمام بالتوقعات الجوية لجهة كونها مرجعا للتخطيط الزراعي وعاملا مساعدا في درء الكوارث، وكشفت عن سعي وزارتها للارتقاء بالهيئة عبر تقوية وتحديث أجهزة الربط والعمل على رفع قدرات الكوادر وأعربت عن أملها في أن يشمل التحديث أذرع الهيئة بالولايات نسبة لما تلعبه في خدمة قضايا البيئة، وأعلنت عن ترشيح السودان بواسطة المجموعة الأفريقية لنيل عضوية المجلس التنفيذي للمنظمة العالمية للإرصاد الجوي الأمر الذي يمكنه من الاستفادة من الاطار العالمي للخدمات الارصادية الذي يوفر المعلومة لأية شخص في كل بقعة من العالم علاوة على مساعدته في تأسيس البنيات التحتية ورفع القدرات بالدول النامية. من جانبه أوضح مدير عام الهيئة بالإنابة درمان كافي ان اختيار موعد إعلان التوقعات له مدلوله في المساهمة في بداية الموسم المطري، ولفت إلى أهمية الاهتمام بالتوقعات الجوية لما لها من دور فاعل في دراسة التغيرات المناخية عالميا علاوة على مساعدتها لصناع القرار والمزارعين على حد سواء فيما يختص بالمواسم الزراعية، وتعهد كافي بأن تلعب الهيئة دورا كبيرا في التخطيط الاستراتيجي للدولة لا سيما بعد خروج جزء كبيرمن النفط من منظومة إيرادات الدولة عقب الانفصال، وأشار إلى مساهمة التوقعات في تجنب آثار السيول والفيضانات والكوارث الطبيعية المتعلقة بالأمطار، ولفت إلى العمل على تحسين أداء الهيئة في معرفة توزيع الأمطار على مدار الشهور بجانب بداية الموسم المطري وتعهد بمواكبة التطور والسعي لإعادة وتأهيل الربط الجوي، وأعرب عن حاجة الهيئة للدعم المالي المستمر. فيما كشف نائب رئيس اتحاد مزارعي السودان بلال عوض الله أهمية إعلان التوقعات الجوية الموسمية للأمطار للقطاع الزراعي بشقيه الزراعي والحيواني لاسيما في ظل تطور فهم المزارعين لماهية التوقعات بجانب شركاء الإنتاج من ممولين وشركات تأمين وجميع المتعاملين في الزراعة. وقدم خبير الإرصاد الجوي الدكتور عبد الله خيار شرحا مبسطا لتوقعات الهيئة للأمطار في الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2011 حيث توقع أن تكون معدلات الأمطار في جميع ولايات البلاد في حدود المعدلات المناخية إلى أعلى منها ما عدا ولايات نهر النيل والشمالية والوحدة ووراب وشمال وغرب بحر الغزال والبحيرات إذ يتوقع أن تكون فيها معدلات الأمطار في حدود المعدلات المناخية بها إلى أقل منها . فيما أشار عمار مختار جمعة في ورقة خدمات الارصاد الزراعي إلى أن الزراعة من أهم القطاعات المعتمدة على الطقس لما لها من إسهام ودور كبير في اقتصاديات الدول النامية لاسيما أن المحاصيل التي تعتبر من أهم المنتجات الزراعية التي تعتمد على الطقس ومن هنا تنبع أهمية التوقعات الموسمية للأمطار حتى تسهم في التخطيط الزراعي وإعادة حرث التربة ومواعيد نثر البذور وتحديد مواعيد العمليات الفلاحية ومتابعة نمو المحاصيل بجانب مكافحة الآفات وتحديد مواعيد نقل وتخزين المحاصيل واختيار العينات المناسبة وفقا لما تصدره التوقعات، غير أنه اعترف بصعوبة ربط العمليات الزراعية بالتوقعات الموسمية وأوضح أن أكثر من 80% من تذبذبات الإنتاج مصدرها تذبذب الظروف الجوية. وعلى ذات الصعيد أعرب البروفيسور عصام بوب في اتصال هاتفي (للصحافة) عن سعادته بالتقارير المبشرة، على حد وصفه، التي تقدمها الهيئة غير أنه يرى أن التساؤل الأعظم الذي يجب طرحه ما مدى استعداد القطاع الزراعي للموسم القادم من حيث توفير التمويل وكل مددخلات الإنتاج ومدى استعداد مؤسسات التمويل لدعم الزراعة وما هي خطة الزراعة لدى السلطات المركزية والولائية؟ وأبان أنه قبل ثلاث سنوات اعتبرت الزراعة محورا لإحياء الاقتصاد السوداني غير أنه فشل الموسم الزراعي والذي تلاه وما أعقبهما، وأضاف ان الظروف الحالية لا تختلف عن السابقة حيث لا تنبيء بجديد، ودعا الدولة لدراسة أثر التضخم على السلع الاستهلاكية ومدى انسحابه على أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي للوقوف على الطاقة الإنتاجية، وحذر من تضاعف أسعار مدخلات الإنتاج ودعا لإعادة النظر في الخطة الزراعية الكلية.