٭ قلت بالأمس إن حديث الاخ ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية في ملتقى الثقافة والابداع بالبجراوية حديث جديد من نوعه وعميق في مفهومه ودلالاته ،وهو حديث عن الهوية السودانية التي يريد لها البعض أن تكون منظمة المعالم مغيبة الجذور.. وعندما يتساءل ياسر قائلاً لماذا البجراوية تأتي اجابته من بطون الفكر الانساني ومن مساهمات المثقفين في إثراء ذلك الفكر.. من الذين اهدى لارواحهم ملتقى البجراوية.. وقال اتينا الى البجراوية لبعانخي وتهراقا لربط سفينة بلادنا الى عمق التاريخ حتى تصعد اعالي بحار تاريخنا وتتجه نحو يومنا الراهن في وحدة من التنوع التاريخي والمعاصر تعتز بالقديم والجديد (الماعندو قديم ماعندو جديد). ٭ اهدى مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان ملتقى الثقافة والابداع الذي انعقد في مدينة التراث التاريخي لهذا الوطن العزيز الى.. المفكر الكبير السنغالي الشيخ انتا ديوب، والى دكتور جون قرنق، والى النور عثمان ابكر، والى الدكتور عثمان بليه، وقال: ٭ في البدء وباسم كل الذين يحملون الامل وشعلة التغيير اهدي احتفالنا هذا الى ناس كبار من طراز رفيع وفريد ومتميز اهديه الى العالم والمفكر الكبير السنغالي الشيخ انتا ديوب الى مساهماته الكبيرة في رسالته للدكتوراه (الامم السوداء والثقافة) والتي قدمها في عام 4591 ورفضت حتى تم قبولها في عام 0691 اليه وهو يرفض تورط اوربا في المركزية الاوربية والتي ترجع جميع الثقافات والعلوم كنتائج للعقل الاوروبي وماعداها دونيات.. الى انتا ديوب عقلاً متميزاً وعنيداً لم يتعلق بأهداب اوربا بل كان عقله وروحه في مصر القديمة في وادي النيل في البجراوية متعلقاً بهذه الارض التي نسمر فوقها اقدامنا الآن في وقت محفوف بالمخاطر والازاهر.. ونحن على بعد عشرة اشهر زمانا من الاستفتاء على حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان. ٭ الى انتا ديوب تؤرق ذهنه مفارقات الحياة الانسانية والنظرة الدونية التي تلاحق الافارقة السود اينما حلوا وكأنهم اتوا من عالم غير عالم الانسان.. تؤرقه اسئلة تطور الحضارة الانسانية والنظرة الى انسان افريقيا كانسان مستهلك للحضارة والمدنية وغير مساهم ومنتج.. واستطاع ان يبرهن ان مساهمة الافارقة ووادي النيل وبلادنا السودان اكبر مما هو معترف به وان الاعتراف بذلك مقدمة لتصالح الاجناس البشرية وبناء متوازن على الارض والابتعاد عن إرث ثقافة العبيد ورأى انتا ديوب ان لمصالحة افريقيا مع التاريخ لابد من العودة الى مصر الى وادي النيل اصل الحضارات.. الثقافة والعلوم في العالم المعاصر تدين في ازدهارها لحضارة الانسان الاسود على النيل واستطاع اثبات ذلك.. واليوم تحتفل اليونسكو بميلاد انتا ديوب ومساهماته. ٭ والاهداء الثاني الى مثقف ومفكر آخر كبير الى الدكتور جون قرنق دي مبيور الذي اخذ من انتا ديوب وجعل التاريخ عنصراً رئيسياً في رؤية السودان الجديد في سبيل البحث عن وحدة السودان على أسس جديدة وهو بحق رائد التأهيل النظري والعملي في قضايا التنوع التاريخي والمعاصر كاطروحة سياسية ثقافية وفرض اجندته بقوة في الاجندة السياسية- ومن عنفوان الستينيات وتحدياتها الفكرية وجرأة الاسئلة وعظمة الاجابات تخطى قرنق دي مبيور عتبة عقدة الدونية التي رسختها مؤسسات مركز السلطة في الخرطوم والتي ترى ان الجنوبي تنحصر مطالبه في حدود الجنوب وان القضايا القومية من اختصاص آخرين.. الى الدكتور جون قرنق وهو يعبر هذا الحاجز عبوراً معرفياً فكرياً وسياسياً وهو يطرح رؤية بديلة ديمقراطية لبناء مركز بل مراكز جديدة توحد السودان وتحافظ على وحدته على أسس جديدة وعلى أساس من توازن المصالح في أكبر تحدي فكري وسياسي واجهته المؤسسة الحاكمة منذ استقلال السودان. أواصل مع تحياتي وشكري