سنوات مضت على رحيل المطرب عثمان الشفيع والشاعرمحمد عوض الكريم القرشى لايزال صدى اغنية القطار المرَ التى جمعت بين الثنائى حاضرة فى ذاكرة ووجدان الناس تؤرخ لملامح زمن السكه حديد وسفر القطارالذى عرفه السودانيون بدخول اول قطار للبلاد نحو عام 1898 واينما حط القطار نشأ حى السكة حديد بيوت السكة حديد بطرازها المعمارى الانجليزى ولايزال بعضها شاهد على الذى كان .. وفى الطريق محطات زاخرة بالحياة باعة ومحلات واسماء لاشخاص وحكايات وطرائف وذكريات، لقد ساهمت السكة حديد فى توحيد السودان ونهضته الاقتصادية ،وكانت هيئة السكك الحديد من اهم مؤسسات القطاع العام واعلاه رتبة ولايذكر القطار الا وقفزت فى الذاكرة مدينة عاصمة الحديد والنار « عطبرة » رائدة التنوير والسياسة والفن والنضال وانساب صوت العطبراوى الرخيم وازدحمت فى الخاطر عجلات الافندية والعمال وهى تجوب طرقات المدينة فى مشهد يشف عن خصوصية المكان وارتبطت بالسكه حديد مصطلحات خاصة مثل العطشجي والمحولجي و السيمافور والدريسة والتابلت والفرملة وحتي المدارس نقلت فكرة الناظر والجرس من السكة حديد ، وكانت عربات السكة حديد فى الماضى البعيد الستينات والسبعينات اية في الجمال و تنافس فنادق الخمسة نجوم الحالية وتتوزع ما بين درجة اولي وثانية وثالثة ويفضل بعض المسافرين اعتلاء السطح رغم مافى ذلك من مخاطر. التطور المتسارع فى صناعة القطارات احال القطار السودانى الى رصيف الذكريات بالنسبة للمسافرين حيث اصبح عنصر الزمن عاملا حاسما فى اختيار وسيلة الانتقال ، في ظل عدم مواكبة القطار السودانى للتطور العالمى وعدم مجاراته للقطارات التى اصبحت تسابق سرعة الصوت وتوفر الرفاهية لركابها .