أكد مبعوث الصين الخاص للسودان السفير ليو قوي جين، أن «الصين ستعترف بجنوب السودان فور إعلان استقلاله رسميا يوم 9 يوليو المقبل»، متعهدا بأن تواصل بلاده سويا مع المجتمع الدولي مساعيها الرامية إلى دفع عملية السلام وتحقيق التنمية والاستقرار والرخاء في شمال السودان وجنوبه. وقال السفير ليو في مقابلة حصرية، أجرتها معه وكالة أنباء ««شينخوا»» ، إن بلاده بذلت وما زالت تبذل جهودا حثيثة من أجل دفع عملية السلام بين شمال السودان وجنوبه للحيلولة دون نشوب حرب أخرى. وشدد على ان بكين ستشارك المجتمع الدولي عملية التنمية وإعادة الإعمار في جنوب السودان على أساس التعاون المتبادل النفع والمتكافئ الكسب، مؤكدا أن «الصين ليست لديها أي مصلحة خاصة في السودان وتدعم بحزم كل ما من شأنه أن يخدم مصلحة شمال السودان وجنوبه». وكشف السفير ليو قوي جين انه أكد خلال لقاءاته مع المسؤولين السودانيين أن الصين تدعم دور الاتحاد الافريقي للوساطة بين طرفي السودان وتطالبهما بالالتزام بأقصى درجات ضبط النفس تفاديا لتصعيد الوضع وتفاقمه، وأضاف انه حث الطرفين على تسوية النزاعات بينهما عن طريق الحوار والتفاوض وعدم العودة إلى الحرب مرة أخرى مهما كانت الظروف، مقترحا عليهما السعي لإعلاء مصالحهما الطويلة الأمد على المصالح الآنية وتقديم تنازلات مؤقتة للوصول إلى حلول نهائية دائمة، بما يخدم مصلحة كلا الطرفين في التنمية والاستقرار. وفيما يتعلق بعملية السلام والتنمية في السودان، بعد استقلال الجنوب رسمياً، قال السفير ليو: إن الصين ستعمل مع شمال السودان وجنوبه معا لتطوير علاقات الصداقة وشراكة التعاون المتبادل النفع والمتكافئ الكسب، وستشجع المزيد من الشركات ورجال الأعمال الصينيين على الاستثمار في جنوب السودان الغني بالموارد الطبيعية، لتسهم مع المجتمع الدولي في عملية التنمية وإعادة الإعمار هناك. غير أنه أوضح أن حكومة جنوب السودان الجديدة ستواجه تحديات جسيمة بعد الاستقلال، على رأسها سبل إعادة بناء ما خربته الحروب التي استمرت لعقود وتسوية القضايا العالقة مع الشمال حتى يتسنى تحقيق التنمية والاستقرار والرخاء المنشود، متعهدا بأن «الصين ستعمل سويا مع المجتمع الدولي لتقديم مساعدات إلى جنوب السودان وإرساء دعائم دولة راسخة القدمين في أقرب وقت ممكن». وحول الزيارة الرسمية المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس عمر البشير إلى الصين في الفترة ما بين 27 و30 يونيو الحالي، أكد السفير ليو إن هذه الزيارة تأتي ردا على الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني هو جين تاو للسودان عام 2007، وتأتى في إطار الجهود الصينية لإقناع شمال السودان وجنوبه بتسوية القضايا العالقة بينهما عن طريق الحوار والتفاوض، وذلك من خلال لقاءات القمة بين البلدين. أما بالنسبة للانتقادات الموجهة من بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي ومنظمات حقوق الإنسان لهذه الزيارة، فقد رأى السفير أن الصين غير ملزمة بالخضوع لإملاءات المحكمة الجنائية الدولية لأن الصين ليست عضوا فيها وليست عضوا في نظام روما، وتحتفظ برأيها حول إجراء المحكمة ضد البشير. وأكد السفير ليو أن جهود الصين وإسهامها في دفع عملية السلام في السودان يحظى بدعم إيجابي ليس فقط من قبل شمال السودان وجنوبه وإنما أيضا من قبل المجتمع الدولي بما فيه الإدارة الأمريكية.