ينتظر ان يعقد تحالف قوى الاجماع الوطني «اجتماعا حاسما» على مستوى رؤساء الاحزاب الثلاثاء القادم، وتوقعت مصادر ان ينتهي بمفاصلة بين دعاة الحوار مع النظام «الأمة القومي والاتحادي الاصل» وبين الساعين لاسقاطه. وامتنع حزب الأمة عن التعليق. ويناقش الاجتماع الذي يعقد قبل اربعة ايام من اعلان دولة الجنوب، قضايا ما بعد الانفصال، في وقت ظهرت فيه حالة من التباين بين مواقف القوى المنضوية تحت لواء تحالف المعارضة . وابلغ المسؤول السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر «الصحافة» ان رؤساء التحالف سيلتقون منتصف الاسبوع المقبل لعقد اجتماع حاسم توقع ان ينتهي بمفاصلة بين دعاة الحوار مع النظام والساعين لتغييره واسقاطه، مضيفا ان المعارضة قادرة على تحقيق اهدافها بدون حزبي الامة القومي بقيادة الصادق المهدي والاتحادي الاصل بزعامة محمد عثمان الميرغني و»اي حزب آخر ظل يتفاوض مع النظام». ولفت عمر الى أن الحزبين ارسلا اشارات سالبة للشارع اثرت على حراكه «لأنه (الشارع) اعتاد في هباته السابقة على مواقف القوى السياسية»، وابان ان حزب الامة يعتقد ان بامكانه القفز فوق قطار التغيير من اي محطة، وتابع «لكن الشارع قادر على الحسم ومحاكمة امثال هؤلاء عبر الانتخابات» مضيفا «هناك من سيحاسبون باي حال من الاحوال» . واتهم المؤتمر الوطني الحاكم بالتكسب من الحوار «لالتقاط انفاسه» واوضح ان الحزب الحاكم يملك منصة حوار ليست للحوار قاطعا بانه لن يستجيب للاجندة الوطنية لأنها تعني نهايته. واشار المسؤول السياسي للمؤتمر الشعبي الى ان مرحلة ما بعد اعلان دولة الجنوب تحتاج الى مواقف مفصلية مشددا على ان النظام الحاكم سيكون فاقدا للشرعية بشكل دستوري بسبب فصله للجنوب. لكن القيادية بحزب الامة القومي مريم الصادق رفضت التعليق وقالت ل»الصحافة» بشكل مقتضب «لا نعلق على كل شيء نحن في حزب الامة نصنع الفعل وليس ردة الفعل». من ناحيته، قال رئيس دائرة الاعلام بحزب الامة القومي، ياسر جلال، ان المؤتمر الشعبي او غيره لا يستطيع فرض اية املاءات على حزب الامة لاتخاذ مواقف بعينها. واضاف ل»الصحافة» ان حزبه ليس لديه اي خصومة سواء مع المؤتمر الشعبي او غيره من القوى السياسية، وقال ان الحوار بين الامة القومي والمؤتمر الوطني ينطلق من كونه ادراك للمخاطر المحدقة بالوطن. واتهم جلال، كمال عمر ب(الجهالة السياسية) قائلا «اقل ما يوصف به انه مراهق سياسيا» وزاد «على العقلاء في المؤتمر الشعبي ان يبحثوا عن وجه افضل من كمال عمر حتى يمثلوا به في الاعلام ولدى الرأي العام». وفي الاثناء اكد الامين العام لحزب المؤتمر السوداني عضو هيئة قيادة التحالف عبد القيوم عوض السيد انعقاد اجتماع الرؤساء في الخامس من يوليو المقبل، وكشف عن تباين في الرؤى بين مكونات التحالف منذ فترة ليست بالقصيرة، بين دعاة التغيير الناعم عبر الحوار، والساعين لاقتلاع النظام واسقاطه. وقال عوض السيد ان الاجتماع القادم سيناقش قضايا ما بعد الانفصال وكيفية ادارة الدولة وآليات ذلك وطريقة الحكم والدستور والاوضاع المعيشية، ولم يستبعد تباين المواقف بشأن هذه القضايا، مرجحا ان يؤثر ذلك على تماسك قوى المعارضة.