في مصر التى يحب ان يحكي عن شوارعها و لياليها و ازقتها رحل الصحفي و الصديق العزيز حسن البطري و كأنه اختار ان يلتقي رسول الموت هناك ويقوم بآخر مغامراته في الارض التى عرفته و عرفها و عاش فيها اجمل ايام شبابه و عاد اليها ملوحا بالوداع الاخير … يا للوجع!! لو باستطاعتنا مناجاة الموت لرددنا يا موت لو تركته مننا قد سرقته كنا نقول دا وقته لكنك حقيقة . الموت حقيقة و هاهو رسول الموت يعود من جديد ليطرق على ابوبنا ، و يختار معلمي و صديقي … البطري مات و هو من يعيد للناس الحياة يبث فيهم الامل مهما تعاظم الهم يمسح عنهم البؤس و يخرجهم من الاحزان كلما ضاقت عليهم الحياة . التقيته اول ايام رمضان قبل 10 سنوات و لمدة 6 سنوات بعدها نلتقي صباحا و نفترق في اول ساعات اليوم الجديد نطارد الاخبار و الصفحات و نلاحق المطبعة و سرعان ما انتقلت هذه العلاقة الي البيوت فكان الاب والصديق القريب ارمي عليه كل الهموم يستمع بحب و يبتسم قبل ان يحكي و يحكي فتهون المصاعب .. مات ابو على … اصدق التعازي الي الاعزاء الابناء محمد وألق وألفة و رفيقة دربه و الي الزملاء في قبيلة الصحافة على هذا الفراق و الفقد العظيم . حليك حليلك ياحليل الحكاوى تتونس كأنك يوم داك كنتا ناوى تجمع لم تفرق بين الناس تساوى نارك ما بتحرق ما بتشد تلاوى ما بتحب تفرق من جيبك تداوى