في نبرة ربما زادت قليلا عن سابقاتها اختط حزب المؤتمرالشعبي طريقا لاسقاط النظام عبر انتفاضة شعبية اعتبرها حدا لمعاناة الشعب السوداني بيد انه كان حريصا على التذكير ان التغيير المطلوب والمنشود يتطلب التضحيات الجسام وبذل الغالي والنفيس وعدم الانتظار على الرصيف املا في احداث عملية التغيير عبر جهة محددة اوالاعتماد عليها لتأتي « بالديمقراطية والدولة المدنية « وقال الشعبي ان الوصفة الحقيقية للتغيير هي عدم الركون وانتظار البعض ليقاتلوا نيابة عن الآخرين لانتزاع حقوق اساسية . وشدد حزب المؤتمرالشعبي ان خيار الانتفاضة الجماهيرية لامناص منها في ظل الاوضاع السياسية والامنية التي وصفها ب»الملتهبة والمحتقنة» وقال مساعد الامين العام الدكتور بشير آدم رحمة في مؤتمرصحفي امس بعد ختام مداولات مؤتمرالقيادة السادس بالمركز العام ان حزبه آثر تغيير قياداته نسبة للمرحلة المفصلية التي تمربها البلاد ولارتباطهم بالترتيب لثورة شعبية توقع انها ستأتي «بغتة» على حد قوله للاطاحة بنظام الانقاذ وزاد «لايجوز ان نحدث تغييرات في هذه المرحلة الحساسة ولكن مستقبلا سيأتي آخرون لقيادة المؤتمرالشعبي «وكشف عن تقليص امانات حزبه الى 21 امانة بدلا من 42 امانة في السابق بعد ان تم دمج الامانات التي تتشابه في الاختصاصات . وقال آدم ان حزبه سيمضي الى خيار الانتفاضة الشعبية للخروج من النفق المظلم الى رحاب الديمقراطية وتطبيق الحريات بشكل سليم والابتعاد من الولاء للاشخاص والمتنفذين وبناء علاقات قوية مع جنوب السودان واتاحة الحريات الاربعة والتكامل الاقتصادي والاجتماعي بين الشطرين ورأى ان الحريات الاربعة التي اتاحتها الحكومة شمالا اولى بها مواطني الجنوب باعتبارهم جزءا لايتجزأ من المكونات السودانية . وطالب بعدم الزج بالقوات المسلحة في اتون الحرب ومحارقها سعيا لارضاء امزجة الاشخاص والمتنفذين داخل الحزب الحاكم مؤكدا ان حزبه يتعاطف مع القوات المسلحة ويرفض سياسات حزب المؤتمرالوطني التي تعرض الجيش للمواجهات العسكرية وقال ان قضية ابيي تحتاج الى لجنة وطنية تضع المصالح الوطنية نصب اعينها بعيدا عن تسويق القضية في المحافل الدولية بيد انه عاد واتهم الحكومة بتدويل القضايا الوطنية عبر اشخاص متنفذين ومن ثم اقصائهم كما حدث اخيرا لمسؤولين نافذين لم يسمهم ولكنه قال ان احدهم كان يتقلد منصبا امنيا رفيعا والثاني منصبا حزبيا وحكوميا نافذا مكنه من تولي زمام المبادرة وزاد «لكن تم تهميشهم تماما « واتهم آدم الحكومة بتعطيل مشروع سد سيتيت بشرق السودان لاسباب جهوية بعد ان امتنع اعضاء البرلمان عن تمرير مشروع القروض والاستدانات المالية من بعض الدول بحجة الربا وتساءل اين كان البرلمان (الموقر) عندما تمت اجازة قروض سد مروي واستدرك «يبدو انهم من ذوي الحظوة والولاء»وتابع «هذه الجهة لاتحاسب ولاتراجع منصرفاتها وايراداتها من قبل المراجع العام « كما اتهم مسؤولين من دارفور بالتعاطي مع ازمة دارفور بعدم وضع قضية الاقليم نصب اعينهم والاهتمام بالمنافع الشخصية وزاد «احد البرلمانيين دعا الى عدم اثارة قضية دارفور الى حين الفراغ من تشييد عمارته «بينما قال مسؤول آخر من دارفور «لولا معسكرات النازحين لما امتطينا السيارات الفارهة» وقال آدم ان الحزب الحاكم يدير معركته مع الخصوم وفق معادلات المحاصصة والاسكات في محاولة منه للانفراد بالحكم وتابع بالقول «لاادري ان كانت هنالك تنازلات في ظل التمسك والتشبث بالسلطة من افراد كانوا لايحلمون ان تتطأ اقدامهم الخرطوم « واضاف قائلا «عموما نتحسب لكافة المحتملات التي قد تصدر من النظام ان قررنا الشروع في اسقاط النظام ونحن مستعدون له تماما عبر ترتيبات داخلية بالحزب «واضاف «سنسعى للتنسيق مع تحالف المعارضة لنقوم بثورة شعبية خالصة تفاديا لانقلاب عسكري يرفض تسليم السلطة للشعب «. واشار الى ان الازمة الاقتصادية بلغت مراحلها النهائية خاصة بعد اعلان الانفصال رسميا في التاسع من يوليو القادم وقال ان حزبه ناقش المشكلات الاقتصادية باستفاضة بعد ان استمع الى تنوير من اختصاصيين في مجال الاقتصاد واضاف «الحكومة فرضت الضرائب بشكل معلن وغير معلن على السلع الاستهلاكية وتمضي باتجاه فرض المزيد من الرسوم والضرائب على كافة السلع والتعاملات لتغطية العجز المتوقع وتفاديا لانهيار الموازنة العامة ونصح آدم بتخزين القمح والذرة لتفادي سيناريوهات وصفها بالقاتمة خاصة في ظل فشل المشاريع الزراعية بولايات السودان المختلفة وعملية بيع الاراضي بملايين الهكتارات لاجانب بحجة الاستثمارات والتوسع نحوها . وكشف عن تنظيم حزبه لورشة حول مشروع الجزيرة بواسطة خبراء مختصين للتعرف عن كثب للمعوقات التي تواجه المشروع . وقال مساعد الامين العام بحزب المؤتمرالشعبي الدكتور بشير آدم رحمة ان الخصم يحتاج الى مدارسة كل الجوانب قبل اعلان (ساعة الصفر) والتنسيق جيدا مع الاعلام والقوى السياسية و المجتمع الدولي واجراء بعض الترتيبات الادارية وزاد «لانعلم ميقات الثورة ولكن لها علامات واراها اقتربت» وعلى صعيد زيارة زعيم حزبه الدكتور حسن الترابي لمصر كشف عن ترتيبات قام بها وفد مقدمة غادر اخيرا الى القاهرة لاجراء اتصالات ولقاءات مباشرة مع احزاب الوفد والتجمع وجماعة الاخوان المسلمين والاقباط لابلاغها بموعد الزيارة بعد ان رحبوا بشدة بزيارة الامين العام .كما كشف عن ترحيب جهة نافذة من الحكومة المصرية بالترابي بعد فترة طويلة من غيابه عن محافل القاهرة واضاف «سنخطر القنوات الرسمية بزيارة زعيم الحزب للقاهرة « واوضح ان مؤتمر القيادة السادس الذي اختتم اعماله يوم الجمعة الماضية تطرق الى مناقشة ثلاث اوراق اساسية حول الازمة الاقتصادية والمحتملات المستقبلية والاعداد لها داخل الحزب بجانب ورقة عن الازمة الاقتصادية التي بلغت مرحلة خطيرة وانعكست ذلك على المواطن الذي يعيش في حالة فقر مدقع بعد ان اضطرت الحكومة الى فرض الضرائب لتغطية العجز والصرف على الجهاز الحكومي المترهل بسبب الترضيات السياسية .