تعتبر مدرسة ابوسعد القديمة بامدرمان من اعرق المدارس بالخرطوم واقدمها ورغم تاريخها وخدماتها الجليلة التي قدمتها لمسيرة التعليم منذ ان كانت مدرسة متوسطة ،لم تجد الانصاف والاهتمام من جانب سلطات المحلية وادارة التعليم بالولاية، وزيارة واحدة لهذه المدرسة تعد كافية للتعرف على حجم المأساة التي يرزح تحت وطأتها الطلاب والمعلمون ،فالمدرسة تشكو لطوب الارض من تصدعها وضعف بنيتها التحتية التي باتت تشكل خطورة على ارواح الطلاب ،وسقوط فصلين قبل اعوام اوضح خطورة الوضع ولكن ذلك الحادث لم يسهم في تحريك الجهات المسؤولة لإعادة تاهيل هذه المدرسة ،فالمحلية قامت بتشييد الفصلين اللذين تعرضا للانهيار بيد انها تجاهلت صيانة وتأهيل الفصول والمكاتب التي تعاني من التصدع ،وبخلاف ضعف البنية التحتية تعاني المدرسة من قصور واضح في الاجلاس والكتاب المدرسي ،بل حتى انها تشهد معاناة كبيرة في توفير مياه الشرب للطلاب والمعاناة تمتد لتشمل الكهرباء ايضا.الصحافة تحدثت الى احد طلاب المدرسة والذى فضل حجب اسمه فكشف عن ان اليوم الدراسي ينتهي قبل انصراف الاطفال من رياضهم وذلك لعدم توفر مياه الشرب ودورات مياه ،وقال إن الكتاب المدرسي لايدخل ضمن اهتماماتهم ولاينتظرون الحصول عليه من المدرسة التي لاتمتلكه ،واضاف : الفصل الواحد به أكثر من تسعين طالب يجدون معاناة كبيرة في توفير مسائل الجلوس التي تشكو من التردي ،وفي كثير من الاحيان يقف البعض طوال زمن الحصة ،ونتيجة لهذا الوضع هناك تسيب كبير من قبل الطلاب الذين يشعرون بغبن شديد عندما يرون المدارس الاخرى التي تتوفر فيها كل المقومات التي تتيح للطلاب التحصيل الجيد والنجاح .ويقول استاذ مادة الرياضيات حمد النيل ان المدرسة استقبلت العام الدراسي الجديد دون ان تستلم حتى الآن الكتب من الوزارة علما بانه تم توزيع (376)طالب الى المدرسة واشار الى ان عدد الطلاب فى الفصل الواحد يتراوح مابين (60الى 90) طالبا، وقال ان هناك 60 كتابا فقط بالمخزن تم جمعها من الطلاب الذين امتحنوا الشهادة السودانية ويضيف:قمنا بتوزيعها على اربعة فصول فقط ، بالاضافة الى (30 ) فقط للصف الاول،وقال ان المعلمين يشكون من قلة المكاتب ويوجد (35 )معلما يتوزعون على ثلاث مكاتب فقط ، ويمضى حمد النيل فى القول الى أن هناك فصلين بدأ فيهما التشييد من السنة الماضية والى الآن لم يكتمل البناء وان الفصول الموجودة متهالكة ولاتوجد بها مراوح وهى مسقوفة بالزنك وهو حار جدا خاصة فى فصل الصيف والكهرباء حكرا على المكاتب فقط. ويضيف حمد النيل انه رغم زيارة عدد من المسؤولين للمدرسة وتفقد واضاعها الاانهم لم يقدموا اي نوع من المساعدة ويقول حمد النيل ان الاجلاس غير كاف وان معظم الكراسى متهالكة وطالب الجهات المختصة بالاهتمام بالمدرسة حفاظا على مستقبل الطلاب .