مع اشراقة شمس كل يوم تبدأ معاناة سكان امدرمان القادمين الى الخرطوم عن طريق كبري الانقاذ ، ومنذ دخول العربات اعلى الكبري يلوح المنظر الذي ترفضه النفوس ،صفوف طويلة من العربات الخاصة والمركبات العامة تتلوى كثعبان الاناكوندا وفقا لتضاريس الشارع وتبدو العربات متراصة بلا نهاية وهي تزحف ببطء كما السلاحف وركاب الحافلات يترقبون المشاهد بعيون العطشان المتلهف الى جرعة ماء ، ( الصحافة ) كانت هناك ترصد لحظات الانتظار التي تطول .. وغياب المسؤولين عن اللحظات التي يفترض وجودهم فيها . تجولنا على امتداد الشارع من الكبري وحتى نفق جامعة السودان وكانت حركتنا اسرع من سير العربات مما مكننا من اخذ افادات ركاب الحافلات وسائقي العربات الخاصة ، وفي البدء التقينا آدم يوسف ( طالب ) وقال : في كل يوم اعاني من زحمة خط مواصلات امدرمان - الموقف الجديد ويزداد الالم بتعثر الحركة ودائما اصل متأخرا الى محاضراتي رغما عن خروجي من المنزل الى محطة المواصلات مبكرا . واضاف يوسف ان المسافة من الكبري الى موقف كركر في الاصل تستغرق من 3 الى 5 دقائق لكنها بظروف الزحمة الحالية تستغرق حوالي 40 دقيقة . وخلف مقود سيارته الصغيرة المصنوعة في كوريا قال احمد البدري « اشتريت هذه العربة خصيصا من اجل سرعة الوصول لعملي وتفادي الازدحام لكن غاب مسعاي واصبحت مثلها وباقي العربات « واضاف البدري هذا الازدحام يتكرر يوميا من ساعات الصباح الاولى الى مابعد الساعة الحادية عشرة ولا يوجد شخص مسئول يتدخل لوضع حل جذري لهذه المعضلة . وداخل حافلته وفي انتظار تحرك العربات التي امامه قال اسحق ابراهيم : هذا المشهد يتكرر امامي ثلاث مرات في كل صباح « واضاف اسحق قائلا : نحن سائقي الحافلات اكثر الناس تضررا من بطء حركة السير في هذا الشارع لان عائد ربحنا ياتي من كثرة عدد الرحلات التي نقوم بها « واشار اسحق الى ان معظم حافلات امدرمان تستخدم هذا الطريق والذي كلما تقدم السير فيه ضاق بالعربات الى حد التوقف تماما بعد النزول من نفق جامعة السودان . واثناء تجوالنا في الشارع صادفناه ويقول محمد باشري : كنت ضمن ركاب حافلة خط الاربعين لكن للازدحام الشديد وتحرك الحافلة بصعوبة وجدت انه من الاصوب ان اترجل عنها واقضي باقي المسافة الى ميدان جاكسون سيرا على الاقدام .