تردي فى الخدمات الطبية، ونقص حاد للكوادر الصحية، وانتظار لحلول وان كانت متأخرة لقضايا يصنفها اهل الطب بالمستعجلة، فى مشهد يرسم ملامح حالة ميؤوس منها فى ولاية جنوب دارفور بمحلياتها الثلاثين. وتبدت تراجيدية ذلك المشهد عندما تقدم مسئول كبير فى مستشفى نيالا حاضرة الولاية بتقديم استقالته احتجاجا على عدم قدرة المستشفى في تقديم خدماتها بشكل جيد للمواطنين. وتشير تقارير لمنظمة الصحة العالمية الى ان الحد الادنى لتقديم الخدمات الصحية للمواطن يفترض ان يكون هناك (400) مركز صحي ومستشفيات خدمات متكاملة لكل (4) مليون نسمة لكن الواقع فى الولاية التى يسكنها اكثر من (4) مليون نسمة يشير الى ان هناك اقل من 40 مركزاً فقط تقدم خدمات غير متكاملة تم تشييدها من قبل وزارة الصحة الولائية معظمها فاقدة للكوادر الصحية ولم تدخل الخدمة بعد، وهذا ما أكده مدير عام وزارة الصحة الولائية د.صالح امبدي ان هناك أكثر من ثلاثين مركزا بالولاية متوقفة عن الخدمة بسبب عجز الولاية عن تشغيلها الى جانب انقطاع عدد من المحليات عن رئاسة الولاية بسبب وعورة الطرق والهواجس الامنية التى تعيشها دارفور فيما كشف وزير الصحة بولاية جنوب دارفور احمد محمد الصافى عن نقص حاد فى الكوادر الطبية علاوة على مديونيات كبيرة للعاملين بالصحة على وزارة المالية الولائية متوقعا توقف مستشفى نيالا عن العمل بسبب التمويل .وشدد الصافى لدى اجتماع سابق مع لجنة الصحة بالمجلس التشريعى على ضرورة ان تدار مستشفى نيالا اتحاديا لافتا الى انه اذا توقف ستحدث كارثة انسانية بالولاية وذكر د.صالح امبدى ان هنالك عدد (32) مؤسسة صحية جديدة لم تتمكن الوزارة من افتتاحها وتشغيلها بسبب عدم وجود الكوادر والمعدات الطبية كاشفا عن ان النقص فى الكوادر بلغ (2 ألف ) كادر طبى منوها الى عدم التزام وزارة المالية بدفع التسييرالشهرى لمستشفى نيالا والبالغ (25) ألف جنيه ومثله لاكاديمية العلوم الصحية ،مركز غسيل الكلى (11) ألف ، بدل سكن الاخصائيين (28) ألف وتخوف صالح من مغادرة الاخصائيين للولاية بسبب عدم الايفاء بحقوقهم التى عجزت الولاية من دفعها بواقع (1200) جنيه للاخصائى الواحد فى الشهروتابع(نتوقع مغادرتهم للولاية اذالم يتم الايفاء بالعهود) ،فيما طالب عدد من اعضاء لجنة الصحة بالمجلس التشريعي بالاستثمار فى الصحة لتوطين الاخصائيين بالولاية مقترحين انشاء صندوق لدعم الصحة بعيد عن وزارة المالية الولائية حتى لايتم التغول عليه. فيما يشكو المواطنون بمحلية قريضة التى تبعد (88) كيلو متر جنوبنيالا من عدم وجود اسعاف بالمستشفى الى جانب عدم وجود عربة لطبيب المستشفى ونقص حاد فى الكوادر المساعدة، وقالت عضوة المجلس التشريعي عن دائرة محلية قريضة وعضوة لجنة تطوير وتنمية المحلية الاستاذة/آمنة نور الدين الملك فى تصريح خاص ( ان انسان المحلية لازال يستخدم عربة الكارو لاسعاف المرضى لافتا الى ان ذلك يعرض حياة النساء الحمل للخطر وتابعت هناك عدد من النساء توفين بسبب عدم وجود الاسعاف ) الى جانب ان عدداً من النساء فى الريف لازلن يستخدمن لحاء الاشجار بدلاً من القطن الطبي الذى لايتواجد اصلاً مشددة على ضرورة توفير عربات الاسعاف للمحلية ووحداتها الادارية الى جانب توفير عربة خاصة لطبيب المستشفى الذى يصل الى المستشفى بعربة الكارو بدعم من المواطن. وطالبت آمنة نور الدين بتكوين لجنة تحقيق صحية لمعرفة اسباب تفشي اصابة مواطني المحلية بمرض (الحصاوي) رغم ان مياه قريضة من انقى المياه بالولاية مشددة على ضرورة التنفيذ الفعلي لحوض قريضة للمياه الجوفية لجهة ان هناك عدد من المواطنين لازالوا يشربون الماء مع حيواناتهم فى حوض واحد ويواجهون صعوبه فى الحصول على مياه نقية. ويرى عدد من المراقبين الى ان الحل للأزمة الصحية بالولاية تكمن فى اكتمال تشييد وتشغيل المستشفى التركى البالغ تكلفته (550)مليون دولار من الحكومة التركية، اعادة تاهيل مستشفى نيالا التعليمى وتوفير الكوادر الصحية والاخصائيين والاطباء فضلا عن اعادة الحياة فى المستشفيات الريفية لتخفيف الضغط لتخفيف اعباء الاحالة لمواطنى المحليات الذين يشكون من الفقر والعوز بسبب الحرب والنزوح والتقليل من تكاليف السفر للعلاج بالخرطوم وفى ظل غياب المؤسسات الصحية بمحليات الولاية ترح تساؤلات عن دور التأمين الصحى خصوصا ان هناك مبالغ مادية تتحصل نظير تقديم الخدمة وخاصة فى اطار استراتيجية الدولة لكفالة مائة الف اسرة كمرحلة اولى والتى كان نصيب الولاية منها (12) ألف اسرة مستفيدة بما يعادل 80 ألف شخص. يشير عضو المجلس التشريعي عن دائرة عديلة الاستاذ محمد جيقي الى ضعف الخدمات الصحية بمحلية عديلة التى تشكو الامرين بعد المسافة من نيالا وعدم توفر الكوادر الصحية منوها الى ان المستشفى لايوجد بها طبيب ناهيك عن الخدمات الاخرى مطالبا حكومة الولاية والخيرين من ابناء المحلية استنفار المجهودات الشعبية والحكومية لاعادة ضخ الحياة فى مستشفى عديلة التعليمى الذي يبعد (300) كيلو متر من حاضرة الولاية شرقاً. ويرى مواطنو الولاية ان ازمة مستشفى نيالا التعليمى لن تنتهى مالم يكن هنالك تدخل على المستوى القومى لوقف تدهور الاوضاع الصحية والبيئية الخدمية بداخل مستشفى نيالا و الذى اضطر المدير السابق لمستشفى نيالا مبارك عبد الرحمن الى تقديم استقالته عن العمل كاول طبيب رفض العمل فى ظروف لا تمكن من تقديم اى خدمة للمواطن فى ظل شح الامكانات و لابعاد التهم التى يوجهها المواطنون للاطباء. وجاءت استقالته متزامنة مع اعترافات واقرار والى جنوب دارفور د.عبدالحميد موسى كاشا حينها بتدهور الخدمات الصحية و البيئية بمستشفى نيالا التعليمى وعجزها عن تقديم الخدمات المناسبة للمواطنين وعجز الجهات ذات الاختصاص من تقديم اى مساعدات للمستشفى رغم المطالبات المتكررة من ادارة المستشفى. وفى ذات الاتجاه قال كاشا فى اجتماع سابق له باطباء مدينة نيالا لمناقشة امر المستشفى ان تدهور حال المستشفى موروث منذ الحكومات السابقة ويعتبر وصمة عار فى جبين كل المسؤولين في الولاية وقطع باحداث تغيير جذرى لحال المستشفى خلال شهر وقال ان التغيير سيبدأ بالادارات واضاف نقدر لدكتور مبارك جهوده واستقالته ووجه بادخال المستشفى فى الخط الساخن للكهرباء وعدم قطع الكهرباء والماء من المستشفى. وحل مشكلة حقوق الاطباء بالولاية التى بلغت المتأخرات فيها (200) مليون جنيه ،وفى السياق قبلت وزارة الصحة استقالة د.مبارك عبدالرحمن مديرعام المستشفى الذى اكد ان الاستقالة جاءت نتيجة لتدهور الاوضاع بالمستشفى لعدم التزام وزارة المالية باستحقاقات الكوادروالتسيير الشهرى ودعم البنية التحتية والمدخلات مما ولد فرقاً فى موازنة المستشفى حوالى (60) ألف جنيه شهريا بين الايرادات الذاتية والمنصرفات عجزالمستشفى على اثرها من دفع مستحقات العاملين وادى الى تقاعس الاخصائيين عن اجراء العمليات التى تزيد الايرادات مما فاقم المشكلة الكلية . وكان عدد من المواطنين أقروا بضرورة ان يتقدم مدير عام الوزارة د. صالح امبدي باستقالته لانه امضي اكثر من (15) سنة فى الموقع محملين تدهور الاوضاع الى ادارته الفاشلة . وفى ظل هذه الاوضاع المتردية للصحة بالولاية دعت حكومة الولاية الى اقامة نفرة شعبية لتأهيل وصيانة مستشفى نيالا التعليمى بتقسيم وحدات المستشفى الداخلية للمؤسسات الحكومية وبعض الخيرين والدستوريين والشركات العاملة بالولاية على ان تلتزم كل جهة بصيانة عنبر والاشراف على كل متطلباتها حتى اتحاد الطلاب تم تسليمهم عنبراً للارتقاء بالوضع الصحى بالولاية لبر الامان وتقليل معاناة المواطنين.