إذا اردت ان تعرف العجب العجاب في ولاية نهر النيل فسل مزارعي الضفة الغربية لنهر عطبرة ممن ظلوا يزرعون هم وآباؤهم منذ مئات السنين المساحات الخصبة الممتدة غرب الاتبراوي جوار غابة ام كور ، نعم هؤلاء المزارعون الشرفاء من ابناء قبيلة الكمالاب هم اصدق من يتحدث عن الغرائب باعتبارهم اكبر فئة متضررة من قرار مدير الغابات بالولاية والقاضي بإخلاء مساحة تقدر بمئات الفدادين المزروعة بالذرة واقتلاع الوابورات لصالح تشجير تلك المساحات بشتول اشجار الطلح ، نعم قرار مدير الغابات يهدف لاحلال الطلح محل الذرة مما سيؤدي لتجويع آلاف الاسر التي تعتاش من زراعة الذرة حيث من المعروف ان تلك المساحات الزراعية تضم عشرة وابورات ،والوابور الواحد ينتج ثلاثمائة اردب من الذرة والسؤال الجوهري الذي نوجهه من هنا للسيد مدير الغابات بنهر النيل هل سيأكل السكان في تلك المناطق صفق اشجار الطلح التي تريد شتلها ؟. ان من الواضح بحسب افادات المتضررين من قرار مدير الغابات ان الغرض ليس شتل اشجار الطلح والغابات بل في هذه الحالة الغرض هو محاربة زراعة الذرة ومحاربة المزارعين البسطاء من قبيلة الكمالاب لأنه ببساطة لم يتم إعمال ذات القرار على المساحات المجاورة للمساحات المستهدفة بالقرار والتي كانت فيما مضى تسمى غابة ام كور ، هذه المساحات التي لم يمسها قرار مدير الغابات ، ظل اصحابها والقائمون على امرها يعملون فأس القطع الجائر على مدى سنوات واستفاد من حطبها اصحاب الافران البلدية في مدينة الدامر وهي مساحات تتبع للغابات واسمها غابة ام كور ولكن قرار الغابات تجاهل تلك الغابة ويريد ان يعمل سيفه في مساحات الذرة المملوكة للمزارعين الكمالاب دون رحمة ولا شفقة ، نعم من الواضح ان الامر لا علاقة له بالشئون الادارية او المهنية واذا كان مدير الغابات قد تلقى تعليمات من وزير الزراعة بولاية نهر النيل فالمصيبة تكون اكبر بحيث يصبح المزارعون البسطاء ضحايا لمن اوكل اليه امر الزراعة ورعاية مصالح المزارعين وبالتالي يستلزم الامر تدخل الكبار إن وجدوا. ان المزارعين البسطاء فوجئوا بقرار مدير الغابات ضم مساحاتهم الزراعية للغابات دون علمهم مع العلم ان تلك المساحات ليس بها اشجار اصلاً لانها اراضي زراعية مستصلحة منذ مئات السنين والاشجار لا توجد الا في غابة ام كور، فسبحان الله بدلاً من رعاية مدير الغابات للاشجار في ام كور وحمايتها من القطع الجائر الذي يعلم جيداً بواسطة من يتم ..بدلاً من ذلك يأمر بتعطيل الوابورات في مساحات الذرة الخالية من الاشجار ويزعم انه يريد شتل اشجار الطلح لتكوين غابة من الطلح !!! انه امر غريب يستحق اهتمام اصحاب الشأن لانه في حالة تنفيذ مخطط مدير الغابات بصورته الجائرة المذكورة فإن التساؤلات ستكون مشروعة حول استهداف البعض في ولاية نهر النيل لقبيلة الكمالاب في كافة شئونها ولا ننسى ان رابطة نهر عطبرة كانت قد نشرت قبل فترة بياناً عن نشاطات قامت بها في السابق جهات خاصة مثل شركة الري الفيضي ( المقبورة ) للاستيلاء على مساحة مائة الف فدان من اراضي الكمالاب لاقامة مشروع زراعي مزعوم لم تستخرج اوراق تصاديقه اصلاً فهل ياترى ما تزال المؤامرات تحاك لنزع الاراضي الزراعية من البسطاء لتمليكها لغيرهم ؟ انه مجرد سؤال يتطلب الاجابة بشفافية تليق بأصحاب المشروع الحضاري وممثليهم في ولاية نهر النيل .