انتشرت في السنوات الماضية ظاهرة بيع وشراء الملابس المستعملة رغما عن المحاذير الصحية والمخاطر التى تنجم من شراء الملابس المستعملة واكثرها الامراض الجلدية مثل الاكزيما والصدفية والبهاق .ورغم انخفاض اسعار الملبوسات التي تتراوح بين جنيه الى ثلاثة جنيهات الا ان عواقبها تكاد تكون وخيمة وتكاليف علاجها مرهقه ماديا . «الصحافة » تطرق موضوع الملابس المستعملة بسوق الوحدة بالحاج يوسف . المواطنة هدى ادم تمتهن بيع الملابس المستعملة بمنطقة سوق الوحدة الحاج يوسف قالت للصحافة انها ظلت تعمل بالسوق منذ عشر سنوات حيث تمكنت من تربية اطفالها من المهنة خاصة ان زوجها طاعن فى السن ولايملك وظيفة لاعاشة الاسرة، واضافت هدي انها تجلب الملابس من التجار بالسوق باسعار زهيدة وتقوم ببيعها بهامش ربح لايتجاوز ربع قيمتها وكشفت هدي ان رأسمالها ضعيف وتمكنت من الاستعانة بديوان الزكاة لتقويته .اما جارتها خديجة فقد تحدثت قائلة انها تعانى من ظروف اقتصادية سيئة جبرتها علي امتهان بيع الملابس المستعملة حيث ان اسرتها لا تملك اي منزل يحتويهم وتتنقل واسرتها من بيت الى بيت بحثا عن بيوت الايجار بسعر منخفض وبات العبء ثقيلا على كاهلها فاضطرت للعمل ببيع الملابس برغم انه لا يكفى حاجة صغارها من الاكل والشرب والايجار مناشدة والي الخرطوم بتمليكها قطعة ارض فى مكان واى مساحة حتى تستجم قليلا من كثرة الترحال الذى اعياها وهدد مستقبل اطفالها وزعزع دراستهم وتمضى خديجة الي القول بانها اذا وجدت اى عمل غير بيع الملابس المستعملة لا تتردد فى ترك هذه المهنة التى لاتجدى نفعا علي حد قولها . احد التجار بالسوق فضل حجب اسمه والذى يتعامل مع بعض الاسر التى تأتى اليه لتبيع الفائض من ملابسهم المستعملة .قال انه يعمل على بيع القطعة حسب استعمالها بمتوسط ثلاثة جنيهات وعن المصدر الرئيس لتدفق الملابس المستعملة فان التجار المقيمين فى المملكة العربية السعودية هم المصدر الرئيس حيث يشترى منهم الباعة الملبوسات بالجملة ليبيعوها بالقطعة. وفي داخل السوق وجدنا احدى زبائن هؤلاء التجار وهى فاطمة محمد والتى تقول انها تكسو نفسها واولادها من الملابس المستعملة نسبة لظروفها الاقتصادية ، وتمضى فاطمة فى القول بانها تشترى الخمسة قطع بسعر عشرة جنيهات بينما العشرين جنيها لاتجلب لها قطعة واحدة جديدة، وقالت فاطمة انها كثيرا ما وجدت بين طيات الملابس المستعملة ملبوسات عالية الجودة، وتمضي فاطمة للقول انها لا تشترى ملابس جديدة سوى فى الاعياد لضيق العيش حتى تستطيع ادخال الفرحة فى نفوس صغارها وكي لا يشعروا بالحرمان . اما بهجة جيمس وهى سيدة شابة تصف نفسها بانها من المترددين على السوق فتقول انها تكسو جميع افراد اسرتها من الملابس المستعملة لان اسرتها تعاني من ظروف اقتصادية سيئة ، وتمضى بهجة للقول انها لم تتعرض لاي عدوى من الملابس المستعملة كما يقولون وهى معتادة عليها منذ زمن طويل، اما موسى عبد الله وهو من كبار التجار بسوق الوحدة فقال انه يعمل منذ فترة طويلة فى بيع الملابس المستعملة حيث يقوم بجلبها من السعودية بحاويات كبير ة ثم يأتى اليه التجار الذين يتعاملون معه ويأخذون الكميات التى يريدونها بالجملة ويقومون ببيعها بالقطعة. واضاف موسي ان خامة الملابس جيدة ومرغوبة فى السوق من قبل الفقراء والمحتاجين.