الام هي انبل المخلوقات في الوجود وافضل عضو في قسم المجتمع، فمن على فؤادها نجد نبع الحنان.. وفي حضنها تترعرع الفضائل مثل التضحية.. وتبذل ذاتها في سبيل بيتها وزوجها واولادها وتذوب على هيكل العطف كما تذوب الشمعة ولا تشتكي ولكنها تبتسم للعذاب والصعاب انها رسالة الامومة الحنينة. هذه القصة القادمة على واقعية تشير الى جلالة الامومة وروعة الفداء وتثبت ان الام هي اعظم ما في الوجود. تابعوا معي هذه القصة الحزينة التي نجد فيها اروع ما يقدمه الانسان في سبيل فداء الآخرين..! في سنة 1949م اصيبت جمهورية الاكوادور بأمريكا الجنوبية بهزة ارضية عنيفة ذهب ضحيتها ما يقارب 25000 شخص بين قتلى وجرحى وكانت هنالك امرأة من الهنود الحمر تحمل طفلها بين ذراعيها وحينما انشقت الارض ابتلعتها الا انها بغريزة الامومة دفعت بحركة سريعة كالبرق وما كانت تشعر بالخطر حتى رفعت طفلها الرضيع على رأسها بين اصابعها وقد ابتلعتها الارض ...!! هذه الام الحنونة ولم يبق من منقذين الا ان اخذوا الطفل برفق من فوق يد امه الفدائية ... قد اعجبتني هذه القصة انا شخصيا ، فتذكرت قصيدة الشاعر الكبير التجاني حاج موسى (امي الله يسلمك).. الذي جسد في هذه القصيدة بأروع الافرازات الفكرية الخالدة ويمكن تكون اجمل قصيدة كتبت في الام والله اعلم بذلك.. ولي صديق من ابناء العباسية زميل دراسة كان في دلس مدينة صغيرة ولاية تكساس ويحضر كل عام في رأس السنة فحكي لي طرفة وهو لديه صديق كانا يعملان في منظمة خيرية في تكساس بأمريكا مهمة هذه المنظمة هي الترفيه عن المسنين كل عام عبر رحلات هم كانوا يعملون في هذه المنظمة لمساعدة هؤلاء المسنين وفي يوم من الايام قد طالبت احدى المسنات منهم ان يشاركوا معهم بكلمة شكر او قصيدة او اي شئ من السودان فتقدم صديقي هذا وهو يجيد الانجليزية بطلاقة فقال لهم قصيدة امي الله يسلمك فعندما انتهى من هذه القصيدة بكى معظم المسنين فقالت احدى السيدات امعقول هذه الكلمات الجميلة التي عبرت عن كل المشاعر والاحاسيس والمشاعر النبيلة تجاه الامومة هي شاعرها من السودان ..؟!! قال لها الشاب نعم... فقالت مدام كرستينا عندما تذهب الى السودان هذا العام بلغ تحياتي لهذا الشاعر الرائع وقول (you ii is very nice) الرومانسيون يعزفون على الوان قوس قزح يصعدون للقمر عبر خيوطها الضوئية وينظمون النجوم عقود مدح ومشاغل فرح وذلك داخل اوراقها مدينتها الحالمة التي لم تبنَ بعد................... ليكم يا حناكيش..