* في العاشر من أكتوبر وفي رمضان جمعت كاميليا عتريس حكايات عن أماكن وعادات ظهرت في رمضان.. وتحت عنوان "الشوارع حواديت" كتبت عن خان الخليلي.. وبالطبع وقفت عند خان الخليلي لأسباب كثيرة على رأسها رواية نجيب محفوظ وقهوة الفيشاوي.. وعند وقفتي علمت تاريخ الحي المرتبط بالحكام، نقرأ معاً ما كتبت كاميليا في عدد قديم من مجلة صباح الخير التي صدرت في اكتوبر عام 2006م. * "عندما بدأ جوهر الصقلي في بناء مدينة جديدة لتكون عاصمة لدولتهم الفاطمية بدأ ببناء قصرين "شرقي وغربي" للمعز لدين الله وآل بيته.. وايضا بنى بجانب القصر الشرقي "التربة المعزية" لكي يدفن المعز فيها آباءه الذين احضر معه اجسادهم في توابيت من بلاد المغرب حيث كانت الدولة الفاطمية.. فاحضر جثمان عبد الله المهدي وابنه الفاتح بأمر الله ابي القاسم محمد وابنه المنصور بنصر الله ابن الظاهر اسماعيل واصبح المكان مدفناً للخلفاء وأولادهم ونسائهم وكانت تعرف بتربة الزعفران وكان بهذه التربة عوائد ورسوم منها ان الخليفة كلما ركب بمظلة وعاد الى القصر لابد ان يدخل الى زيارة آبائه بهذه التربة وكذلك لابد ان يدخل في يوم الجمعة دائماً وفي عيدي الفطر والأضحى مع اعطاء الصدقات ولذلك كانت المقبرة دائما في حالة من الازدهار وبقيت محترمة وتقام بها الشعائر وارتفع شأنها إلى أن اضمحلت أحوال الدولة الفاطمية ولما كانت "الشدة العظمى" التي واجهت مصر في زمن الخليفة المستنصر وطلب عساكر الاتراك منه النفقة.. فماطلهم.. فهجموا على التربة وانتهبوها ضمن ما انتهبوه فأخذوا ما فيها من قناديل الذهب والمداخن والمجامر وحلي المحاريب وغير ذلك خمسين ألف دينار من اموال التربة.. ولكن عندما زال نفوذ الاتراك وملكهم وانقرضوا وتداولت الايام والدول انشأ الامير جحا ركس الخليلي المعروف بخان الخليلي نسبة اليه فاخرج من هذه التربة ما شاء الله من عظامهم فالقيت في المزابل على كيمان البرقية "حديقة الازهر حالياً". * الجدير بالذكر ان زمن الشدة الكبرى التي عانت فيها مصر من الغلاء والازمات لم ترها مصر منذ زمن سيدنا يوسف كما يشبهها الناس وقتذاك ولذلك اضطر الملوك والامراء لبيع الاراضي والمساكن وحتى القبور ومنها التربة "المعزية" وقسمها الامير جحا ركس الخليلي اجزاء وقطعا وباعها للتجار لتكون سوقاً تجارية تحمل اسمه في قلب قاهرة المعز ومازال خان الخليلي يعمر بالناس والتجارة والمقاهي ليلا ونهارا خاصة في ليالي رمضان الساحرة ويحرص الكثيرون من المصريين على زيارته لشراء منتجاته الخاصة المتميزة وشرب الشاي على أشهر مقاهي شارع المعز "مقهى الفيشاوي" ويقرأ الفاتحة لسيدنا الحسين حيث اصبح مسجده وساحة المسجد ملتقى للسهر والصلاة في رمضان والذكريات والحكايات المثيرة.. هذا مع تحياتي وشكري..