أيام معدودة ويستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها عيد الفطر المبارك اعلانا لنهاية شهر رمضان وايذانا بالفطر وتناول المفطرات فتزيد فرحة الصائمين بقضاء شهر الصوم في الدنيا وانتظار قبض الجائزة في الآخرة والولوج الى الجنة من باب الريان الذي لا يدخل منه الا الصائمون ولا تقتصر ملامح الفرح بمقدم العيد عند باب الروحانيات حصد الحسنات بل تتعداه الى ما سواه من الماديات حيث يعمل الصائمون بل المجتمع الاسلامي قاطبة على الظهور في يوم العيد بمظهر جديد وهم يلبسون الجديد من الثياب والفرح يكسو وجوههم لأجل هذا يعمل كل مسلم على ادخال السرور والفرح الى قلوب أسرته الصغيرة لاسيما الأطفال بشراء الملابس الجديدة لهم . يقول التاجر بالسوق العربي محمد المصطفى خالد عن اقتراب موعد عيد الفطر يشكل دوما حراكا جيدا بسوق الملابس والأحذية والحلويات والمفروشات المنزلية ، وان التجار ينتظرون مقدمه بفارق الصبر ويعمل كل واحد منهم على التجهيز له منذ فترة طويلة قد تمتد لشهرين قبل رمضان لجهة كثرة الطلبات على المعروضات من السلع، وزاد خالد،ان السوق بدأ يتحرك في النصف الثاني من الشهر الكريم خاصة الطلب على الملبوسات الأطفالية نسبة لتعلقهم بلبس الجديد، وان رب كل أسرة لا يرضى أن يدع أطفاله دون شراء الجديد من الملابس مع مقدم العيد حتى ولو كان ذلك على حساب ميزانية أشياء أخرى أو قاده للاستدانة حتى لا يحس أطفاله بأنهم أقل من رصفائهم ، وعن الأسعار يقول خالد انها معقولة بالمقارنة مع ارتفاع سعر صرف الدولار في مقابل الجنيه السوداني بجانب ارتفاع أسعار كافة السلع والخدمات، وأرجع السبب وراء معقوليتها الى قلة السيولة التي يعاني من أثرها كافة الناس، وتوقع أن يجد كل قادم الى السوق ما يناسب ذوقه ويتماشى مع مقدرته المادية . وعلى صعيد المستهلكين يقول علي محمد علي رب أسرة وهو يصطحب طفليه بحثا عما يناسبهما من ملابس ان أسعار الملابس معقولة مقارنة بالغلاء في الأسواق، ومع ذلك يتوقع أن يجد كثير من أرباب الأسر عنتا ومشقة في الحصول على السيولة التي تمكنهم من تلبية متطلبات أسرهم الا أنه عاد بالتأكيد على عدم ترك أولياء الأمور أطفالهم دون كسوة جديدة في العيد حتى ولو اضطروا للاستدانة من أجل عيون أطفالهم ما «تضوق» الهزيمة، وختم أن اقتناء الكبار للجديد في العيد بالنسبة لهم لا يشكل هاجسا ومؤرقا كبيرا فربما اعتبره البعض «ضحوة» تعود بعدها ساقية الحياة الى وتيرتها القديمة . أما أميرة حسن الباهي ترى أن العيد مناسبة لتغيير نمط الحياة وقضاء لحظات سعيدة بطعم مختلف عن سائر الأيام لأجل هذا لا غرو أن تنهض فيه النساء بغية اخراجه في ثوب قشيب كسرا لجمود نمط الاعتياد لا من باب أن النساء مبذرات ولا يحسن التدبير ولا يراعين للظروف الاقتصادية لجهة أنهن «متقزات في كلية غيرهن » كما يقول المثل .