ظل ديوان الزكاة بالدويم وخلال السنوات الماضية يقوم بدوره بصورة مقبولة من خلال مشاريعه التى تستهدف بصورة مباشرة الفقراء والمساكين خاصة عندحلول شهررمضان المعظم، حيث كان يوزع نسبة مقدرة من أكياس الصائم والتى خففت كثيرا من معاناة المحتاجين بالمدينة والذين يعتمدمعظمهم إن لم يكن جلهم على مايقدمه لهم الديوان من مساعدات وإعانات تشمل بعض الموادالتموينية. وكان للجان الأحياء دورمهم فى مساعدة الديوان على إيصال كيس الصائم للأسرالمستهدفة بعدأن تقوم بحصرهم ومن ثم توزيع المستلزمات لهم ببيوتهم ، فهى تعتبرحلقة الوصل بينهم وبين ديوان الزكاة خاصة أن هناك الكثيرمن المعوزين الذين لايستطيعون الوصول إلى مباني الزكاة لتسلم كيس الصائم فالكثيرون لايملكون حتى تكلفة المواصلات . وهذا العام تهيأ الفقراء مثل كل مرة لتسلم كيس الصائم وإنتظروا أن تأتيهم اللجان به فى بيوتهم إلاأن إنتظارهم طال وأملهم خاب ،حيث لم يتسلم الغالبية العظمى منهم كيس الصائم المعلوم، وحتى المبلغ المالى الضئيل(50) جنيها والذى قررالديوان منحه لهم بدل كيس الصائم لم يصل إلالعدد قليل منهم ،وحتى الذين تسلموا هذا المبلغ المتواضع فقدتحسروا كثيراوإحتاروا لقلته وعدم إيفائه حتى ولو بجزء بسيط من إحتياجاتهم الضرورية لهذا الشهرالكريم ، خاصة مع حالة الجنون التى إنتابت أسعارالسلع الضرورية هذه الأيام. لجان الأحياء يبدو أنها تفاجأت هى الأخرى بضعف الإعانات التى أعلنها ديوان الزكاة هذا العام ، وهذا ما أثارحفيظتهم وأدخلهم فى وضع حرج وأصبحوا بين نارين ،نارإلحاح ومطالبة الفقراء بأحيائهم ونار شح الدعم وتنصل الديوان عن دوره الذى ظل يقوم به لسنوات. العديد من رؤساء وأعضاءاللجان حضروا إلى مكاتب (الصحافة) بالنيل الأبيض وهم غاضبون على سياسة ديوان الزكاة هذه المرة، حيث ذكرالشيخ الحسن أنه ذهب قبل أيام لتسلم حصة فقراءالحي الذى يقطن به(التضامن) من كيس الصائم إلا أنه وكما قال فوجئ برد غيرمتوقع من المسؤولين بالديوان ، وهوأن كيس الصائم هذه المرة سيكون فى شكل مبالغ نقدية توزع على الفقراء بواقع خمسين جنيها للأسرة الواحدة،وقال إن المفاجأة الكبرى كانت قولهم بأن الديوان قررأن تمنح كل لجنة مايكفى خمسة أوثمانية أسر فقط، وأكد شيخ الحسن أن ذلك خلق مشكلة كبيرة للجان واصبحت فى وضع لاتحسدعليه، مشيرا إلى أن أقل حى بالدويم به ملايقل عن الثلاثين أسرة فقيرة. الحاج قمرعضو إحدى اللجان قال إنه رفض تسلم المال الذى خصص لفقراءالحى الذى يقع تحت مسؤولية لجنتهم ،حيث ابان بأن مديرالديوان خصص للجنته ما يكفى خمس أسر فقط ،وقال انه إذاتسلم هذا المبلغ سيقع فى مشكلة كبيرة وربما أتهم بتهم غيركريمة. حاولنا الإتصال بمدير ديوان الزكاة بالدويم إلا أن هاتفه ظل خارج نطاق الخدمة حتى يوم أمس السبت ، وكنا نود أن نقف على رده على ما أثيرمن قبل بعض اللجان. عموما فإن الشكاوى التى وصلت إلى (الصحافة) خلال الأيام الماضية سواء من بعض لجان الأحياء أو من الفقراء تؤكد وجود مشكلة، وأن أداء ديوان الزكاة بالدويم فى رمضان هذا العام دون المطلوب ،وما قدمه لهم من دعم أقل بكثير مما كان فى السنوات الماضية، ولست أدرى هل الديوان تفاجأ بحلول شهر رمضان حتى يتم تقليص دعم الفقراء؟لدرجة أن الغالبية منهم سقطت من حساباته لتزيد معاناة المحتاجين بصورة كبيرة بدلا من أن تقل، والديوان يعلم علم اليقين أن حاجته هذه المرة أكثر وألح من المرات السابقة بسبب تضاعف تكلفة المعيشة، والغريب أن معظم مكاتب الزكاة على مستوى القطر وزعت كيس الصائم على الفقراء والمساكين ، فهل مكتب الزكاة بالدويم حالة إستثنائية؟ولماذا شذ عن رصفائه بالولايات الأخرى؟والآن يتبادرإلى أذهان الكثيرين سؤال آخر،وهوهل ستكون فرحة العيد بنفس طريقة كيس الصائم؟