المبدعون كالشموع تحترق لتضئ الدرب للآخرين، وكثيراً ما يقعون فريسة للمرض خاصة أمراض الضغط والسكري والقلب التي سماها الصديق عمر الجزلي بمتلازمة العمل الاعلامي! في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم أيام العتق من النار وفيها ليلة ترتجي فيها الهبات وتستجاب لقائمها الدعوات نسأل المولى عز وجل ونتضرع إليه أن يعجل بشفاء مبدعين شكلوا الوجدان السوداني وقدموا الكثير لوطننا أولهم الشاعر الأم درماني الصوفي المعذب سيف الدين الدسوقي كتب سيف أجمل قصائده في محبوبته (أم درمان) ولون مشاعرنا بأشعاره الرائعة التي قدمت صورة تنبض بالحيوية. وثاني المبدعين هو الرمز الاعلامي الكبير حمدي بدر الدين الرجل المدرسة الذي تخرج على يديه عشرات الاعلاميين كان حمدي مخلصاً لمهنته ووطنه وظل اعلامياً لا يشق له غبار في غيرته على مهنته وصدقه وحسن تعامله مع الآخرين. وشخصياً لا أحب العبارة التي اعتدنا أن نقرنها بالأستاذ حمدي بدر الدين بأنه مقدم برنامج فرسان في الميدان لأن حمدي وعطاءه الابداعي أكبر وأهم من برنامج كما لا أحب أيضاً أن أقرنه بالوظائف التي تقلدها مثل منصب مدير التلفزيون لأن المناصب تتشرف بحمدي. وثالث هؤلاء العمالقة هو الاعلامي الضخم عبد الرحمن أحمد رجل سليل أسرة ابداعية معروفة أبوه أحمد محمد صالح عضو مجلس السيادة وشاعر النشيد الوطني وشقيقه صلاح أحمد محمد صالح الدبلوماسي والشاعر الرقيق الذي قدم أحلى قصائده للفنان عثمان حسين، عبد الرحمن أحمد أم درماني الهوى والهوية رجل صنع في أم درمان بتاريخه وجماله الانساني وحسه الابداعي وعطاءه الوافر صنع اسماً من ذهب وهل أنسى الاعلامي الفذ الدكتور صلاح الدين الفاضل الذي داهمه المرض بغتة وأخبرني الأصدقاء انه ذهب مستشفياً في القاهرة. صلاح أشبه بمحاربي الساموراي رجل لا يستسلم ولا ينهزم! أبعدوه عن الاذاعة وهو في قمة عطائه الاداري وقدرته على الخلق والابداع فلم يضعف ولم يستكن وهو يجد بعض اصدقائه وتلاميذه يتنكرون له في زمن نكران الجميل، فتحول إلى ميدان آخر وأبدع في المجال الأكاديمي واستطاع أن يحوز على درجة الدكتوراة وأصبح من أساتذة الاعلام المرموقين في الجامعات السودانية. وما بين سيف الدسوقي وحمدي بدر الدين وعبد الرحمن أحمد وصلاح الفاضل مبدعون هنا وهناك داهمهم المرض.. ومالوا واحتجبوا كالأقمار اللهم نسألك بكل اسم هو لك علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تنعم عليهم بالصحة وأن تلبسهم ثوب العافية وتعجل لهم بالشفاء ليعودوا ويقدموا ابداعهم للحياة والناس.. [email protected]