حلف الفضول من اشرف وأفضل أحلاف القبائل أيام الجاهلية شارك فيه الرسول (ص ) قبل البعثة وعمره وقتئذ عشرون عام ثم اقره بعد الإسلام فقد جاء فى سيرة ابن هشام ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لَقَدْ شَهِدْت فِي دَارِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبّ أَنّ لِي بِهِ حُمْرَ النّعَمِ وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْت) [ ابن هشام : 1/133] وملخص هذا الحلف هو أن جماعة من قبائل قريش تداعت إلى حلف اجتمعوا له في دار عبد الله ابن جدعان لشرفه وسنه وتعاقدوا وتعاهدوا على ان لا يجدوا بمكة مظلوما دخلها من سائر الناس الا قاموا معه وكانوا معه على من ظلمه حتى ترد عنه مظلمته ، اول من تكلم به ودعا اليه الزبير بن عبد المطلب و أول ثمراته ان جماعة من اهل مكة مشوا الى العاص بن وائل وهو من اشراف مكة فانتزعوا منه مال كان العاص قد انتزعه من غريب ورفض ان يرده فاجبره اهل حلف الفضول على رده عرفت ولاية جنوب كردفان عدد من الاحلاف والمعاهدات الاهلية التى تمت بين قبائل الولاية اسست لتعايش سلمى وعلاقات تجاور وتعايش مشترك بُنيت على الاعراف القبلية وتم عن طريقها وضع أُسس واضحة لتقاسم الموارد وتنظيم العلاقات البينية ومعالجة النزاعات القبلية وحصرها فى نطاق ضيق كما كان لهذه الاحلاف الاثر الكبير فى حدوث التداخل العرقى والتمازج الثقافى فنشأت مصاهرات وعلاقات إقتصادية وإجتماعية عميقة بين القبائل بفضل التاخى الذى تم تقنينه عن طريق العهود والمواثيق والاحلاف فرغم تعدد القبائل وتباين مصالحها لم يسجل التاريخ نزاع قبلى واسع بين قبائل جنوب كردفان بإستثناء النزاعات المحدودة التى تحدثُ احيانا حتى بين ابناء العمومة فى القبيلة الواحدة ويتم حلها عن طريق الاجاويد وبالاعراف المحلية خارج المحاكم فى اغلب الاحيان دخول التمرد الى الولاية عام 1985 احدث تغيير كبير فى هذه العلاقات القبلية وعرًض الثقة التى تم بناءها عبر السنين الى اهتزاز شديد ونسبة لان غالبية افراد الجيش الشعبى من ابناء النوبة فإن معظم المناطق التى تم إستهدافها من الحركة الشعبية عند دخولها جنوب كردفان مثل قردود تلودى والازرق اوفرقان العرب الرحل كانت تنظر الى ذلك الهجوم بانه هجوم من النوبة فمثلا الصبايا من بنات تلودى و القردود كن يتغنين فى الاعراس (يوسف كوه00ده الميراوى000 نسى الخوة000ضرب ام ردمى جوة 000) اضف الى ذلك محاولات بعض النخب فى اثارة النعرات القبلية وتزكيتها من خلال الكتابة فى الصحف والمواقع الالكترونية ، لذلك فان الفرضية التى تطرحها هذه الورقة هى ان الاحلاف والمعاهدات القبلية لها دور كبير فى ارساء التعايش المشترك وإعادة انتاج هذه الاحلاف على اسس جديدة ضرورى لتحقيق السلام والاستقرار من خلال هذه الورقة سوف نقوم بتعريف الحلف فى اللغة وعند علماء النسب ونستعرض انواع الاحلاف واسباب عقدها كما نتحدث عن العهد فى الاسلام ونذكر نماذج لبعض الاحلاف الشهيرة ثم نختمها برؤيتنا لاعادة انتاج الاحلاف فى جنوب كردفان الحِلف فى اللغة وعند علماء النسب الحِلف فى الاصل اليمين والعهد وسمى العهد حلفا لانهم يحلفون عند عقده ويتواثقون عليه و فى اللغة : الحَلف: القسم ، حَلفَ أي أقسمَ يحلِف حلفا إى اقسم والواحدة حلفة ; قال امرؤ القيس: حلفت لها بالله حلفة فاجر : لناموا فما إن من حديث ولا صالي ومن تصاريف الكلمة محلوف و هو أحد ما جاء من المصادر على مفعول مثل المجلود والمعقول والمعسور والميسور ، اما الحِلف بالكسر هو العهد يكون بين القوم ،نقول حالفه أي عاهده وتحالف القوم أي تعاهدوا وتآخوا وفي حديث أنس حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دارنا مرتين أي آخى بينهم وفي رواية حالف بين قريش والأنصار أي آخى بينهم و قال ابن الأثير أصل الحِلف المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك الذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله صلى الله عليه وسلم لا حِلف في الإسلام وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الأرحام كحِلف المطيبين و حِلف الفُضول وما جرى مجراهما فذلك الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيما حِلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة يريد المعاقدة على الخير ونصرة الحق 0 الحِلف أمر شائع بين القبائل منذ القدم، وقد تناوله علماء التاريخ والأنساب وبينًوا معناه اللغوى : قال الجوهري في الصحاح: (والحِلف بالكسر: العهدُ يكون بين القوم، وقد حالفه أي عاهده، وتحالفوا أي تعاهدوا) قال الفيروزبادي في القاموس المحيط: (والحِلف بالكسر: العهد بين القوم والصداقة، والصديق يحلف لصاحبه ألا يغدر به، والجمع أحَلاف). وفي المعجم الوسيط: (حَالفه محالفة وحلافاً: عاهده، ويُقال حالف بينهما: اى آخى بينهما ) وفي موضع آخر في المعجم: (الحِلف المعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، والجمع أحلاف). وقال أيضاً: (الحليف، المتعاهد على التناصر، والجمع أحلاف) مما ذكر في معاجم اللغة نجد ان كلمة الحلف يدور معناها بين: المعاهدة والصداقة، والنصرة والحماية، والتعاضد والتساعد والاتفاق، وما في هذه المعاني. أما معنى الحِلف في مصطلح المؤرخين والنسابين ومن خلال استقراء ما كتبه النسّابون والإخباريّون عنه فهو: (أنظمة وعهود اجتماعية وسياسية تجمع بين عشيرتين، أو قبيلتين فأكثر يلتزمون فيها بينهم على التعاضد والتناصر والحماية... وقد تزيد هذه العلاقة حتى يصبح المتحالفون قبيلة واحدة، وكياناً واحداً ) أنواع الأحلاف 1/حلف مؤقت هو نوع من الأحلاف يكون الهدف منه النصرة والاحتماء والاستعانة يعقد لمصلحة مشتركة بين الحليفين، كخوض حرب مثلاً أو غير ذلك، فإذا انتهى الحدث انتهى الحلف بانتهاء الحدث، وقد يتكرر ذلك عند تكرار هذا الحدث (مثلاً قد يتكرر عند حصول أكثر من حرب لنفس القبائل المتحالفة)، فمعنى ذلك أن هذا النوع من الأحلاف إنما هو لسبب معيّن مؤقت وليس حلفاً كاملاً سواء تكرر هذا السبب أم كان مجرد حادثة عابرة لا تتكرر، وهو نوع معروف منذ زمن الجاهلية قال زهير بن أبي سلمى: ألا أبلغ الأحلاف عنّي رسالة ذبيان هل أقسمتم كل مقسم وقال: تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها وذبيان قد زلت بأقدامها النعل وفي هذا النوع من الحلف لا تدخل قبيلة تحت مسمى قبيلة أخرى، وفى الغالب يطلق لفظ يشمل القبيلتين بسبب التآزر بينهما، لمصلحة معينة ومحددة 2 - حلف كامل (قبائل وكيانات تكوّنت من الأحلاف):. كأن تجتمع عدة قبائل وأفخاذ لا يجمعها جد واحد، لتكوين كيان جديد مؤلف من عدة قبائل ، والغالب في هذه الأحلاف أن يكون سبب حلفها هو اجتماعها في مكان واحد، أو اشتراكها في أحداث ووقائع معيَّنة، بل قد تُسمى على هذا المكان أو على صفته، وهذا النوع غير مربوط بواقعة مؤقتة وينتهي (كالحلف المؤقت).ومثال ذلك قبائل: الحوازمة الحلفا والنوبة ، و قد يدخل فى بعض القبائل أفخاذ من قبائل أخرى، فمثلا يدخل فى امارة الحوازمة عبد العال افخاذ من كنانة والبديرية وخزام والصليحاب وبرقد وغيرها من افخاذ القبائل الاخرى اما النوبة فعبارة عن مجموعة من القبائل تسكن الجبال الجنوبية من كردفان والتى تعرف بجبال النوبة اى النوبة مجموعة من القبائل ذات لهجات وثقافات متباينة ومتنوعة وليست قبيلة واحدة والقبائل التى تتكون بهذه الطريقة تسمى قبائل الاخلاط ، و فى السودان ادت التطورات المختلفة مثل تحسن الاتصال وتزايد معدلات الحراك السكانى وتوسع النمط الحضرى وانتشار التعليم وتلاقح الثقافات وتداخل الاعراق الى انحسار القبيلة القائمة على التناسل وصفاء العرق ونمو القبيلة القائمة على الخلاط والاحلاف مع اننا رصدنا تصاعد القبلية والجهوية التى تحركها بعض النخب بحثا عن المكاسب السياسية 3 - دخول فخذ أو عشيرة أو فرد في قبيلة أخرى: وهذا هو النوع الأكثر حصولاً من أنواع الأحلاف، وفي هذا النوع يُعتبر الفرع الذي دخل في القبيلة (سواء كان هذا الفرع فخذاً، أو عشيرة، أو أسرة، أو شخصاً) جزءاً لا يتجزأ من القبيلة التي دخل فيها، فيتسمى باسمها وينضوي تحت إمرتها، ويحارب معها مثله مثل من ينتسب أصالة إلى هذه القبيلة، وقد يحصل بعد زمن أن يرجع هذا الفخذ، أو العشيرة إلى اصله أسباب الأحلاف الحلف ينشأ غالباً لأسباب سياسية كاختلاف التكوينات والقوى في المنطقة، أو لأسباب اجتماعية كضعف القبيلة، أو قلتها، أو هجرة أغلبها من المنطقة، أو لسبب جغرافي مثل الجوار والتساكن والتعايش ويمكن ذكر خمسة من تلك الأسباب هى : 1 - قيام قبيلة أو عشيرة بحرب قبيلة أكبر منها، فإنهم قد يضطرون إلى الاعتضاد والتقوّي بعشائر أخرى لمواجهة هذه الحرب، وقد يستمر هذا الحلف، وقد ينتهي بانتهاء الحدث، وقد يحصل ذلك من الطرفين ومثال ذلك الحلف الذى تم بين الحركة الشعبية فى الجنوب وبعض ابناء النوبة ، 2 - هزيمة قبيلة أو كيان قبلي في حرب أو حروب متوالية، فقد تحصل هزيمة قاصمة تحمل هذه القبيلة المهزومة إلى الرحيل فيبقى منهم بقية ضعيفة تحتاج إلى الاحتماء والتقوّي فتضطر إلى الدخول في قبيلة أكبر منها. وقد تدخل قبيلة أو عشيرة في قبيلة أخرى اتقاء لسطوتها وإغارتها، كأن تغير قبيلة أو كيان قوي على مناطق تعيش فيها قبائل ضعيفة لا تستطيع مقاومتها، فتنضوي تحت لوائها، وتأتمر بإمرتها لكفّ ضررها عليهم0 3 - قد يحصل الحلف لسبب جغرافي واقتصادي في آن واحد، وذلك عند نزول عدة عشائر، أو أفخاذ على منطقة واحدة فتجمعهم المنطقة فيتكوَّن كيان باسم جديد(الحلفا ) 4 - قلة عدد العشيرة أو القبيلة في ظل تلك العصور القاسية التي تعتمد فيها بعض القبائل على الحرب والسلب، فلا شك أن قلة عددها سيجعلها تذوب في كيانات أخرى، ويحصل هذا كثيراً بين القبائل يقول إبن خلدون : (المتفردون في إنسابهم قل إن تصيب احدا منهم نعرة على صاحبه فإذا أظلم الجو بالشر يوم الحرب تسلل كل واحداً منهم يبغى النجاة لنفسه خيفة وإستيحاشاً من التخاذل فلا يقدرون من أجل ذلك على سكن القفر لما انهم حينئذ سيكونون طعمة لمن يلتهمهم). 5 - حصول خلاف داخلي بين القبيلة الواحدة يُلجئ أغلب القبيلة إلى طرد القسم الآخر من نفس القبيلة، مما يجعلها تنتقل عن المكان وتحالف كياناً آخر، وهذا الخلاف قد يحصل لأسباب كثيرة، إما لسبب دم أو مصاهرة لقبيلة أقل منهم شأناً، أو امتهان بعضهم لمهنة أقل مما اعتادوا عليه، كما أن القسمين قد يكونان متقاربين في العدد والقوة، وقد يكونان غير متكافئين، بل قد يحصل أن رجلاً واحداً فقط تغضب عليه قبيلته، فيخرج منها لسبب من الأسباب السابقة، أو غيرها فيدخل في قبيلة أخرى، فيكون بذلك جداً لأسرة أو عشيرة، الحلف والعهد فى الاسلام كما ذكرنا سابقا معنى حلف يتطابق مع معنى عهد ويمين و العهد عند بن منظور صاحب لسان العرب يطلق على كل من عُوهِد الله عليه وكل مابين العباد من مواثيق واحلاف فهو عهد والعهد كذلك هو الامان واهل العهد هم كذلك اهل الذمة والحلف والتعاهد والتحالف بمعنى واحد والمعاهدات فى الاسلام هى اتفاقيات تعقد لتنظيم علاقة وتحديد قواعد تخضع لها الاطراف المتعاهدة والمتحالفة والاسلام يشدد على ضرورة الوفاء بالعهود وعدم نقضها ففى سورة الاسراء :(واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا ) فى سورة النحل ( واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) فى سورة المائدة (يأيها الذين امنوا اوفوا يالعقود احلت لكم بهيمة الانعام ) يمدح الله الذين يوفون بالعهد (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) و حتى عند البراءة من المشركين يستثنى الله اهل العهود وفى سورة التوية : (الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم احدا فأتموا اليهم عهدهم الى مدتهم ان الله يحب المتقين ) اما السنة النبوية فقد جاءت موافقة لهذه المعانى فقد جاء فى علامات المنافق انه اذا عاهد خان وقال رسول الله(ص) : ( لكل غادر يوم القيامة لواء يعرف به )وفى مسند احمد بن حنبل قال رسول الله (ص) (إذا امِنك الرجل على دمه فلا تقتله ) وفى الحديث الذى رواه عمرو بن عنبسة (من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقده ولا يحلها حتى ينقضى امدها اوينبذ اليهم على سواء ) وفى السيرة قال رسول الله (ص) : (لقدشهدت فى دار عبد الله بن جدعان حلفا ما احب ان لى به من حمر النعم ولو ادعى به فى الاسلام لاجبت ) نماذج لبعض الأحلاف والعهود 1/حلف المدينة (وثيقة المدينة) عندما هاجر الرسول (ص)الى المدينة بعد ثلاثة عشر من الدعوة قضاها فى مكة وجد فى المدينة عدد من القبائل يمثلون السكان الاصلين للمدينة مثل الاوس والخزرج وقبائل اليهود من بنى النضير وبنى قينقاع وبنى قريضة وهاجر مع الرسول مجموعة من قبائل قريش ثم بدأت القبائل تتوافد الى المدينة بوصفها دار هجرة ولكى ينظم الرسول صلى الله عليه وسلم حياة هذه القبائل عقد حلف بين هذه القبائل على اسس واضحة عرف هذا الحلف بوثيقة دولة المدينة وهى وثيقة هامة ارست اسس للتعايش يقوم على الحق والعدل جاء فيها (هذا كتاب محمد النبى بين المؤمنين والمسلمين من اهل قريش واهل يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم ،انهم امة واحدة من دون الناس، والمهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم ،وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين ،وبنى عوف على ربعتهم ،وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف ،ثم ذكر كل بطن من بطون الاوس والخزرج الى ان قال :انه من تبعنا من يهود فله النصر والاسوة غير مظلومين او مُتناصر عليهم وان يهود بنى عوف امة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وانفسهم الا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ الا نفسه واهل بيته ، وان ليهود بنى النجار مثل ما ليهود بنى عوف ثم عدد بطونا اخرى من اليهود 00ثم قال :وانه لا يُخرج منه احد الا بإذن محمد وأن اليهود على نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم وان بينهم النصر على من حارب اهل هذه الصحيفة ) هذه هى وثيقة المدينة التى قننت المساوة فى الحقوق والواجبات رغم اختلاف الاديان واقرت حرمة الملكية الخاصة وحرمة المسكن (يايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم 00) وحرية الاديان حيث كتب الرسول (ص)الى عمرو بن حرام عامله على اليمن (ومن كان على نصرانيته اويهوديته فإنه لا يرد عنها ) تضمنت وثيقة المدينة ستة عشر بند منها :المؤمنين المتقين على من بغى عليهم اوابتغى دسيعة ظلم او إثم او عدوان او فساد بين المؤمنين وان ايدهم عليه جميعا ولو كان ولد احدهم ولا يحل لمؤمن ان ينصر محدثا ولا يؤية 0كان لهذه الوثيقة اكبر الاثر فى ارساء التعايش بين الانصار والمهاجرين حيث تآخ الانصار والمهاجرين وتقاسموا الارض والاموال قال سعد بن الربيع لعبد الرحمن بن عوف اخيه فى الاسلام انا اكثر الانصار مالا فاقسم مالى نصفين ولى امرأتان فانظر اعجبهما اليك فسمها لى اطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها فقال عبد الرحمن بن عوف بارك الله لك فى اهلك و مالك اين سوقكم ؟ فدلوه الى سوق بنى قينقاع 0وهذا ما يؤكد حفاوة الانصار وحسن استقبالهم لمن هاجر اليهم واستوطن معهم 0من المهاجرين 2/تحالف الفونج والعبدلاب (1504- 1821م) هو حلف تم بين عمارة دنقس زعيم الفونج وعبدالله جماع زعيم العبدلاب وادى الى قيام سلطنة سنار الاسلامية وتكونت شخصية خلاسية هى خليط من الدم العربى والزنجى وادى هذا التحالف الى استقرار الاوضاع حيث امتد حكم سنار الى ما يزيد على ثلثمائة سنة يقول كاتب الشونة(اتفق رأيهم علي أن يكون عمارة ملكا عوضا عن ملك علوة، وأن عبد الله جماع يكون في مكان العرب، فتوجه واختط مدينة قري(تحولت الي الحلفاية فيما بعد) الكائنة عند جبل الرويان بالشرق وجعلها كرسي ملكه، وكذلك عمارة اختط مدينة سنار وجعلها كرسي ملكه). مازالا عمارة وعبد الله كالاخوين، الا ان رتبة عمارة أعلي وأعظم من رتبة عبد الله، اذا اجتمعا في مكان، واما اذا غاب عمارة فيعامل عبد الله كما يعامل عمارة، ولم تزل العادة جارية في ذراريهم الي القضاء علي ملكهم) الشيخ احمد بن الحاج: (كاتب الشونة): تاريخ ملوك السودان، تحقيق د. مكي شبيكة1947م 3/حلف الدم هو حلف تم بين الحوازمة والنوبة فى القرن التاسع او العاشر الميلادى وابرم على الطريقة الوثنية نزولا على رغبة النوبة تاكيدا وتعميقا للثقة بين الطرفين حيث استخرج زعيمى النوبة والحوازمة قطرات من دمائمهم وخلطها مع بعض واخرج الزعيمان لسانهما فذاقا الدم المخلوط دلالة على اختلاط الدماء وهو حلف غير مكتوب غير ان كبار السن لايزالون يحفظون بنود هذا الحلف ومن بنوده: * الحوازمة والنوبة اخوان بعد ان اختلطت دماءهم * الجبل الذى تعيش فيه كل قبيلة او مجموعة من النوبة هو ملك لتلك القبيلة تستخدمه فى السكن والزراعة ام الجبال غير المسكونة فهى حق مشاع للجميع * اذا دخل مسروق ديار قوم من الطرفين وتاكد ان اثره لم يتجاوز تلك الديار فعلى القوم الذين دخل المسروق ديارهم تقع مسئولية نفى التهمة او دفع تعويض لصاحب المسروق بعد التحالف الرئيسى بين الحوازمة والنوبة دخلت بطون النوبة والحوازمة فى تحالفات فرعية احصى الباحث د/على حمودة صالح43 منها فى كتابه قبيلة الحوازمة ومكنون الهوية السودانية ص 281/282/283 رؤية لاعادة الاحلاف فى جنوب كردفان الفرضية الأساسية التي طرحتها هذه الورقة هي أن انهيار الأعراف القبلية والأعراف الحاكمة للتعايش بين القبائل في جنوب كردفان كان سببا مباشرا في زيادة التوتر والنزاع شبه القبلي وبروز العصبيات والنعرات القبلية و للنخب المثقفة خاصة خارج الحدود دور كبير في أذكاء هذه النعرات مثال وثيقة التنظيم الدائم لشعب جبال النوبة الأصلي التي تقسم السكان إلى أصليين ووافدين وتنادى بحق تقرير المصير لجبال النوبة كما ان محاولة تسيس الادارة الاهلية وادخالها فى الصراعات السياسية ومحاولة اقحام قضايا الهوية فى هذه الصراعات ومحاولة تدويل النزاع الدائر الان كلها عوامل ساهمت فى ضرب الاستقرار فى المنطقة لذلك فإن هذه الورقة تقترح إعادة قراءة الاحلاف والاعراف التى كانت سائدة واعادة صياغتها وإبرامها من جديد بعد حوار عميق يهدف الى ان تقوم الاحلاف الجديدة على مبدأ العدل والقسط والقيم الاسلامية وعلى مستوى القبيلة الواحدة ننادى بابرام مايشبه حلف الفضول يتوافق فيه الجميع على مكارم الاخلاق وان تطلع آلية التصالحات بتهيئة المناخ للقبائل لابرام هذه الاحلاف وان يتولى السيد والى الولاية شخصيا الاشراف على هذه الاحلاف ويشجع الوسائل غير التحاكمية فى فض النزاعات مثل المفاوضات والمساعى الحميدة والوساطة و التحقيق والتوفيق والتسوية وذلك وفق الاعراف القبلية كما ننادى بالالتزام بالقيم والمبادئ الاسلامية فى فض النزاعات ومنها * مبدأ حرية الاعتقاد (لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى ) * مبدأ المساواة (يايها الناس ان خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) * مبدأ التسامح * مبدأ العدل وتحريم الظلم خاتمة ولاية جنوب كردفان ولاية متعددة الاعراق والقبائل تمتاز بالتنوع والثراء ولا تعانى شح الموارد وليس لها تاريخ من الصراعات القبلية والطائفية ولها اعراف جيدة فى فض النزاعات وتحقيق الاستقرار تأثرت بالنزاعات والحروب التى سببت فى اهتزاز الثقة بين المجموعات المتعايشة لا بد من بذل مجهود لاعادة الثقة بين القبائل المتعايشة فيها * رئيس مركز دراسات التماس
