انتهت أمس مهلة وقف اطلاق النار التى أعلنها رئيس الجمهورية فى الثالث والعشرين من رمضان ولمدة «اسبوعين» لايقاف كافة العمليات العسكرية فى جنوب كردفان،وقال انها قابلة للتمديد حسب جدية الطرف الآخر، فيما لم يصدر من الحركة الشعبية حتى هذه اللحظة موقف رسمي، ومازالت الأراء تتباين حتى هذه اللحظة حول نجاح أو فشل عملية وقف اطلاق النار، وضرورة التمديد لمهلة جديدة . قواتنا جاهزة لا شك أن لزيارة وزير الدفاع الفريق الركن /عبد الرحيم محمد حسين لجنوب كردفان وأداء صلاة عيد الفطر المبارك واشرافه المباشر على تنفيذ وقف اطلاق النار صدى قوي كسبت به الحكومة كثيرا، الا أن الترصد من قبل الحركة كان مخططا للقيام بعمل ما ، كما قال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، الصوارمي خالد سعد، في بيان له ان الحركة الشعبية خرقت وقف اطلاق النار الذى أعلنه رئيس الجمهورية ،وهاجمت قواتنا المسلحة فى عدة مناطق متفرقة من جنوب كردفان «الفيض أم عبدالله»، «خور الدليب»، وحاولت دخول مناطق «تومي» و«المنصورة» و«أم بير» ،مضيفا أن القوات الحكومية تمكنت من التصدي لهجوم لمجموعة أخرى من الجيش الشعبي على منطقة «الصُبي في محلية الدلنج»، وأكد الناطق الرسمى التزام الجيش السوداني بقرار الرئيس عمر البشير بوقف اطلاق النار من جانب واحد، لافتا الى أنهم سيردون بقوة على كل من يحاول استغلال وقف اطلاق النار في موازاة ذلك، فيما نفت حكومة جنوب السودان اتهامات الخرطوم بأنه يساعد متمردين في جنوب كردفان. قتل وتخريب المدارس من جانبه استنكر والي الولاية أحمد هارون خرق الحركة الشعبية لعملية وقف اطلاق النار ، واستهدافها للمواطنين العزل في منطقة أم دحيليب و مُرُنج ، كما حيا صمود الاهالي في وجه المعتدين ، وقال انه «كان فوق توقعات العدو « حيث تمكنوا من صد الاعتداء وطرد فلول الحركة من المنطقة ،وطالب هارون الشعبية بالاستجابة لنداء السلام واغتنام الفرصة التى أعلنها رئيس الجمهورية ،الا أنه أكد أن القوات الحكومية والقوات المتعاونة معها بالمرصاد لكل تحركات الحركة الشعبية ،وزارالوالى كلا من كلوقي ورشاد والفيض أم عبدالله ودلامى متفقدا أوضاع المواطنين المتأثرين من الهجوم الغادر واطمأن على أحوال الجرحى بمستشفى كلوقي ، كما تفقد أحوال المواطنين واستقرار الأوضاع الأمنية بكل من أبو جبيهة ، رشاد وهبيلا ، ووجه مولانا أحمد محمد هارون والي جنوب كردفان معتمد محلية دلامي باجراء الترتيبات اللازمة و تهيئة الأوضاع بمنطقة دلامي لتحقيق عودة المواطنين الى منازلهم معززين مكرمين بأسرع مايمكن، مؤكدا أن حكومة الولاية ستعمل على توفير كافة الخدمات الضرورية بالمنطقة من مياه ،صحة ، تعليم و كهرباء، حيث عاث فيها المتمردون فسادا و خربوا و نهبوا مباني المحلية و منزل المعتمد و منازل المواطنين الأبرياء و كل المتاجر بسوق المدينة و لم يكتفوا بذلك بل قاموا بحرق عدد كبير من المتاجر بسوق المنطقة . القوات الحكومية فى حالة دفاع وصف العميد /محمد مركزو كوكو«رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطنى» تمديد مهلة وقف اطلاق النار بالخطوة المهمة ،مؤكدا ان تنفيذ وقف اطلاق النار الذى أعلنه رئيس الجمهورية تم تنفيذه كاملا من قبل القوات الحكومية ،وقال ان الحكومة السودانية كسبت الرأي العالمي وأكدت للعالم أنها جادة لانهاء الصراع ، واصفا ما أقدمت عليه القوات الحكومية كان صدا لهجوم غادر ومتكرر ومتعدد من قبل الحركة الشعبية فى كل من «مرنج» و«أم دحيليب» و«كالوقي» و«تومى» و«الصُبى» و«كرتالة» وأدت لفقد الكثير من الأرواح والممتلكات ، وقال انها توضح خروقات الحركة الشعبية لعملية وقف اطلاق النار ،الا أنه استدرك قائلا كسبت القوات الحكومية كل هذه المعارض التى كانت فيها فى حالة دفاع عن النفس ،واصفا خسارة الحركة الشعبية فى جنوب كردفان والنيل الأزرق ب«انعدام التوازن » وقال ان الدولة حريصة على سلامة مواطنيها واشاعة السلام ،مناشدا رئاسة الجمهورية تمديد المهلة لاتاحة مزيد من الفرصة للكثيرين الذين يرغبون فى السلام . الحركة الشعبية فقدت البوصلة أيد بشدة اللواء معاش /ابراهيم نايل ايدام «عضو مجلس الانقاذ» تمديد وقف اطلاق النار لفترة ثانية ،قائلا ان الحرب «لم تحل المشكلة » محذرا من التمادى فى اتجاه تصعيد الحرب ،متهما الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى معا بتصفية خلافاتهما على حساب انسان جبال النوبة ،داعيا الطرفين الجلوس للتفاوض لتفويت الفرصة على أعداء السودان ، مناشدا الحكومة تحكيم صوت العقل، واصفا الحركة الشعبية بأنها «فقدت البوصلة» بانفصال الجنوب ،مبينا أن المشكلة هى تنفيذ البرتكول فى كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق كل على حدة ،موضحا أن البرتكول لأبناء المنطقتين وليس للمؤتمر الوطنى أو الحركة الشعبية ، مقدما النصح للمؤتمر الوطنى باشراك أبناء المنطقتين فى حل القضايا التى تهم مناطقهم ،داعيا الجميع لاغتنام فرصة وقف اطلاق النار والجلوس للتفاوض . «مرنج » و«ويرنى » و«حلاتى » أحداث مؤسفة أسف آدم الفكى رئيس مجلس حكماء جنوب كردفان لعدم استجابة الحركة الشعبية لنداء السلام والتجاوب أو ابداء حسن النية مع قرار وقف اطلاق النار الذى أعلنه رئيس الجمهورية ،واصفا اعلان وقف اطلاق النار «حرص رئاسة الجمهورية على اشاعة السلام وانهاء الصراع بالمنطقة»، مؤكدا ان قوات الحكومة التزمت تماما بتنفيذ كامل لوقف كافة العمليات العسكرية ، وقال انها لم تستخدم السلاح الا دفاعا عن النفس ،مشيرا الى أحداث «مرنج» ،قائلا ان القرية فقدت فيها «15» شهيدا و«14» جريحا وكبدت قوات الحركة أكثر من «30» شخصا بينهم ضباط ،واصفا الحادثة بالغدر والخيانة، وقال انها استهدفت مدنيين عزل عقب صلاة الصبح «ثالث أيام العيد » ، مبينا أن «مرنج» تبعد «30» جنوب كالوقي وعلى مشارف الحدود مع دولة الجنوب عند «ويرنى وحلاتى» وتسكنها قبيلة «الكواهلة» ، وقال ان قوة عسكرية قوامها «400» فرد من قوات الحركة الشعبية جاءت من الجنوب عبر«كاودا» أواخر شهر رمضان وعسكرت فى «ونكور» هاجم منها «200» شخص مواطنى «مرنج» العزل استنجدوا بأهاليهم من «قدير» و«كالوقي » ،وقال الفكى ان كانت الحركة الشعبية جادة لا نمانع من تجديد وقف اطلاق النار ولكنه حذر من استغلال الظرف لمزيد من الهجمات على المواطنين العزل . أم دحيليب لماذا ؟ «تامبيرا» «12» كيلو متر فقط غرب أم دحيليب أول معسكر انطلقت منه شرارة الهجوم الأخير بعد كادقلى ،ومازال منذ تلك اللحظة تحت سيطرة قوات الحركة الشعبية ،ويعتبر من أكبر مهددات ادارية أم دحيليب التى تتوزع مابين محليتى «هيبان وتالودى» ، فالمنطقة تعرضت لاستقطاب حاد من قبل «المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية» قبيل الانتخابات ،أدت لاعلان أكثر من «1300» من شبابها انسلاخهم من الحركة الشعبية وانضمامهم للمؤتمر الوطنى ،قال يوسف كرورو «25» قرية بالمنطقة عانت بولائها للحركة الشعبية الاهمال ،اذ انعدمت فيها أبسط مقومات الحياة «7» مدارس أساس بقوة معلم واحد لكل مدرسة و«12» مضخة مياه يدوية وتنعدم فيها خدمات الصحة والخدمات الأخرى ،فقال كرورو ان الهجوم الأخير تزامن مع صلاة صبح الجمعة «رابع أيام عيد الفطر المبارك»،فقضت به الحركة الشعبية على كل آمالنا وعشمنا وفرحتنا بوقف اطلاق النار ،فقدنا فيها شهيدا واحدا «الضى يوسف » فيما فقدت القوة المهاجمة بقوة «200» عسكرى «18» قتيلا من بينهم «5» ضباط من كبار قادتها ،وناشد كرورو الحكومة تمديد وقف اطلاق النار لاتاحة الفرصة كاملة وقال ان «15» يوما ليست كافية ،مناشدا «65» عسكريا من أبناء المنطقة فى الطرف الآخر الاستجابة لنداء أهاليهم وتجنيب المنطقة ويلات الحرب والخراب . ألجأ المراقبون فشل الحركة الشعبية فى اصدار موقف موحد حيال الخطوة التى أعلنها رئيس الجمهورية ،الى حالة التوهان وانعدام التوازن التى ظلت تعانى منها، وقالوا لقد ثبت عمليا فشل وقف اطلاق النار فى جنوب كردفان ،الا أنهم يرونه ذا ضرورة لاتاحة الفرصة كاملة لكل المبادرات التى مازالت تنادى بالتمديد لانهاء الاقتتال .