السعوديون لهم خبرات جيدة في إعلان مقاطعة المنتجات التي ترتفع أسعارها ، فحينما ارتفعت أسعار السيارات دشنوا حملة ضخمة أطلقوا عليها « خلوها تصدي» ،وحتى عند ارتفاع أسعار مهر الزواج نفذوا حملة واسعة بعنوان « خلوها تعنس» ، وهكذا ظل يبتكرون عنوان مقاطعة لكل شئ يرتفع سعره، وقد حققت هذه الحملات نجاحات مقدرة. نقول بهذا الحديث ونحن نتابع باهتمام حملة المقاطعة التي تقودها الجمعية السودانية لحماية المستهلك بعنوان» الغالي متروك» ، وقد كشفت الأنباء حتى اليوم الأربعاء ، ان الحملة حققت نجاحات واسعة ليس في الخرطوم فحسب بل التقارير الصحافية الواردة من الولايات تقول بذلك . ويبقى القول ان الحملة وان حققت نتائج آنية ، فهي محدودة الأجل في ظل احتياج الناس للحوم ،لذلك لابد من تحرك حكومي يفوق حملات المقاطعة ،التي وجدها البعض فرصة ليستعرض وطنيته أمام أهل بيته بأنه لن يجلب اللحوم حتى لايكتب من الخائنين ،ولكن هناك من يحب اللحوم لدرجة انه لا يمانع ان يوصف بالخيانة العظمى ان هو أقدم على شراء اللحم رغم المقاطعة . يبدو أن وقف الصادر بصورة مؤقتة يمثل إضافة لحملة المقاطعة ، كما وقف الصادر وبخاصة صادر الهدي والأضاحي يبدو انه سيتوقف دون إرادة الحكومة ، فقد أشارت الأنباء الى أن المملكة العربية السعودية أكدت رفضها لاستيراد الهدي السوداني نظرا لارتفاع أسعاره بصورة غير مقبولة ، فيما تجد السعودية أسواقا ذات أسعار زهيدة في الصومال وسوريا وباكستان والهند وحتى استراليا . ومن ابرز نجاحات حملة المقاطعة ان خرج على الناس من المسئولين من يتحدث أن هناك نفراً لاعلاقة لهم باتحاد مصدري الماشية ، أو حتى التجار المعروفين في السوق ، وهو يشتري كميات كبيرة للصادر وبأسعار «خرافية» ، وهو واقع يطرح أسئلة أكثر مما يقدم إفادات ، فمن هم ، ومن ورائهم ، ولماذا تصمت الجهات المسئولة عن هذه الممارسات التي تضر بالوطن والمواطن؟! . وبعيدا عن اللحوم فاغلب السلع الضرورية ارتفعت أسعارها بصورة غير منطقية ، وعلاقة لها بالميزان الحقيقي للسوق ، وتأكد ان هناك من يعملون على تحقيق أرباح طائلة في أوقات قصيرة ، ولايهم هؤلاء ان يشقى الناس ، لذلك واجب الحكومة ان تحمي الناس من الذين لايرون غير الأموال ويسعون إليها بكل الطرق حتى وان كان الوصول إليها عبر جماجم الآخرين.. ترى ماذا بعد حملة الغالي متروك ، هل تتصدى الحكومة لمقارعة غول السوق ، أم يترك الأمر لقدرة المواطن وتحمله للمقاطعة ، التي أتوقع أن تشهد خلال الأيام المقبلة الكثير من السلع.