شكا عدد من المسافرين عبر البحر من سواكن الى جدة، من سوء خدمات وكالات السفر، وممارستهم «للغش والخداع» والعمل على التكسب المادي دون مراعاة لأخلاقيات المهنة، وأوضحوا ل «الصحافة» أن الوكالات ضربت عرض الحائط بالحجوزات المؤكدة للمسافرين وأسرهم التي تمت منذ وقت مبكر، ولجأت لبيع التذاكر بأسعار مرتفعة لضمان تأكيد الحجوزات، فيما بقي عدد كبير من المسافرين يرابطون بمدينة سواكن لعدة أيام، وقد تزامن ذلك مع بدء العام الدراسي الجديد في السعودية بتاريخ 10 سبتمبر 2011م. وأوضح المصباح الأمين إدريس قائلاً: إن المعاناة بدأت بوصولنا من الخرطوم الى ميناء سواكن حينما فوجئنا بأن عودتنا المؤكدة الى مدينة جدة لاغية بأمر أصحاب الوكلات الذين كانوا يبيعون تذاكر السفر في السوق السوداء بمبالغ تراوحت بين 400 الى 500 جنيه، فيما سعر التذكرة الحقيقي 150 جنيها. وقال: إن كثيراً من الأسر تقطعت بهم السبل في سواكن ، حتى أنهم لا يملكون ثمن وجبة او مكان ينامون فيه، وأضحى البعض يبحث في رحلة مرهقة عن معارف ببورتسودان او سواكن لتمضية عدة ايام بسبب فشل وكالات السفر، وعدم دقة وكلاء البواخر. وأضاف: إن باخرة وادي النيل التي لا تتسع حمولتها لأكثر من 300 شخص كان عدد التذاكر التي بيعت باسمها 400 تذكرة، وجميعهم لهم حجوزات مؤكدة، ليتم الاكتفاء بالذين يشترون تذاكر جديدة بأسعار مرتفعة، كما أن هناك باخرة تتسع ل 1400 شخص اسمها «نما»، غير أن الحجوزات المؤكدة بلغت 2800 شخص مما احدث توترات شديدة في ميناء بورتسودان، خاصة أن بعض المسافرين حصلوا على تأشيرة خروج، غير أن قبطان الباخرة رفضوا السماح لهم بالسفر نظرة الى ان حمولة الباخرة لا تتعدى 1400 شخص. واشارالى أن هناك أشخاصاً انتهت تأشيرات دخولهم إلى السعودية بسبب جشع أصحاب الوكلات. وطالب مأمون محمد زين الجهات المعنية بالدولة بالتدخل في هذه القضية التي أصبحت تتكرر كثيراً دون رادع. وقال: عندما خرجت من الخرطوم برفقة أسرتي وعند مدخل مدينة الجيلي، وجدنا مكتباً صغيراً طلب منا لتأكيد الحجوزات مبلغ 220 جنيها، ولم نتردد في دفعها رغم قناعتنا بأن حجوزاتنا لا تحتاج لتأكيد، ولكن دفعنا هذا المبلغ خشية التأخير في سواكن، ولكن بوصولنا إلى هناك تبين أن هذا المكتب «وهمي» ولا دور له في أن يتأخر أو يتقدم سفرنا. وأضاف: لقد أمضينا خمسة أيام ببورتسودان، وقد عانينا فيها أشد المعاناة في ظل ارتفاع أسعار الفنادق بالمدينة، للحد الذي جعل سعر «العنقريب» في العراء يصل الى مبلغ 20 جنيهاً. وأشار إلى أن هناك أسراً لا تملك أموالاً لتقابل بها معاناة ميناء سواكن، وجشع أصحاب وكالات السفر، الذين لم يراعوا الله في عملهم، وهم يتسابقون من اجل تحقيق أرباح سريعة بالغش والخداع. كما عبر عوض النيل جبارة عن امتعاضه الشديد جراء المعاناة التي لحقت بهم ، ببورتسودان، وقال: «كنا نحمل تذاكر سفر وحجزاً مؤكداً، الا ان الذين يسيطرون على الوكالات والبواخر لهم رأي مختلف. وشكا كل من جمال جاد الرب وعبد الدافع محمد مضوي وعبد الحي حسن، من الفوضى التي تمارس من قبل أصحاب الوكالات دون محاسبة من قبل الجهات المعنية.