تحت شعار» حزب قوي لتعزيز الوحدة والتنمية والسلام « انتخب مؤتمر البجا ولاية الخرطوم يوم امس لجنته التنفيذية الاولى، فى حضور واسع من قيادات التنظيم على المستوى المركزي،تنفيذا لقرار المكتب السياسي القاضي باستكمال البناء القاعدي للحزب وقيام مراجعة تنظيمية شاملة لتحسين بناء الحزب بتصعيد اعضاء من الهيئات الدنيا الى العليا على المستويات القاعدية،و قد شهدت الفترة من 18 يونيو وحتى 24 من سبتمبر الجاري مؤتمرات متعددة تم خلالها انتخاب مباشر لرؤساء وامناء الحزب في المحليات والقطاعات والولايات المختلفة. وقد اختارت قواعد البجا في مؤتمره القاعدي بالعاصمة بالامس الدكتور «بابكر احمد خليل» رئيسا للحزب وكلا من «خالد آدم نورالدين» لامانة التنظيم و»جعفر اوهاج» لامانة المال و»جيهان احمد الزين» امينة للمرأة. واكد مسئول امانة الاعلام والاتصال بمؤتمر البجا صلاح باركوين فى كلمة وجهها للحضور ان انعقاد المؤتمر فى هذا التوقيت يأتي بهدف ترتيب حزبه لبناء قاعدي جديد يستوعب القاعدة والقمة لكي يسهما معا في تكوين الحزب على اساس قومي يتضمن كل اصقاع السودان لا ان يكون مقصورا على الشرق وحده رغم خصوصية المسمى، ذلك لان الحزب وعاء يجتمع فى داخله الآن كل ابناء السودان.واشار باركوين الى ما خلصت اليه مؤتمرات الحزب القاعدية فى ولايات الشرق الثلاث والتي افرزت مجموعة من القيادات المتنوعة والمتباينة. وقال باركوين ان مؤتمر البجا ليس حزبا اثنيا او عرقيا او جهويا، بل اننا حزب سياسي تأسس فى العام ، (1958) ويدعو الى سودان جديد برؤية تختلف اختلافا جذريا عن رؤية المؤتمر الوطني التي تكرس للعروبة والاسلام، لكنه شدد على ان حزبه ليس ضد العروبة او الاسلام وانما ينبغي ان تراعى منهجية الحكم المطبقة كل التباينات فى انحاء البلاد.مشيرا الى ان الحزب الحاكم فشل فى ادارة هذا التنوع ، داعيا الاحزاب والقوى السياسية للعمل من اجل ادارة هذا التنوع الفريد والغني بشكل يحافظ على وحدة السودان ويدفع به الى طريق السلام والتطور.وهو ما لا يتأتى الا بان تدار البلاد بطريقة تحقق مشاركة الجميع فى السلطة والثروة.وقال باركوين ان البجا جزء من قوى الهامش و» لم نختار الحرب الا بعد ان فرض المؤتمر الوطني الحرب علينا»،وبعد ان قام باقصائنا واقصاء شرق البلاد باكمله رغم اهميته ورغم ما قدمه طوال السنوات الماضية للاسهام فى بناء دولة السودان بشكلها الحالي. وتطرق القيادي البارز فى مؤتمر البجا الى اتفاقية السلام التي وقعها حزبه مع المؤتمر الوطني، وقال انهم وقعوا على مبدأ السلام فقط، ولم يتعد حدود اقرار ذلك السلام، مؤكدا ان مشاركتهم فى السلطة تتم وفق الثوابت الوطنية واقرار الحريات العامة والتحول الديمقراطي وحقوق الانسان، وانها اي المشاركة لن تتجاوز ما اتفقت عليه القوى السياسية بشأن مقتضيات المرحلة الحالية فى البلاد،وشدد باركوين ان حزبه سيكون فى صف المعارضة اذا تجاوز المؤتمر الوطني كل الخطوط الوطنية المجمع عليها بين القوى السياسية.وخاطب باركوين انصار البجا فى ولاية الخرطوم بقوله» نحن لسنا ممن يعزفون طبول الحرب، ولا ينظرون للظروف التي يعيشها الشعب السوداني»،مضيفا ان بعض الاشخاص يصفون ابناء دارفور والجنوب بالخونة، رغم انهم ليسوا كذلك. ورأى الناطق باسم البجا انهم اصحاب قضية شريفة وان مؤتمر البجا مع كافة قوى التحرر الوطني وقوى الهامش فى سبيل ارساء دعائم الحرية والديمقراطية والتنمية.ومن جهته قال د. محمد المعتصم احمد موسى امين شؤون التنظيم فى مؤتمر البجا ان هذا المؤتمر فى العاصمة جاء استكمالا لبناء الحزب قاعديا على مستوى المحليات والولايات تاهبا لقيام المؤتمر العام ، وذلك حتى يصبح الحزب قادرا على مواجهة التحديات الوطنية باشكالها المختلفة، فى اطار مسئوليته الوطنية و موقعه بين القوى السياسية المختلفة، تحقيقا للاهداف الوطنية الكبرى التي حددها وفصلها الواقع السياسي والاوضاع الراهنة.ورأى المعتصم ان هذه الاوضاع تتطلب وحدة ارادة اهل السودان جميعا بمختلف احزابهم من اجل الحفاظ على سلامة الوطن وسيادته.ذلك لتعزيز ما تم انجازه على درب السلام. واشار القيادي التنظيمي بمؤتمر البجا ان الهدف الآخر الذي يجب ان تتوجه اليه القوى السياسية بعد توحدها،هو انجاز مهام التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين الخدمات لكي يصب كل ذلك فى تحسين ظروف حياة الناس.واعتبر د. المعتصم ان حل ازمتي جنوب كردفان والنيل الازرق لن يتأتى الا عبر الحوار والتفاوض، ولفتح مجال للحوار وتوفير الجو المناسب لنجاحه،بين الاطراف المتنازعة يجب تحسين واعادة بناء المناخ السياسي والاعلامى.ورأى ان للحكومة القائمة الآن ما يكفى من التجارب لانجاح الجهود السلمية والجلوس على طاولات المفاوضات.وطالب القيادي بالبجا بتصحيح الخطاب السياسي وابعاده عن الانفعالات والتشنج،لان الواقع الآن كما يرى د. محمد المعتصم يتطلب تبادلا للرسائل الايجابية لتجاوز حالة الوهن والانهاك التي تعيشها البلاد الآن.