طالب السودان رسميا، فرنسا بارسال رسائل واضحة الى دولة جنوب السودان لوقف دعمها المباشر لمقاتلي الجيش الشعبي بالشمال وعدم ايواء الحركات الدارفورية ، بينما دعت باريس الجانبين الحكومة والمتمردين للوقف الفوري لاطلاق النار في منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان والاسراع بالتوصل الى حل سلمي لنزع فتيل الأزمة، كما ناشدت الخرطوم تقديم مزيد من الدعم السياسي للمجلس الانتقالي الليبي. وبحث وزير الخارجية علي كرتي مع نظيره الفرنسي آلان جوبيه، بحضور وزير التعاون الفرنسي رين كورت، في لقاء مشترك بباريس امس، تنشيط العلاقات بين البلدين خاصة بعد انفصال جنوب السودان. وطالب كرتي، باريس بادخال مزيد من الاستثمارات الفرنسية الى السودان خاصة بعد ان فقدت البلاد نسبة مقدرة من مواردها جراء الانفصال، كما طالب بدعم باريس بايجاد حل في المسائل العالقة بين الدولتين (الشمال والجنوب) خاصة قضايا الامن والاقتصاد. وجدد كرتي رفض السودان لأي مبادرات خارجية جديدة بشأن الحروب في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان، وانما يكمن الحل في نزع السلاح واعادة الدمج واكمال المشورة الشعبية. وابلغ المستشار في السفارة السودانية بباريس مختار بلال (الصحافة)، ان كرتي ناقش مع المسؤولين الفرنسيين مسألة اعفاء ديون السودان، وكشف ان فرنسا قادت اتصالات مع مجموعة (نادي باريس) لمناقشة ديون السودان اضافة الى اتصالها مع الدول غير الاعضاء في النادي بالخصوص ذاته، وان الجانبين اتفقا على تنشيط لجنة التشاور السياسي بين البلدين وان الدورة القادمة للجنة ستعقد في الخرطوم. من ناحيته، طالب وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه السودان بتقديم دعم سياسي للمجلس الانتقالي الليبي لكونه يواجه تحديات جمة واهمية التنسيق مع المجلس في المسائل الاقليمية خاصة في مجال مكافحة الارهاب، مؤكدا اهمية حضور السودان القوي والجيد في المنطقة، واثنت فرنسا على جهود السودان الرامية الى اعتراف الاتحاد الافريقي بالمجلس الانتقالي ممثلا للشعب الليبي ، واقناع السودان عددا من الدول الافريقية منفردة بالاعتراف بالثورة الليبية والمجلس. وعلى هامش زيارته لباريس التقى كرتي بمستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الافريقية، اندريا بارا وبحث معه تنشيط العلاقات الثنائية بين الطرفين. الى ذلك اعلن كرتي مؤتمر صحافي بباريس ان السودان لن يسمح لوكالات الاممالمتحدة بايصال المساعدة الى ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق الا عندما تتوقف المعارك الدائرة بين الجيش والمتمردين،وقال «قلنا انه اذا وافق الطرف الاخر على وقف لاطلاق النار واوقف كل العمليات العسكرية، نصبح عندئذ مستعدين لان نسمح لمنظمات الاممالمتحدة بالعمل من اجل ايصال المساعدة الغذائية الى هذه المناطق». لكنه اضاف «لن نقبل بأن يستفيد المتمردون من المساعدة في هذه المنطقة،موضحاً ان «هذه المجموعات قررت الا تحترم وقف اطلاق النار وان تحمل السلاح، ولن نسمح بأن تصلها هذه المساعدة حتى تواصل عملياتها العسكرية».