٭ (لقيت طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات مصرعها على يد ثلاث اخريات لم يتجاوزن العشر سنوات وذلك بعد ان اعتدين عليها بالضرب بالايدي في اماكن متفرقة من جسدها لفترة زمنية طويلة.. وتلقت الشرطة بلاغاً بالحادثة من قبل والدتها والتي ذكرت في أقوالها ان الحادث وقع نتيجة لمشاجرة نشبت بينهن بسبب دمية مصنعة من مادة بلاستيكية اشتبكن من أجل اخذها من المجنى عليها وذلك عندما كن يلعبن جوار منزل اسرتها بمنطقة ود البشير بامبدة، والقت الشرطة القبض على الطفلات المتهمات في الحادثة ودونت شرطة حماية الاسرة والطفل بام درمان بلاغاً بالحاد?ة تحت المادة 031 من القانون الجنائي في مواجهة الطفلات.. واحيلت جثة الطفلة للمشرحة لمعرفة اسباب الوفاة). ٭ هذا الخبر جاء بصحيفة آخر لحظة الصادرة في يوم الاربعاء 21 اكتوبر بالصفحة الثانية.. وقفت عند الخبر ولم تكن وقفتي طويلة ورددت مع نفسي عبارة.. هذا ما كنا نخافه وننبه إليه.. وقد وصلنا اليه.. اطفال.. يقتلون اطفالاً.. يا للهول.. ٭ عندما نقول ان النسيج الاجتماعي اصابته خلخلة غير قابلة للرتق يتهمنا البعض بالمبالغة واللاموضوعية هذا في احسن الفروض ان لم يتمدد الاتهام حد العمالة والخيانة الوطنية.. فأية خلخلة اصابت هذا المجتمع بفعل سياسات أهل الانقاذ.. سياسات أهل الانقاذ التي يصرون بالرغم ما نعيشه من آلام واحباط انه المشروع الحضاري وانها ثوابتهم. ٭ وقد يقول قائل ما علاقة ما تكتب هذه المجنونة وخبر جريمة قتل عادية تحدث في اي بلد وتحت أي نظام ولكن الحقيقة.. هى ان المجتمع السوداني واي مجتمع متوازن لم تحدث فيه مثل هذه الجريمة بين طفلات وعلى لعبة.. لكنها حدثت عندنا لسيادة ثقافة العنف والتطرف.. والاذاعة تبث سياسة العنف وطلاب الجامعات يديرون اركان نقاشهم بالسيخ والمطاوي والمسدسات.. بل أزياء المدارس الثانوية هى أزياء عسكرية.. والاناشيد تشحن عقول الصغار بمفردات العنف.. وسط هذا المناخ تأتي مثل هذه الجريمة.. القتل بين الاطفال الذين تحولت عواطفهم الى صخرة جامدة?لم يحركها بكاء زميلتهن أثناء ضربهن لها ولن يشعرن بالرهق من عملية الضرب التي امتدت الى زمن طويل حتى ادى الى ازهاق روح بريئة بسبب (لعبة). ٭ ليت شرطة حماية الاسرة والطفل تولي هذه الحادثة الاهتمام الكامل.. والاهتمام بالمناخ الذي خلق مثل هذه الظاهرات وهذه ليست الاولى اتذكرون طالب الاساس الذي قتل زميله بالسكين واتذكرون الطلاب في مرحلة الاساس بدنقلا الذين شنقوا زميلهم قبل سنوات. ٭ وضعت الصحيفة واخذت اردد في ابيات قالها توفيق زياد: أعطي نصف عمري للذي يجعل طفلاً باكياً يضحك وأعطي نصفه الثاني لاحمي زهرة خضراء ان تهلك ٭ واأسفي على طفولة بلادي... هذا مع تحياتي وشكري