يطرق اليوم، مئات الآلاف من الطلاب والطالبات أبواب المستقبل بقوة، وهم مفعمون بالامل والرجاء والاحلام الزرقاء، خاصة وأن امتحانات الشهادة السودانية تعد «لحظة مفصلية» في حياة الطالب، لحجز مقعده في احدي الجامعات، فمئات الآلاف من الأسر والأمهات والآباء تتبع خطوات أبنائها بالدعاء، وأن تكون تلك الخطوات خضراء في مشوار الحياة والمستقبل المشرق، ويتوجه هذا الصباح مئات الآلاف من طلاب وطالبات الشهادة السودانية لاداء الامتحانات والتي ستبدأ بمادة التربية الاسلامية، وتختتم في العاشر من أبريل المقبل بمادتي الرياضيات الاساسية، والرياضيات المتخصصة. ويتوجه هذا الصباح، مئات الآلاف من الطلاب والطالبات الي مراكز الامتحانات في داخل البلاد وخارجها، وهم يتحسسون المستقبل الذي طالما انتظروه لفترات طويلة، وسط دعوات أسرهم بالنجاح لحصد المستقبل، وتبدأ عملية الامتحانات وسط توجس وقلق الطلاب من اللحاق بالمراكز وحركة سير المواصلات وانتهاء بتذبذب وانقطاع التيار الكهربائي الذي يتكرر مع قدوم الامتحانات. وفي الاثناء، يقرع وزير التعليم العام، الدكتور حامد محمد ابراهيم، في التاسعة من صباح اليوم بمدارس مدينة بورتسودان بولاية البحر الاحمر، الجرس ايذانا ببدء الامتحان. وأكد حامد ل«الصحافة» اكتمال كافة الترتيبات لبدء الامتحانات بعد أن اطمأنت وزارته علي تسلم الولايات والمراكز لاوراق الامتحانات بعد أن وصلت الي الولايات عبر مراقبة أمنية مشددة. ونفي الوزير بشدة أن يكون هنالك ضغط علي الطالب في جدول الامتحانات بعد أن تم تقليصه الي 13 يوما بدلا عن 16 يوما، وربطه بالعملية الانتخابية. وقال ان جدول الامتحانات وضع كما هو مخطط له منذ بدء العام الدراسي عبر التقويم في بداية العام الدراسي، وأضاف انه ليس هناك أي علاقة مابين الامتحانات و الانتخابات المقبلة المزمع اجراؤها في الحادي عشر من ابريل، مؤكدا جاهزية وزارته لاكمال الامتحانات في كافة ولايات البلاد، واشار الي ان ولايات دارفور الثلاث رفعت تقارير عن الوضع الامني منذ فترة طويلة، مؤكدا ان الامتحانات ستتم فيها علي اكمل وجه، وطبقا لمدير ادارة الامتحانات والتقويم، ووكيل وزارة التعليم العام بالانابة، محمد أحمد حميدة، الذي قال في تصريح ل«الصحافة» ، ان عدد الطلاب الممتحنين للشهادة الثانوية السودانية للعام الحالي «2009-2010» بلغ 422,117 طالباً وطالبة بزيادة «20» ألف طالب وطالبة عن العام الماضي، مؤكدا مشاركة نحو «5» آلاف معلم ومعلمة فى عملية المراقبة. وذكر أن عدد مراكز الامتحانات، بلغ 2322 مركزاً منها حوالي 400 مركز بولاية الخرطوم، و21 مركزاً بولايات دارفور الثلاث، بجانب 10 مراكز خارج البلاد ، فى كل من الرياض، جدة ، طرابلس، بنغازي، القاهرة، ايران، الدوحة ، صنعاء ، ومركزين بالصومال. وأكد أن الامتحانات تم تسليمها لكل الولايات بمرافقة الأجهزة الأمنية من كل ولاية لضمان وصولها للمراكز والتجمعات دون التعرض للسطو او الاعتداء ، واشار الى تكوين لجنة عليا لتأمين الامتحانات برئاسة وزير الحكم الاتحادي الفريق عبد الرحمن سعيد، منوها الي أن الامتحانات ستبدأ اليوم الاثنين، وتختتم فى يوم 10 أبريل المقبل. ورأى حميدة ان تقليص فترة الامتحانات الي 13 بدلا عن 16 يوما كما كان في الاعوام السابقة نسبة الي تقليل التكلفة المالية للوزارة، اضافة الي تقليل الضغط الذهني والنفسي للطالب واسرته. ونفي بشدة ان يكون التقليص الحالي في الجدول بسبب تزامن الامتحانات مع عملية الانتخابات المقبلة والمزمع اجراؤها في الحادي عشر من ابريل المقبل. وكشف ان وزارة التعليم العام تخطط خلال الاعوام المقبلة الي تقليص فترة الامتحانات والجدول حتي تصبح «اسبوعا واحدا» بدلا عن ثلاثة اسابيع او اسبوعين، وبرر الخطوة الي تقليل التكلفة المالية والادارية، وعدم التأثير النفسي والذهني علي الطالب والاسرة ، وقال ان فترة الثلاثة أسابيع الحالية تجعل الطالب مشدود الذهن طيلة هذه الفترة ولايجد مساحة للتفكير، منوها الي ان الامتحانات ستختتم في العاشر من ابريل المقبل بمادتي الرياضيات المتخصصة والرياضيات الاساسية. الي ذلك، أكدت اللجنة العليا لتأمين الامتحانات برئاسة وزير الحكم الاتحادي الفريق عبد الرحمن سعيد، وصول الامتحانات الي كافة المراكز بالبلاد بما في ذلك ولايات دارفور الثلاث. وقال رئيس اللجنة الفريق عبد الرحمن سعيد ، ان اللجنة المكونة من وزارته ووزارة التعليم العام، وقوات الشرطة والقوات المسلحة وجهاز الامن والمخابرات، عقدت أمس اجتماعا للتأكد من وصول الامتحانات الي المراكز. وأشار الي انها تأكدت من وصولها الي الولايات والمراكز، واوضح انه فيما يتعلق بطلاب ولايات دارفور تم ترحيلهم الي عدد من المراكز، وتم توفير داخليات للسكن لهم بالقرب من مراكز الامتحانات. وجدد أن لجنته ستعمل علي حماية وتأمين الامتحانات حتي بعد نهايتها وايصالها الي مراكز التصحيح، منوها الي ان عملية الامتحانات ستسير بصورة مطمئنة ولاتوجد مهددات امنية خاصة في اقليم دارفور، مشيرا الي وضع خطة تأمين محكمة وحراسة مشددة. وفي ولاية الخرطوم، أكد وزير التربية والتعليم، الامين عبد القادر ان الولاية اكملت كافة استعداداتها لما وصفه بالحدث المهم، واشار الي انه تم توزيع الطلاب على كافة المراكز بالولاية، منوها الي ان الجرس سيقرع ايذانا ببدء الامتحانات بمدارس شرق النيل بحضور عدد من المسؤولين بالوزارة ، لافتا الي أن الامتحانات جاءت بعد عام مستقر شهد اكمال توزيع الكتاب المدرسى والاجلاس. وأعرب عن تمنياته بان ينعكس هذا الاستقرار ايجابا على نتائج الامتحانات.
