تعتبر ولاية غرب دارفور من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بالبلاد كما ان لها خصوصيتها التي تتطلب توفير كافة الخدمات الرئيسية اذ تبعد عن المركز وتقع في اقصي غرب البلاد وبعض مناطقها تتاخم تشاد وافريقيا الوسطي غير ان كل ذلك لم يشفع لدي الحكومة المركزية ومؤسساتها في توفير الخدمات الصحية بالمدينة ما يمكنها من مقابلة احتياجات المنطقة . مستشفى الجنينة التي تعتبر وجهة الاكثر من مليوني شخص تفتقر للعديد من المقومات الرئيسية بدءا بالكادر البشري وبرغم اهمية مستشفى الجنينة وحيويته فان عدد الاطباء الاختصاصيين به لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة في رد حاسم لادعاءات الحكومة بشأن توفير المقومات الرئيسة لمواطني المناطق البعيدة. اجمع كل اهالي مدينة الجنينة في حديث بعضهم ل«الصحافة» عن تردي الخدمات كما ان بيئة المستشفى تهدد هي الاخري الصحة العامة، كما يفتقر المستشفى للاعداد المعقولة من الاختصاصيين اذ لا يتواجد الاختصاصيون بالمستشفى سوى لاربع ساعات في اليوم، واحيانا ينتظر المريض اسبوعين حتى ينعم بلقاء الاختصاصي، والصورة المأساوية جعلت المرضى يفضلون الذهاب الى المستشفىات والمستوصفات الخاصة. بين جدراني المستشفى الكثير من المفارقات المحزنة وعلي سبيل المثال فقد ادي ارتفاع معدلات الاصابة بالفشل الكلوي الي اقامة مركز لغسيل الكلى تم افتتاحه في يوم 2/7/2011م وبخمس ماكينات غسيل دموي من المركز القومي لامراض الكلي وتأتي المفارقة ان المركز يفتقر لوجود اختصاصي لامراض الكلى بل يوجد طبيب عمومي ويقوم بادارة المركز وتحريكه 7 اشخاص ، حكومة الولاية التي افتتحت المركز لم تعاود الزيارة مرة اخرى، واشار الدكتور زكي خميس بمركز غسيل الكلي ان هنالك مرضى من خارج المدينة لا يستطيعون الحضور الى المركز ل?غسيل مرتين في الاسبوع بسبب عدم توفر المال، ما دفع بادارة المركز لمخاطبة ديوان الزكاة. المركز ظل يفتقر لوجود جهاز تكييف ما دفع بالعاملين بالمركز التبرع لشراء جهاز تكييف للمحافظة علي الماكينات كما يقومون بدفع فواتير الكهرباء من جيبوبهم ويعمل المركز يوميا ما عدا الجمعة الا اذا كانت هنالك حالة طارئة. المريض حماد جودة كان يغسل بمستشفى الوالدين الخيري بام درمان منذ ثلاث سنوات وتم تحويله الى الجنينة بعد افتتاح المركز اشتكى من ارتفاع سعر الدواء كما انه غير متوفر بالجنينة ويتم احضاره من الخرطوم، وقال حماد ان حقنة الدم السوداء « ايرون ديستران» غير متوفرة. اما دكتور زكي خميس قال ان الادوية غير المتوفرة يتم احضارها من الخرطوم هي « هرمون ايريثريبين» وقال خميس بان مشكلة كهرباء كانت تمثل هاجسا بالمستشفى لكن تمت معالجتها باحضار مولد، لان الكهرباء العامة ليست منتظمة. المواطن محمد ادم «38» سنة من سكان المدينة تحدث عن حالة الازدحام في المستشفى ولا يستطيع المريض مقابلة الطبيب، اذ ان متوسط ساعات الاختصاصي «3-4 » في اليوم و الاختصاصيون الموجودون متخصصون في مجالات العيون والنساء والتوليد والاسنان والجراحة. وتحدثت للصحيفة المواطنة امنة هرون وتسكن حي التضامن قائلة ان المريض لا يجد خدمات وكل شيء بالمقابل المادي واحيانا لا يجد الاختصاصي في الوقت المناسب، حيث يعمل الاخير في العيادات والمستشفىات الخاصة في وقت لا يجد فيه المواطن المال الكافي للذهاب الى العيادات واحيانا لا يجد الاختصاصي الا بعد اسبوعين، وكشفت ان الاختصاصيين الموجودين في المستشفى هم العيون والاسنان، الجراحة و الاطفال. فني معامل رفض ذكر اسمه قال ان الاختصاصيين لا يتواجدون في المستشفى في الفترة المسائية ويكون الاطباء العموميون هم المتواجدون وهم خريجون جدد «هاوس مان» العمل يتركز على العيادات الخارجية. وفي مجال التقانات والاجهزة الطبية تعاني المستشفى نقصا حادا في ماكينات الجراحة و معظم العمليات لا يدخلها الاختصاصيون خاصة في الليل ويقوم بهذه العمليات الاطباء العموميون مشيدا بالتأمين الصحي الذي يتردد عليه« 200 » شخص يوميا . ولان الوزارة لا تقدم لهم شروطا مجزية فان الاختصاصيين يعملون في العيادات الخاصة في الفترة المسائية واشاد فني المعمل الذي رفض كشف هويته ببعض الجهات الخيرة والمنظمات لدعمها المستشفى ، كاشفا ان بعض فنيي المختبرات يأخذون المال من بعض الجهات لاحضار المحاليل لاستخدامها في المعمل واحيانا يأخذون المحاليل من التأمين الصحي، لانها غير متوفرة في المستشفى.