كما كان متوقعاً دفعت الجامعة العربية بتدويل الأزمة السورية وجاء قرار الوزراء العرب، في ختام اجتماع دورتهم الاستثنائية المستأنفة في احد فنادق القاهرة بسبب التطورات في ميدان التحرير بعد اجتماعين للجنة الوزارية الخاصة بالملف السوري برئاسة رئيس الحكومة القطرية ووزير خارجيتها الشيخ/ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، منادياً بإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» بالقرار الذي يمهل سوريا مدة 24ساعة لتوقيع بروتوكول المراقبين والطلب إليه اتخاذ الإجراءات اللازمة بموجب ميثاق الأممالمتحدة لدعم جهود الجامعة العربية ?ي تسوية الوضع . . لتجر الجامعة طرفاً في الصراع بدلاً من الوساطة بين الأفرقاء السوريين . وهدد بيان وزراء الخارجية العرب في حال إخلال سوريا بالالتزامات الواردة في البروتوكول وعدم ايقاف عمليات القتل وإطلاق سراح المعتقلين بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا ينزلها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بما لا يؤثر على الشعب السوري رغم أن العقوبات تتضمن وقف رحلات الطيران إلى سوريا ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري،ووقف التبادلات التجارية باستثناء السلع الاستراتيجية، وتجميد الأرصدة المالية للدولة، ووقف التعاملات المالية مع سوريا، على أن تعرض نتائج أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مجلس وزراء الخا?جية العرب في اجتماع طارئ يوم الأحد . وهذا ما يفتح الباب واسعاً للتدخل الأجنبي الغربي والأمريكي تحديداً عبر بوابة مجلس الأمن الدولي كما فعلت الجامعة العربية حين علقت عضوية ليبيا بعد اندلاع الانتفاضة في بنغازي، ودعت إلى فرض منطقة حظر جوي ما مهّد الطريق لصدور قرار من مجلس الأمن حول حماية المدنيين استخدمه حلف شمال الأطلسي لشن حرب أدت لقتل عشرات الآلاف من المدنيين الليبيين قبل إسقاط نظام العقيد معمر القذافي . لقد طالب قائد «جيش سوريا الحر» رياض الأسعد المجتمع الدولي بالحماية للمدنيين وفرض منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي، كما دعا لقصف بعض الأهداف الاستراتيجية للنظام السوري، وهذه المواقف تتناغم مع تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية «هيلاري كلينتون» عن التسليح والتمويل الجيّدين للمعارضة السورية في حين تأتي العقوبات الاقتصادية العربية لتزيد من الضغوط على الشعب السوري وتعمل على تجويعه وتشريده مما يزيد من تمسكه بنظام الأسد بخلاف ما تشتهي المعارضة العربية، ويبدو أن التدخل الدولي على خط الأزمة السورية سيطوق المعارضة السو?ية بتهمة العمالة للأجنبي تماماً كما فُعل بالجلبي العراقي وكرزاي الأفغاني فكلاهما لا يعدوان سوى دمى يحركها الأمريكان متى وكيفما شاءوا ومثلما هو الحال في جامعة المشيخات الأمريكية فهي رهن الطلب في محاصرة سوريا سياسياً واقتصادياً قبل الانسحاب الأمريكي المذل من العراق !!.