تشهد الخرطوم صباح اليوم اكبر حدث اقتصادى على مستوى البلاد تجتمع فيه الغرف العربية والاسلامية فى موقع واحد لاول مرة فى تاريخ السودان حيث يرى بكري يوسف الامين العام لاتحاد اصحاب العمل انه لم يحدث ان اجتمعت الغرف العربية والاسلامية فى موقع واحد الا فى هذه الاجتماعات التى قال انها ستكون المرآة الحقيقية للسودان فى عكس رغبات المستثمرين فى وقت يرى فيه رئيس اتحاد اصحاب العمل سعود البرير ان الاتحاد لجأ فى كثير من الاحيان الى تقليص اعداد الوفود التى ابدت رغبتها في المشاركة فى الاجتماعات مؤكدا ان ذلك يؤكد الرغبة الحق?قية فى الاستثمارات السودانية مبينا ان كل الوفود التى تشارك فى المؤتمر برئاسة وزراء الصناعة ورؤساء الاتحادات ومجالس الادارات لتلك الاتحادات مشيرا الى ان الاتحاد خفض اعداد بعض الوفود خاصة الوفد المصرى الذى ابدى المشاركة باكثر من 50 شخصا الا اننا حددنا لهم مشاركة معينة كما ان الوفد التركى ايضا سيشارك بتمثيل كبير بجانب الوفد الباكستانى واللبنانى. وبرر البرير التوقيت فى عقد الاجتماعات بالسودان باعتبار ان العالم يشهد ازمة فى الغذاء فى وقت وضعت فيه الدولة خطة اسعافية تمتد لمدة ثلاث سنوات تركز على الاستثمار الزراعى والتعدينى ولذا فان الاتحاد حريص على انعقاد هذه الاجتماعات وفقا لعلاقاتنا الخارجية التى نعلم من خلالها جيدا حجم الفوائد الضخمة التى ظل ينفقها هؤلاء المستثمرون فى الدول الاخرى وتستثمر اكثر من 50 % من اموالها فى المجال الزراعى. وقال لابد ان يستفيد السودان فى هذا التوقيت من هذه الاموال التى توجه الى العالم الآخر دون ميزات كالتى فى السودان. وقال ?لبرير: نعلم المشكلات التى تجابه الاستثمار فى السودان وهى كثيرة معيقات ومعوقات ولكن الجدية التى اتسمت من قبل الدولة عبر البرنامج الاسعافى تستوجب ان يتحرك القطاع الخاص بعلاقاته فى جذب الاستثمار. يرى البرير ان المعوقات الاستثمارية المتعلقة بالقوانيين والاراضى والرسوم والضرائب فى رأي الاتحاد تحتاج الى معالجات. وقال كل ذلك مقدور عليه واضاف دخلنا فى اجتماعات مكثفة مع مساعد رئيس الجمهورية وتوصلنا الى حلول فى مجال الاراضى كما اننا عقدنا اجتماعات مع جهات الاختصاص. وكل هذه الاجتماعات سوف تسفر عن نتائج تعلن خلال المن?ة اليوم تسهم كثيرا فى دفع العملية الاستثمارية فى البلاد. وقال البرير ان السودان سوف يستفيد من هذه الفعاليات خاصة بعد ان يتم تنوير القطاع الاجنبى وانشاء شراكات مع القطاع العربى والاسلامى بتنفيذ مشروعات استراتيجية كما اننا نستهدف الامن الغذائى والاستثمار الزراعى للاكتفاء الذاتى من السلع وعمل موازنة للميزان التجارى وميزان المدفوعات بعد ان خرجت موارد كثيرة عقب الانفصال كما ان مساهمة القطاع الخاص السودانى خلال المرحلة المقبلة سوف تكون باجراءات مشتركة مع القطاع الاجنبى. وتبدأ صباح اليوم الاجتماعات القطاعية المختلفة فى المجال الزراعى والصناعى والخدمى والاقتصادى على ان تبدأ الجلسة الرئيسة ظهرا بالسلام روتانا يخاطبها الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس والاستاذ عدنان القصار رئيس مجلس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية وسعود البرير رئيس اتحاد اصحاب العمل . وتناقش الجلسات التى تمتد لمدة يومين ازمة الغذاء العالمية وانعكاساتها على البلاد العربية وواقع الامن الغذائى العربى ومتطلبات الاصلاح والتحديث فى اطار استراتيجية عربية مشتركة بجانب قضايا التصنيع?والتسويق والتحديث ذات الصلة بالامن الغذائى العربى اضافة الى الآفاق المستقبلية للغذاء العربى ومتطلبات التمويل ودور القطاع المصرفى ودور القطاع الخاص فى تحقيق الامن الغذائى العربى. ويرى عدد من الخبراء والمختصين الذين اثروا النقاش قبل انعقاد المؤتمر فى المؤتمر الصحفى امس الاول ان الزراعة فى البلاد العربية هى النشاط الاقتصادى الاكثر تأثرا تجاه البيئة الاقتصادية والتجارة والمناخية الجديدة التى تتسم بانفتاح الاقتصاد العالمى وتداعياته العميقة مبينين ان حساسية المسألة الزراعية فى البلاد العربية ليست مستجدة لان ظروفها المناخية والبيئية الحرجة هى من الخصائص الجغرافية للمنطقة كما ان القطاعات الزراعية والغذائية تعانى من عدد من نقاط الضعف الاساسية من حيث تدنى الانتاجية وتدنى كفاءة المياه بصورة ?امة والنقص الكبير فى الخدمات الزراعية ونوعيتها وضعف الكفاءة التسويقية. ويؤكد سعود البرير ان هنالك ضعفا واضحا فى انتاجية العامل الزراعى والصناعى وفى الاداء العام المرتبط بالقطاعات المختلفة فى وقت ترى فيه التقارير العربية ان نصيب الفرد من المياه العذبة لا يتجاوز ال10 فى المائة من المستوى العالمى وقد جاءت الازمة لتعيد تسليط الضوء على القضايا الاساسية للزارعة والامن الغذائى فى البلاد العربية خصوصا فى ظل الاحداث والتغييرات الجذرية فى المنطقة العربية والتى تشكل الضائقة المعيشية وعدم الاستقرار الاجتماعى جوانب اساسية منها الى جانب التوسع السريع لبعض الجيوب الفعلية للفقر وسوء التغذي?.