اكدت مصادر رسمية أن هيئة المخزون الإستراتيجي شرعت في استيراد نحو 300 ألف طن من الذرة بغرض استقرار أسعار المحصول وسد أية فجوة ربما تحدث الأيام المقبلة، وسط تحذيرات من فجوة غذائية «ربما تصبح مجاعة حقيقية» إذا ما فشلت الحكومة في دعم مخزونها الإستراتيجي ولم تضع في الحسبان حاجة البلاد المستقبلية من الغذاء. وقال المدير العام لهيئة المخزون الإستراتيجي بالإنابة إبراهيم البشير أحمد إن الهيئة بصدد استيراد آلاف الأطنان تحسباً لأية فجوة أو تأخر القطاع الخاص في الاستيراد والمقدرة نسبته بنحو 85% من الاستهلاك المحلي الذي يصل إلى مليوني طن سنويا. لكنه نفى وجود فجوة غذائية حاليا بالبلاد، مؤكدا استعداد الهيئة لسد أي نقص قد يحدث في الغذاء بالسودان حاليا أو في القريب العاجل. لكن والي ولاية القضارف -أكبر ولايات السودان إنتاجا للذرة - كرم الله عباس، وصف للجزيرة نت الموسم الزراعي بالولاية بالفاشل، معتبرا أن عدم هطول الأمطار بالمعدلات المعقولة «كان كافيا لإخراج المنطقة من دائرة الإنتاج». وقال إن قلة الأمطار بالولاية أدت إلى ضعف واضح في كافة المحاصيل الزراعية وقادت الولاية لفقدان ميزتها الإنتاجية، مؤكدا ما تناقله المزارعون عن ضعف الموسم الزراعي بالولاية. لكن الوالي استبعد أن يتسبب ضعف الموسم الحالي في أزمة غذائية بالسودان؛ لأن الولاية تمتلك مخزونا إستراتيجيا كافيا لفترة طويلة. غير أن الخبير الاقتصادي أحمد مالك أرجع الأزمة الغذائية إلى نظيرتها العالمية، بجانب العوامل الطبيعية الأخرى كثقب الأوزون، معتبرا أن ذلك أحدث خللا في النظام الكوني بأسره. وقال إن السودان أصيب ضمن الدول الأفريقية بالعوامل الطبيعية، متوقعا ارتفاع أسعار الغذاء إلى أكثر من 40% مما كان عليه العام الماضي. وربط في حديثه للجزيرة نت أزمة الغذاء في السودان بدخول أعداد كبيرة من الصوماليين والإثيوبيين والإريتريين وبعض لاجئي الدول الأفريقية الذين تعاني بلدانهم من المجاعة. وقال إن السودان وعلى الرغم من طرحه برنامج النهضة الزراعية فإنه لا يمتلك أي جهاز لإدارة الاقتصاد، مشيرا إلى أن مناخ الاستثمار في السودان يفتقر للنظم والمؤسسية. وانتقد مالك، تولي السياسيين أمر الاقتصاد والزراعة في السودان «دون أي اكتراث منهم بما يحيق بالسودان من مشكلات»، مطالبا في الوقت ذاته باتخاذ تدابير حقيقية لمعالجة المشكلة. وكان والي ولاية شمال دارفور يوسف كبر توقع حدوث فجوة غذائية بولايته، بجانب خروج ولاية القضارف وجنوب كردفان وغرب وشمال دارفور من الإنتاج هذا العام.