جميلة هى عادات وتقاليد اهل السودان التى تميزهم عن سائر المجتمعات التى من حولهم، وتزداد تلك التقاليد جمالا فى المناسبات المرتبطة بالفرح مثل الزواج. ومن ملامح الموروث الثقافى في الافراح الجدلة التى تتزين بها العروس يوم زفافها، وهى تراث سودانى ويطلق عليها الكوفية او الطاقية، وتحتوى على الشعر الجورسيه والخرز والجنيهات واللبة. وكانت الجدلة تصنع من الذهب وعقد فرج الله من السوميد وهى احجار كريمة، وهناك البلوم والحجل والوشمة التى توضع فى الانف، والبلوم يوضع فى الكتف، وتعتبر الجدلة مكملة للزواج، وفيها يعرض المظهر السودانى الذى نتفرد به عن غيرنا من المجتمعات، وقد انتقلت الى الخارج باعتبارها طقوساً سودانية، لكن هذا الموروث داخل العاصمة فى طريقه الى الاخنفاء، وبمثابة دقة قديمة ولا يتماشى مع اذواق الشباب والموضة التى تتمثل فى الزى الهندى والحبشى والخليجى والباكستانى، وهذه دخيلة على المجتمع السودانى، اما فى الاقاليم فتختلف الصورة ولاتزا? تحافظ على بريقها وحاضرة فى كل مناسبات الزواج، ومنهم من يرتديها عند عقد القران، والفتيات ترتديها مع الجرتق. بين هذه الصورة وتلك «الصحافة» بحثت فى ذلك الجانب لكى تتعرف على المفارقة عن قرب .. سعاد قسم السيد فى العقد الخامس من عمرها قالت: الجدلة واحدة من مظاهر الزواج التى تميز العروس عن غيرها، مؤكدة ان الجدلة كانت سابقاً تتكون من الجنيهات والشعر المستعار الزى يغطى الظهر، ويوجد بها الخيط الاحمر، ومرصعة بالذهب، والعروس تتزين بوقية او اثنتين من الذهب والزمام والاساور، اما الآن فقد اختفت الجدلة من المناسبات وحل مكانها الزى الهندى والحبشى والباكستانى بالرغم من ان الجدلة والجرتق تميزنا عن المجتمعات الاخرى، وهو موروث من ?لصعب تغييره واصبحت فى صالونات الكوفير ومصدر رزق لبعض السيدات التى تقوم باستئجارها. وأبانت أنه بالرغم من ظهور الثياب السودانية بطراز جديد ومشغولة بالجنيهات والخرز التى تتفرد به الجدلة والموروث الثقافى، الا انها عالية الثمن وتكلف «600» جنيه، وهذا جزء من التراث المفقود. وختمت حديثها الاهتمام بذلك الموروث لانها تميز الشعب السودانى ومن الصعب التخلى عنها. اما حبوبة فاطمة الماحى فلها رأى مغاير بأن الجدلة هى الاساس فى الزواج وليس لها منافس من زفاف او غيره، واستدلت بأن الجدلة تلبس يوم الزواج ويوم القيدومة، وبعض البنات ترتديها يوم العقد، وهي ومكونة من الشعر المستعار والزمام والقمر بوبا، وبعد ذلك تزف الى العروس الى بيت العريس. وختمت بتوصية الفتيات بارتداء الجدلة لأنها تزيد من جمال العروس، وقالت إن الزى البلدى من الصعب التخلى عنه. اما نعمات فيصل فترى أن الجدلة فى الماضى كانت مخصصة لرقيص العروس، وهى عبارة عن شعر مستعار ومرصع بالجنيهات، مشيرة ان هذاالموروث اختفى من العاصمة ويعرض فى المحال، الا ان الاقبال عليها ضعيف جدا باعتباره موضة اكل عليها الدهر وشرب، اما فى الاقاليم فمازالت الجدلة موجودة والزفاف لا وجود له. وأضافت أن جيل اليوم يختلف عن الأمس، وينظر الى الجدلة بنوع من الغرابة، وتكاد تكون غير معروفة لدى بعض المواطنين، وحل مكانها الزى الهندى والحبشى واصبح حاضراً فى مجتمعتنا بدلا من موروثنا. اما شذى عيسى صاحبة كوافير ومعرض اللؤلؤة بمدينة ود مدنى، فقد قالت ل «الصحافة» ان الجدلة السودانية انواع، منها الكريستال والجدلة البلدية والجدلة المشغولة بنصف الجنيه الذهبى، وجدلة الودع والجدلة الهندية، مضيفة أن الجدلة تتكون من الطاقية وفوقها شعر مستعار وخيط احمر من القطيفة والزمام والحجل والمعاصم على الرقبة. وكشفت ان جدلة الكريستال هى المرغوبة وتلبس يوم الزواج، والبعض يفضلها يوم وضع الحناء. واضافت ان الجدلة عليها اقبال كبير، ويتراوح سعر الايجار من «100 150» جنيهاً، مؤكدة ان المناسبة لا تتم الا بالجدلة، و?لبعض يفضلها عند الزفاف. وبالرغم من العادات الدخيلة التى تسربت الى مجتمعنا يبقى الموروث الثقافى السودانى ذا بصمة ولونية تختلف عن الشعوب الأخرى.