ان تمنح العلم والمعرفة للناس ولا تجد الشكر امر يحدث كثيرا في حياتنا.. بيد ان تجد الجحود والنكران عند المرض والحاجة والعوز فذلك امر جلل .. تلك قصة المرحوم بروفسور هاشم عوض في آخر سنوات حياته.. عندما اشاحت الدنيا ومن فيها عنه.. نظرات الامل والعناية، من يستحق ان تكلل اقدامه بتيجان المجد والسؤدد والرفعة بدلا عن النكران والجحود واللامبالاة، «الصحافة» في رحلة السنوات الاخيرة للمرحوم بحثا عن جذور الاهمال التي وجدها .. وآلام المحن التي جربها التي كانت بحق سجلا مخزيا في سجل كل سوداني عرف معنى الوفاء والنخوة ال?وداني التي كانت ماركة مسجلة بنا ذات يوم. قالت ارملة البروفسور الراحل منى طه محمد احمد ان المرحوم عانى من السرطان منذ عام 2006 وبدأ بتلقى العلاج في الاردن طيلة 18 شهرا مشيرة الى تلقيه علاجا كيميائيا بحقنة شهرية. وابانت ارملة البروفسور انه اوقف من العمل بنظام المشاهرة في عام 2007 وكشفت منى ان المضايقات بدأت بعدها في محاولة طردهم من منزل الجامعة بحي المطار واوضحت ان آخر تلك المحاولات كانت قبل حلول شهر رمضان الماضي عندما حضر ستة من مسئولي جامعة الخرطوم يمثلون عدة ادارات فيها من الخدمات والقانونية والوكيل وطلبوا مقابلة البروفسور وتضيف منى انهم طلبوا منهم اخلاء البيت وعرضوا عليهم منحة من الجامعة عبارة عن ايجار شقة لمدة ثلاثة اشهر فقط وارجاع البروفسور الى نظام المشاهرة ورفضت اسرة المرحوم العرض الا بعد حصول البروفسور?على حقوقه المتبقية على جامعة الخرطوم. وكشقت ارملته عن مقابلتها لاحد مسئولي الجامعة عن توجيه رئيس الجمهورية بتوفير سكن لهاشم عوض وقال لها المسئول « كلام الرئيس حبر على ورق « . وعن حقوق البروفسور المتبقية على جامعة الخرطوم تقول ارملته ان البروفسور يستحق درجة استاذ شرف والتي تقدم لها البروفسور منذ زمن ولم تر اوراقه المقدمة للدرجة الا في عام 2003 لتختفي مرة اخرى وتظهر في 2006 وتشير ارملته الى ان آخر ما قيل لهم « لا نعرف انجازاته ليستحق عليها استاذ الشرف» وناشدت ارملته ضرورة حصول المرحوم على حقه الادبي والحصول على قطعة الارض التي يستحقها المرحوم والذي الى لحظة وفاته لم ينل اي قطعة ارض مشيرة الى بعض الحقوق المالية من بدل الايجازات والتذاكر. واعربت ارملته عن شكرها الى مستشفى الزيتونة ?كل طاقم المستشفى الذين وقفوا معهم بكل كرم طيلة مرض البروفسور الاخير وجامعات امدرمان الاسلامية والنيلين وافريقيا وجوبا وصندوق المعاشات والطلاب الاثني عشر من جامعة الخرطوم الذين لازموهم طيلة فترة المرض ووزير الكهرباء والسدود اسامة عبدالله ووزيري الاتصالات السابقين يحيى واميرة الفاضل والوزير عبدالوهاب عثمان ودكتور الكرسني وحسن حاج علي من لجنة تأبين المرحوم. وفي ختام حديثها شكرت ادارة جامعة الخرطوم على «القدرت عملتو لهم وعلى ما لم تقدر عليه».