فى دراسة علمية جديدة أظهرت أن البنسلين المضاد الحيوي الأشهر، قد يفقد قريباً فعاليته في مقاومة البكتيريا، متوقعة أن تؤدي مقاومة المضاد إلى كوارث صحية، ما لم تعمل الحكومات على زيادة البحوث الرامية لتطوير هذه العقاقير. ولعبت المضادات الحيوية، وأشهرها البنسلين، دوراً مهماً في التخفيف من الأمراض المعدية على مدى ال «60» عاماً الماضية، إلا أن مقاومة البكتيريا للمرض تزداد يوماً بعد يوم، ما قد يعلن قرب انتهاء تأثير المضادات فيها. ووفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للاقتصاد والسياسة، فإن نقص الأبحاث لإيجاد بدائل جديدة للمضادات الحيوية المعروفة، يؤدي إلى نقص في هذه البدائل، ما يؤثر على الوضع الصحي العام. وطالب البروفيسور إلياس موسيالوس المتخصص في السياسة الصحية الذي قاد البحث، الحكومات بالتحرك لحل الأزمة المتوقعة. وأشار البروفيسور موسيالوس من كلية لندن فى تصريح له، إلى أن البنسلين أصبح عديم الفائدة في الكثير من الدول النامية، وبعض الدول المتقدمة مثل فرنسا وإسبانيا ورومانيا، وذلك بسبب اعتماد الأطباء والصيادلة كثيراً عليه ووصفه في الكثير من الأمراض، ما سبب مناعة قوية لدى البكتيريا ضده. ويرى موسيالوس أن العمل على إيجاد مضادات حيوية جديدة، أكثر أهمية من علاج أنفلونزا الخنازير، واعتبر أن التشخيص الخاطئ من قبل الأطباء واعتبار الأمراض الفيروسية على أنها بكتيرية ووصف المضادات الحيوية لها، أدى لهذه المشكلة، إضافة إلى صرف الصيادلة لهذه المضادات دون وصفة طبية. فيما أكدت الدكتورة كاثلين هولوي من منظمة الصحة العالمية، أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية أصبحت مشكلة عالمية، خصوصاً في ما يتعلق بأمراض معينة مثل الالتهاب الرئوي والإسهال والسل وغيرها. وقالت هولوي: «لقد وجدنا الكثيرين ممن لا يستجيبون للمضادات الحيوية في أمراض مثل السل، ولم تعد لدينا طريقة أخرى لعلاجهم». وأضافت: «الباحثون والمطورون لا يستمرون في العمل على إيجاد بدائل، وإذا ما استمر الوضع على هذه الحال، فإننا سنجد أنفسنا بلا أدوية فعالة يوماً ما».وأرجع البروفيسوران الأزمة إلى قلة الأبحاث المتعلقة بالمضادات الحيوية، وذلك لقلة الأرباح المالية التي تحققها المضادات الحيوية للشركات مقارنة بغيرها من المنتجات، داعياً إلى ضرورة التحرك السريع للخروج من هذه المشكلة.