بعد "تشكيك" في دورها.. مصر تهدد بالانسحاب من جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس    إجراء قرعة الفقيد محمد جمعة شلضم بنادي المريخ كوستي    هاتريك.. لوكمان يصنع تاريخا أفريقيا جديدا بالنهائيات الأوروبية    آل إيه.. آل هزمنا الأهلى والترجي!!؟؟    المريخ يخرج بالتعادل الايجابي أمام سيراميكا المصري    البرهان يتفقد الجرحى والمرضى والمصابين بمستشفى شندي العسكري    عادل الباز: من ياتو ناحية.. يا أشاوس؟!    لجنة حصر النازحين فى المدارس والمعسكرات تناقش المواقع المقترحة لإقامة معسكرات بديله لتفريغ المدارس    أتالانتا ينهي سلسلة ليفركوزن التاريخية    مفضل يقدم بيان السودان أمام المؤتمر الدولي حول الأمن النووي    زيادة سقف بنكك والتطبيقات لمبلغ 15 مليون جنيه في اليوم و3 مليون للمعاملة الواحدة    شاهد.. في فيديو مؤثر: أطفال الشهيد محمد صديق يهتفون في عزاء والدهم: (الله أكبر أبونا شهيد)    شاهد بالصورة والفيديو.. أحد أفراد الدعم السريع يظهر مع حسناء ويطالبها بالهتاف لقاداتهم وتمجيدهم والجمهور يسخر: (سبايا الجنجا)    شاهد بالفيديو.. سوداني بإحدى دول الخليج يحرج الفنانة رؤى نعيم سعد ويقوم بوضع أموال النقطة داخل جسدها أثناء تقديمها وصلتها الغنائية والفنانة تصده على استحياء    هل دفع ميسي ثمن رعونة البدايات؟    شاهد بالصورة والفيديو.. العادات السودانية تقتحم البيوت المصرية.. عروس مصرية تجرب "دخان" النساء السودانيات وتشيد به    كيف ولماذا عاد الكيزان الي المشهد ..    في خطوة أثارت استياء إسرائيل.. 3 دول أوروبية تعترف بالدولة الفلسطينية    واقعة جديدة لتحرش سائق نقل خاص بفتاة في مصر.. والداخلية تكشف الملابسات    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    ترتيبات لتفويج الحجاج بالفاشر    المدير العام لقوات الشرطة يلتقي بمكتبه ناظر عموم قبائل وعموديات البجا    ودقَّتْ طبول انتخابات الرئاسة الأمريكية    حسين خوجلي: وما زالت الجزيرة في محطة الانتظار المفضوح    البطل محمد صديق ..هل تم تسليمه..؟    ولاية الخرطوم تشرع في إعادة البناء والتعمير    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي ليوم الثلاثاء    قادة عالميون يخططون لاتفاق جديد بشأن الذكاء الاصطناعي    عائشة الماجدي: (أغضب يالفريق البرهان)    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    الحقيقة تُحزن    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعب كله معارضة.. والمطروح تغيير النظام لا إصلاحه
يوسف حسين القيادي بالحزب الشيوعي ل «الصحافة»:
نشر في الصحافة يوم 28 - 12 - 2011

٭ تشتعل الساحة السياسية السودانية بالقضايا الساخنة ولا تكاد تهدأ حتى يظهر حدث سياسي آخر في متوالية مستمرة.. لكن مع كل ذلك هناك عدد من القوى السياسية ربما يكون وجودها في مسرح الأحداث متقطعاً.. فالحزب الشيوعي السوداني واحد من الأحزاب التي طرأ عليها بعض الضعف والانكماش.. فما هي أسباب الضمور وأين هي مواقعه وما هي رؤيتهم للدستور وللأطروحات الأخرى لوضع دستور دائم للسودان بعد استقلال دولة جنوب السودان.. «الصحافة» طرحت كل هذه الأسئلة وغيرها على القيادي البارز في الحزب الأستاذ يوسف حسين فماذا قال؟
٭ أين الحزب الشيوعي مما يجري في الساحة الآن.. «لا حس لا خبر.. مالكم سحروكم ولا أدوكم عين»؟!
«يضحك».. لا سحرونا لا أدونا عين.. نحن موجودون في الساحة وشغالين.. يعني مثلاً جريدتنا «الميدان» مازالت تصدر بانتظام رغم الضايقة المالية التي نعيشها.. ولم تتوقف إلا حينما منعوا توزيعها «خمسة أعداد وراء بعض منعوا توزيعها».. واعتقلوا في مرة ثانية عدداً من الصحافيين والعاملين بالميدان، لكن رغم هذا ظلت الصحيفة تواصل الصدور و..
٭ «مقاطعة».. هذا على صعيد جريدة الميدان.. لكن أنا قصدت النشاط السياسي للحزب؟
«مقاطعاً بدوره».. أنا بديت أرد على سؤالك وما انتهيت.. قلت ليك مثلاً الجريدة بتاعتنا منتظمة في الصدور رغم الحرب الشعواء عليها، والأمر الثاني ندواتنا مستمرة في الأحياء والليالي السياسية الكبيرة ممنوعة.. نقدم طلبات فلا نُمنح تصديقاً لإقامة ليلة في ميدان عام.. لكن داخل دور الحزب الندوات منتظمة.. و..
٭ «مقاطعة مرة ثانية».. لم نسمع رأي الحزب الشيوعي في التشكيل الوزاري الجديد؟!!
«مقاطعاً بنفاد صبر» أنا لسه ما وقفت من الاجابة على سؤالك الأول..
٭ عفواً.. عفواً.. اكمل حديثك.
بعدين الحراك السياسي والتنظيمي في كل الحزب موجود.. وفي العاصمة القومية بالذات هناك حركة منتظمة لعقد مؤتمر الحزب فيها.. ويمكن معظم المدن والقطاعات عقدت مؤتمراتها استعداداً للمؤتمر العام في الخرطوم.. والحراك السياسي إذاً كان في المناصير أو القضارف.. أو غيرها المركز العام للحزب بطلع رأيه.. وتنظيمات الحزب المحلية في تلك المناطق مشتركة وتدلي بدلوها في هذه القضايا وتقول رأي الحزب.
«يسكت قليلاً».. يعني إذا أخذنا أي جانب من الجوانب الحزب موجود في الساحة «وبعافر.. وحكاية أنه ما موجود دي لا محل لها من الإعراب.. «يلا أسالي سؤالك التاني».
٭ حسناً.. التشكيل الوزاري رغم مشاركة حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي «الأصل» كان «صدمة» للرأي العام وجاءت الحكومة الجديدة مخيبة للآمال.. ولا جديد فيها.. كيف تنظر للأمر؟
أول حاجة التعميم ما صاح.. حزب الأمة لم يشارك.. يمكن في بعض الناس بقولوا كون عبد الرحمن الصادق المهدي يكون مساعداً للرئيس هذه مشاركة، لكني لا أظنها مشاركة من الحزب.. الواقع أن مبدأ المشاركة رفض من جانب الحزبين.. إذا كان حزب الأمة بصورة رسمية أو الحزب الاتحادي بالنسبة لعدد كبير جداً من القيادات، ويمكن معظم القواعد في كل السودان رافضة للمشاركة.. وقيادات الحزب الرسمية شاركت.. لكن شاركت بصورة.. «لا يكمل العبارة».. يا هو بشكلها الضعيف ده.. يعني حزب كبير من قياداته ذهبوا للحزب الاتحادي «المسجل» وآخرون قالوا حي?ملوا حزب اتحادي موحد بمعزل عن «الأصل» و«المسجل» والقواعد كلها قالت انها ضد المشاركة.. يعني الحزب لم يضف شيئاً جديداً للحكومة.. وبالتالى نعتقد أن الحكومة الجديدة لم تقدم حلاً للأزمة الموجودة في البلد، يعني فشلت في تشكيل الحكومة ذات القاعدة العريضة.. وأتساءل بدون خبث إذا كان المؤتمر الوطني أحرز في الانتخابات 92% من أصوات الشعب السوداني كما ادعى، فلماذا هو مضطر يعمل حكومة ذات قاعدة عريضة؟!! يعني إذا كانت نتيجة الانتخابات صحيحة يصبح هو نفسه القاعدة العريضة.. إلا تكون الانتخابات دي كانت فيها لعبة كبيرة جداً.
«يضحك».. واتضح له أخيراً انه حزب معزول.. وأقلية ضئيلة جداً ولا يمكن أن يستقر نظامه إلا اذا جاب الاحزاب الاخرى معاه.. و..
٭ «مقاطعة».. ربما كان المؤتمر الوطني فعلاً يريدها حكومة قومية وذات قاعدة عريضة.. ويرغب فعلاً في إشراك القوى السياسية في السلطة دون أن تكون هناك لعبة في الانتخابات أو شعور بأنه معزول مثلما تقول.. وأنا أيضاً مثلك أقول هذا الكلام بلا خُبث؟
«يضحك مجدداً».. لا أظن هذا.. فالحكومة لمدة خمسة أشهر ظلت ولادتها متعسرة لتصبح قاعدتها عريضة.. ورغم هذا فشلوا.. يعني إذا كان عنده رغبة يشرك الآخرين.. وتكون حكومة قومية ما المعارضة أصلاً قالت حكومة قومية انتقالية.. فلماذا رفض طرح المعارضة؟
.. «لا ينتظر مني اجابة على السؤال»..
والمعارضة قالت الليلة في البلد في واقع جديد بعد نهاية نيفاشا أو نهاية الشراكة أو بعد انفصال الجنوب.. في واقع جديد في البلد يتطلب منظومة سياسية جديدة.. القديم داك انتهى، ولا بد أن يلتقي كل الشعب بمختلف تكويناته وتنظيماته عشان يشوف نواصل كيف.. قلنا حكومة قومية انتقالية تتصدى للمشكلات الموجودة التي أصلاً تسبب فيها المؤتمر الوطني.. الحروب الدائرة في البلد.. والانهيار الاقتصادي و.. و..الخ.. والحكومة القومية تعد البلد لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة.. عشان يتعمل دستور انتقالي.. يتعمل دستور ديمقراطي لدولة مدنية.. دول? المؤسسات بدلاً من الدولة الشمولية بتاعة المؤتمر الوطني.. لكن المؤتمر الوطني رفض هذا الطرح، وقال انه يريد تكوين حكومة ذات قاعدة عريضة.. وحسب كلامك وإنت قلت بدون خبث، ما المعارضة قالت كده، فإذا كان هو فعلاً يريد ذلك فلماذا لم يستجب لمطلب المعارضة؟
«مرة أخرى لا ينتظر اجابة على السؤال»..
والحكومة الجديدة دي اضافت للأزمة ولم تحلها.. يعني هي نفسها أزمة جديدة تضاف لأزمات البلد..
٭ هل يعني هذا أنكم في تحالف المعارضة مازلتم مصرين على إطاحة الحكومة؟
«يرد بسرعة» نحن بوصفنا حزباً مستقلاً وجزءاً من تحالف المعارضة، قلنا إذا لم يستجب المؤتمر الوطني للمؤتمر الجامع الشامل وللحكومة القومية الانتقالية وللبرنامج الوطني لحل المشكلة الموجودة، يصبح مافي حل إلا إطاحة النظام.. هذا الطرح مازال قائماً.. إن هذا النظام متعنت ومتسلط.. وشمولي وراكب رأسه.. وما داير يستجيب لمطالب المعارضة.. وبالتالي لا بد يتغير.. هذا هو طرحنا.
٭ إذن أنتم مع تغيير النظام وليس إصلاحه؟
نحن طرحنا إصلاحه ورفض.. وأعتقد أن النظام بطبيعته عصي على الإصلاح.. يعني يمكن الاتحادي الديمقراطي الجزء البسيط الذي شارك منه «إتخم» ساكت وما حيقدر يعمل أي حاجة.. والمعتقلون السياسيون بالمئات.. فك منهم واحد؟!! ما فك زول.. الحروب الدائرة وقفها؟!! أبداً.. الضائقة المعيشية خففها؟!!.. أبداً ما خففها.. فهذا النظام عصي على الإصلاح ورافض لأي اصلاح.. إذاً أنت إتحالفت معاهم.. يختك في الجيب يا تحت «الأباط» وسياساته هي البتمشي.. عشان كده الناس طارحين تغييره..
٭ وهل تملكون قدرة على تغيير النظام.. أخشى أن يكون الأمر مجرد كلمات وهتافات للاستهلاك السياسي؟
«يرد بسرعة».. المعارضة تطرح الشيء الذي تراه صحيحاً.. وتشتعل من أجل تنفيذه.. بعد شهر.. بعد شهرين.. بعد سنة.. ما مهم.. لكن الشيء الصاح بطروحه.. لكن النظام عصي على الإصلاح.. ولا بد من تغييره.. الأحزاب عندها أطروحاتها ودعواتها النضالية، وجرائدها وندواتها تشتغل عشان الناس يقتنعوا بتغييره.. والأحزاب ما حتغير النظام.. الشعب هو الذي يغير النظام ده.
٭ يبدو الأمر وكأنك تتوقع ثورة شبيهة بالثورات التي حصلت في بعض الدول العربية واقتلعت أنظمة الحكم في تلك الدول؟
أثر الثورات العربية أو الربيع العربي قائم في السودان.. الليلة كان مسكتِ أي جريدة تلقى المجتمع السوداني يمور ويغلي بتحركات احتجاجية كثيرة جداً في كل اجزائه.. المزارعون.. المناصير.. في الجزيرة في الغرب.. في الشرق.. في أي حتة.. هذه التحركات تدريجياً حتتطور وتنمو وتتحول لشيء نوعي يطيح النظام.
٭ القوى السياسية المعارضة هل هي موحدة في مواقفها تجاه النظام وضرورة تغييره تماماً؟
هذا النظام من شدة تعنته «وركوب رأسه» واصراره على الشمولية ونهج الفساد، ما خلى جزءاً من شعب السودان أو أي تكوين من تكويناته غير معارض.. الناس كلهم معارضون.. لكن ما بالضرورة الناس رؤاهم تتطابق.. يعني في التحالف الوطني المعارض ده أحزاب عندها اختلافات لكن هي متفقة في برنامج حد أدنى سمته الأجندة الوطنية.. والأجندة الوطنية هذه يندرج تحتها إيقاف الحروب الدائرة في البلد.. في جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق وأبيي، والتصدي للكوارث الانسانية التي تسببت فيها هذه الحروب.. والعلاقات الإخوية الحميمة مع دولة الجنوب، ?مواجهة الضائقة المعيشية و.. والخ. والناس متفقة على هذا البرنامج الوطني.. وهناك آخرون، لأن رؤى الناس تختلف، لا يريدون النضال السياسي الجماهيري ويرغبون في تغيير النظام بقوة السلاح والعنف، مثل الجبهة الثورية التي تكونت حديثاً أو تحالف كاودا، فالمعارضة واسعة جداً، لكن التحالف الوطني المعارض يطرح النضال السياسي الجماهيري لتغيير النظام وصولاً للانتفاضة الشعبية.
٭ حسناً.. مازالت معركة الدستور الذي يحكم البلاد محتدمة ما بين داعين لتحكيم الشريعة الإسلامية ودعاة الدستور المدني الذي يراعي حقوق الأقليات الذي ترفضه بعض الجهات باعتباره دعوة لدستور علماني يحكم البلاد.. كيف تنظرون للأمر؟!
في ظل هذا النظام الشمولي لن نصل الى دستور ديمقراطي، لأن النظام يقول لك هذا مجلس الشعب يعمل دستوراً وهم يعملوا دستوراً.. وزي ما قال عمر البشير في القضارف دستور إسلامي لأنه البلد بقى ما فيها تعدد وتنوع، وبالتالي أصبح المجال مفتوحاً للشريعة الإسلامية، والشريعة الإسلامية في نظره هي القتل والصلب والجلد، ده حديث «مُذاع ومتلفز» قاله في القضارف.. وهذا فتح طريقاً لدعاة الهوس الديني عشان يطرحوا الكلام الأنتِ قلتيه بشأن الدستور الإسلامي.. ونحن نرى أن دستور البلد يكون ديمقراطياً.. دستور دولة المواطنة والمؤسسات دولة?القانون ودولة الحريات وحقوق الإنسان، ونرى أنه لا بد أن تُراعى في وضعه حاجات كثيرة جداً، أولاً واقع التعدد والتنوع الموجود في السودان الذي مازال قائماً بعد انفصال الجنوب.. تعدد ديني وعرقي وثقافي، ولا بد أن نضع اعتباراً للتجارب التي مرَّ بها شعب السودان.
٭ هل تقصد التجارب الدستورية السابقة؟
نعم.. يعني نحن لن نستند للتجارب دستورية أو كتب الفقه الدستوري في الهند أو انجلترا أو في أي مكان.. يمكن نجدها مفيدة، لكن لازم في الأول ننظر الى تجاربنا، واذا كان الشاعر العربي المعروف المتنبي يقول:
السيف أصدق إنباءً من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
فنحن نقول إن التجربة مثل السيف عند المتنبي، فهي الصادقة جداً، ويجب أن يبني الناس عليها فهي أصدق إنباءً من الكتب.
«يسكت قليلاً»
وعندنا في السودان مثلاً تجربة حل الحزب الشيوعي لأسباب كانت من منطلقات دينية.. وعندنا دولة قوانين سبتمبر 83م النميري.. وعندنا الدولة الدينية الظلامية «الإنقاذ بعد 89م».. والمفارقات التي حدثت في البلد نتيجة لهذه التجارب.. أول شيء القضاء السوداني أصدر قراراً ببطلان قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان.. هذه سابقة قضائية موجودة في البلد، فلا بد أن نستفيد من هذه التجربة، والشعب السوداني أطاح في ثورة شعبية إمام قوانين سبتمبر.. فهذه تجربة وسابقة لا بد نضعها في الاعتبار.. والدولة الدينية الظلامية بعد الانق?ذ اتضح خطأها وبدأت تتفكك.. وفشل التوجه الاحادي بتاعها.. فلا بد أن نضع هذا في الاعتبار أيضاً.. كذلك لا بد أن نضع ثورات الربيع العربي باعتبارها مرجعية.. والربيع العربي أصبح حاضراً في الساحة السياسية بقوة وبالنسبة للدستور فالربيع العربي وضع مبادئ منها حرية الاحتجاجات والدولة المدنية والديمقراطية وقضايا الرئاسة مدى الحياة ما موجودة.. وتوريث الأبناء أو فتح المجال اقتصادياً للإخوان اخوان الرئيس.. وبالطريقة دي الدستور الذي نريده سيكون دستوراً يتواءم مع واقع التسامح الموجود في السودان المستند إلى واقع التعدد والتن?ع.. فهذه موجهات عامة لكن الناس لا بد أن تراعيها.
٭ طيب ماذا سيحدث لو فاز من وصفتهم بدعاة الهوس الديني؟
«أنا ما عارف والله».. قلت لك دايرين تغيير النظام ده عشان نعمل دستور ديمقراطي.. وإذا فرض علينا دستور إسلامي بالقوة سوف نسعى لتغييره..
٭ أستاذ.. ما هي مشكلتكم مع تطبيق الشريعة الإسلامية، فدعاة تطبيق الشريعة يتحدثون عن أن حقوق الأقليات ستراعى ولن يضاروا؟
قلت لك إن واقعنا متعدد ومتنوع.. وفي موضوع الدستور وقضايا الفكر والتنوع لا توجد أقلية وأغلبية.. كلو عنده دين وكلو عنده رأي.. والأغلبية والأقلية هذا معيار سياسي في التوجه الحضاري في الدستور، لكن مافي حاجة اسمها أقلية أو أغلبية، يعني ما مكن تجي تقول لي حا أضمن ليك حقوقك.. أنا أيه البخليني اقتنع بالكلام ده وأصدقك؟! زي ما موجود عندي حق زيَّ ذيك.. الشيء السليم أن يتواضع الناس على دستور يراعي واقع التعدد ويراعي دولة المواطنة المدنية للناس كلهم بغض النظر عن العرق أو اللون.
٭ طيب إذا كانت الشريعة الإسلامية واحدة من مصادر التشريع في هذا الدستور.. هل ستوافقون؟
الصيغة بتاعة دستور السودان المؤقت لعام 1965م الديباجة بتاعته أن يراعي الدستور في التشريع الأديان السماوية وكريم المعتقدات ما عندنا اعتراض عليها وهذا واقع بلدنا.. في مسلمين وفي مسيحيين عشان كده لازم الدستور يقول نراعي مش يضع نصوص بتاعة شريعة إسلامية.. لكني يراعي في مبادئ الدستور ما طرحته الأديان السماوية وكريم المعتقدات.. حتى الأديان غير السماوية الموجودة في مناطق جبال النوبة والأنقسنا وغيرها.
٭ حسناً.. قلت في بداية هذا الحوار إن الحزب يسعى لعقد مؤتمر عام في ولاية الخرطوم.. ما هي تفاصيل هذا المؤتمر؟
نعم.. قلت الحزب في كل السودان عنده قضايا شغال فيها.. في الخرطوم من ضمن القضايا الشغالين فيها التحضير لمؤتمر الحزب في العاصمة.. وحتى ينعقد هذا المؤتمر تنظيمات الحزب في المدن والاحياء والقطاعات المختلفة عقدت مؤتمراتها.. استعداداً للمؤتمر العام في المديرية.
٭ هل تنوون عقده بصورة علنية أم «تحت الأرض».. مثله مثل كثير من مؤتمرات الحزب؟
التحضير لهذا المؤتمر يجري بصورة علنية.. ومعظم المؤتمرات التي انعقدت عقدت في دور الحزب في المدن المختلفة بالعاصمة.. يعني المؤتمر ليس مؤتمراً سرياً.. وهو ضرورة سياسية وتنظيمية للحزب ليأخذ قوته بالكامل.. ومؤتمر الحزب معروف يناقش شنو.. يناقش القضايا المختلفة التي تواجه الناس.
٭ كثير من الناس يعتبرون أن المؤتمر العام الأخير للحزب لم يحل مشكلات الشيوعيين وعقد الأزمة بدلاً من أن يحلها؟
أولاً النظام الشمولي الموجود حارب كل الأحزاب.. والشمولية ما دايره درس عصر عشان تعرفها.. تحارب الشعب وتنظيمات الشعب والأحزاب.. وأول قانون أعلنه عمر البشير كان حل الأحزاب والنقابات وكل تنظيمات الشعب السوداني.. حتى يفتح الطريق للرأسمالية الطفيلية الإسلامية ودولة الشمولية والدولة الظلامية.. وحاربوا الناس في كل شيء.. سياسياً واقتصادياً.. وصادروا أموالهم وممتلكاتهم واعتقلوهم.. وهذا أضعف الحزب الشيوعي وأضعف كل الأحزاب.. لكن الحزب بعد ما جاءت الحريات بدأ في الشغل زي ما قلت ليك، فأصدر جريدة الميدان، وعقد الندوات?في كل السودان، وبدأ عمله ينتظم.. لكن ما بالضرورة سنة سنتين يأخذ قوته بالكامل.. لكنه يسير في طريق أن يأخذ قوته بالكامل.
٭ شكراً يا أستاذ يوسف حسين
شكراً لك يا أستاذة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.