في اول خطوة عسكرية لها شنت قوات الجبهة الثورية السودانية هجوما على منطقة (فنقر) بمحلية ابوجبيهة بولاية جنوب كردفان وخلف الهجوم عدداً من القتلى والجرحى من الطرفين، ووصف مراقبون المعركة الاولى بعد تكوين تحالف (كاودا) الذي تطور الى (تحالف الجبهة الثورية المتحدة) في نهاية العام الماضي بانها بداية لتصعيد العمل العسكري المسلح في ولاية جنوب كردفان. منطقة( فنقر) تقع في الشريط الحدودي بين ولايتي جنوب كردفان وولاية الوحدة اي في الحدود بين دولتي شمال السودان وجنوب السودان المستقلة حديثا، ويعتبر هذا الهجوم هوالاول لتحالف الجبهة الثورية المتحدة الذي يضم حركات (تحرير السودان فصيلي عبد الواحد محمد نور ومني اركو مناوي وحركة العدل والمساواة بزعامة الراحل الدكتور خليل ابراهيم والحركة الشعبية قطاع الشمال بزعامة الفريق مالك عقار اير واللواء عبد العزير الحلو وياسر سعيد عرمان ومؤتمرا البجا للتنمية بقيادة رجل الاعمال عثمان باونين ومؤتمر البجا جناح لندن بقيادة دكتور محمد ابو آمنة واجسام مدنية اخرى لم يفصح عنها) واعتبر اللواء (م) فضل الله برمة ناصر الخبير في العلوم العسكرية ان الهجوم على منطقة فنقر يعتبر بداية لتشدين برنامج عمل تحالف الجبهة الثورية المتحدة الذي تم الاتفاق عليه في مدينة كاودا بين الفصائل المسلحة في السودان واوضح برمة في حديثه ل (الصحافة ) عبر الهاتف امس ان الحرب القادمة ستكون اوسع نطاقا عن سابقاتها لانها تعتمد على العصبات المتنوعة الاشكال والغرض من ذلك استنزاف موارد الدولة، مشيرا الى ان السودان الآن يعاني من ازمة اقتصادية خانقة مشددا على ان الدخول في حرب يعني تدمير البلد وتفكيك تماسكها الاجتماعي والثقافي والسياسي ودعا برمة الحكومة السودانية والشعب السوداني الى اخذ الحيطة والحذر والاستعداد لمرحلة جديدة من الصراع المسلح في السودان، مبينا ان التحالف الجديد متماسك الى حد كبير وله حلفاء سيقدمون له الكثير من وسائل الدعم لاستزاف الحكومة المركزية، واشار ناصر الى ان الحرب التي ينوي ان يخوضها تحالف الجبهة الثورية ستكون مغايرة لحرب الحركات المسلحة السابقة التي كانت في جنوب السودان وفي دارفور الامر الذي يحتم على الحكومة العمل على اتخاذ اجراءات بصورة عاجلة وضرورية لتلافي الازمة القادمة الى البلاد ، موضحا ان التقليل من الخطر القادم لايكون الا بواحد من ثلاثة خيارات وهي الاقرار من الحكومة بوجود مشكلة حقيقية تتطلب حلا سياسيا في كل من دارفور وكردفان والنيل الازرق وشرق السودان والحل لها يجب ان يكون موحداً مع تحالف الجبهة الثورية وبقية القوى السياسية المتحالفة معهم عبر الجلوس لطاولة تفاوض سياسي لحل المشكلة السودانية في اطار سوداني خالص بعيدا عن التدخلات الدولية والاقليمية. وطلب ناصر من الحكومة الاستجابة الى صوت العقل والضمير حتى لايرجع السودان الى مربع الحرب الذي اعتبره سيئاً للغاية قائلا ان الذي يريد لبلاده الخير الافضل له الاستجابة الى الحق والاقرار بان الحوار المسؤول والجاد هوالوسيلة المثلى لحل مشاكل السودان وتساءل الى متى يظل ابناء السودان يتقاتلون وبلادنا تتدمر وتتناقص من اطرافها مبينا ان مقتل ما لا يقل عن (38) شخصا،وجرح(11) وفقدان آخرين فى هجوم فنقر اوغيرها وحده يستدعي من له قلب ان يقبل على تقديم تنازلات. ولكن الواء (م) محمد الامين العباس استاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة الزعيم الازهري قال ان القصد من الهجموم على منطقة فنقر بولاية جنوب كردفان تحقيق اهداف محددة منها ان جماعة التمرد هناك تريد ان تقول اننا موجودون موضحا في حديثه ل الصحافة عبر الهاتف امس ان تحالف الجبهة الثورية ينقصة كثير من مقومات النجاح التي اجملها في ان التحالف الجديد يمثل مجموعة تناقضات آيديولوجية وعرقية وجهوية موضحا ان هذا الاختلاف هو اكبر تناقض يجعل هذا التحالف سينهار، مؤكدا ان الحكومة السودانية الآن لها حلفاء كثر يمكنهم ان يضغطوا على حكومة الجنوب في الايام القادمة لتوقف الدعم من تحالف كاودا ،مبينا ان استمرارية هذا التحالف مربوطة بالدعم الخارجي والمجتمع الدولي رفض هذا التحالف منذ اول مرة وهم الآن تدعمهم جوبا ببعض الشئ ولاتستطيع ان تدعمهم الى النهاية لان حكومة الجنوب الآن تعاني من ازمات كثيرة ولايمكن ان تصمت في ظل الازمات التي تواجهها، مبينا ان الهجوم الذي شنته قوات تحالف الجبهة الثورية، على منطقة (فنقر) جنوب شرق محلية ابوجبيهة بولاية جنوب كردفان، لن يكون هو الاخير ولكن لن يستمر الى اطول فترة زمنية على حد قول العباس. فيما اقرا آدم احمد حسابو احد قيادات تحالف الجبهة الثورية بوجود قواتهم في منطقة فنقر بمحلية ابوجبيهة وقال ان المنطقة تعتبر احدى المناطق التي سيطروا عليها بعد ان بادرت قوات الحكومة بهجوم على قواتهم الموجدة هناك، واوضح حسابو ان الاهالي في المنطقة لم يصب منهم احد بأذى وقال ل (الصحافة) عبر الهاتف امس ان الهجوم لم يؤدِ لوقوع اصابات في المدنيين وقال إن قوات الجبهة الثورية لم تهاجم المنطقة المتاخمة لحدود دولة جنوب السودان، ولم تتسبب في حركة نزوح للمواطنين وان المواجهات لم تخلف قتلى او جرحى أو اسرى من نساء واطفال ولاحرق المنازل. رافضا ما قال انها مزاعم ساقها العمدة اسماعيل المريود احد اعيان منطقة (فنقر) الذي تحدث ل(الصحافة) في الأول من امس موضحا ان العمدة المريود لم يسجل زيارة الى المنطقة بعد الهجوم، واكد حسابو ان المنطقة الآن تعيش في حالة هدوء تام وان الجبهة الثورية تسيطر عليها تماما من كل النواحي. في المقابل قال الناطق الرسمي للقوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد ان المعلومات حول ما دار في المنطقة ما تزال تتواتر ولم تكتمل بعد مؤكدا في حديثه ل الصحافة عبر الهاتف أمس انه حال اكتمال المعلومات سيتم تمليكها لوسائل الاعلام مشددا على قدرة القوات المسلحة على فرض سيطرتها على كامل التراب السوداني.