الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه الا المرضى مقولة سارت بها الركبان منذ قديم الزمان ولم يغير من بريق صحتها تقادم الأيام والسنين ، ونقيض الصحة المرض الذي يمثل أحد أضلاع الثالوث الأخطر على حياة الانسان بجانب الجهل والفقر وحتى نسهم في رفع معاناة أهالي منطقة طابت الشيخ عبد المحمود تطرقنا في هذه الصفحة مرتين لافتقار مستشفى طابت الى أخصائي النساء والتوليد الذي دخل في اجازة سنوية يمتد أمدها الى أكثر من شهرين من عمر الزمان بحسب المعلومات المتوفرة لدينا ، ونقلنا مطالبة الأهالي المشروعة في توفير الوزارة بالولاية من يقدم الخدمة لنسائهم، ورفعنا الأمر الى وزارة الصحة بولاية الجزيرة التي لم تحرك ساكنا سوى بثها بعض المسكنات التي لم يظهر منها على أرض الواقع شئ التي قوامها ابتعاث أخصائية نساء وتوليد من مستشفى الحصاحيصا بيد أنها لم تصل الى طابت حتى يوم الناس هذا ، الأمر الذي يفتح الباب واسعا أمام تساؤلات حيرى عن أين الوزارة من انسان طابت ؟ وهل غياب الأخصائي ووجوده عندها سيان ؟ تقول المواطنة بقرية الكتير مساعد التي اكتفت بالاشارة لاسمها بالحرف ميم انها بدأت رحلة متابعة سير حملها من الأخصائي غير أنها تفاجأت مع مقدمها الى المستشفى في الشهر الماضي بأن الأخصائي في اجازة سنوية، وأبانت أنها ترددت في اتخاذ القرار المناسب بشأن أمرها فلما لم تجد بديلا اكتفت بمقابلة الطبيب غير المختص في النساء والتوليد وعادت أدراجها ولما حان موعد مقابلتها الدوري عقدت الدهشة لسانها لما لم تجد أخصائيا بديلا للذي في اجازة، تساءلت عن دور وزارة الصحة حيال الأمهات اللائي يعانين آلام المخاض ويقاسين برحاء الولادة بعيدا عن متابعة طبيب مختص ، وطالبت الوزارة بحق الأمومة الالتفات لأوضاع النساء بطابت الشيخ عبد المحمود وما حولها من قرى تزيد عن الثمانين قرية أن يعجلوا باحضار طبيب نساء وتوليد مختص على وجه السرعة بغية المساهمة في المساعدة في طرد جيوش أمراض النساء والتوليد، وختمت «م» بأن كثيرا من النساء بالمنطقة لا تسعفهن ظروفهن وأوضاعهن المالية على الانتقال الى مستشفى آخر أو البحث عن عناية الطبيب المختص في أضابير عيادته الخاصة . وغير بعيد عن افادة «م» تقول فاطمة ان غياب أخصائي النساء والتوليد عن المستشفى له آثاره السالبة بلا أدنى شك لجهة أن معالجة أمراض النساء والتوليد لا تحتمل التأخير ولا تدري المرأة نفسها أو ذووها في أي وقت تحين لحظات المخاض فهي تأتي بغتة في وضح النهار أو في هجعة الليل البهيم ، لأجل ذلك تقول فاطمة من حق نساء المنطقة أن ينعمن بخدمة نساء وتوليد على مدار الساعة لا أن تكون على مدى بعض أيام الأسبوع كما كان يحدث قبل دخول الأخصائي في اجازته السنوية ، وتساءلت عن وزارة الصحة الولائية من الذي يجري بمستشفى طابت التي تفتقر لوجود أخصائي وحيد في وقت تزدحم فيه ردهات بعض المستشفيات بالولاية بأخصائي النساء والتوليد ، وختمت بأين العدالة ولماذا تهضم حقوق انسان طابت وما حولها من قرى. وعلى صعيد المتابعين لما يجري في القضايا العامة بطابت يقول عادل علي أحمودة ان دخول أخصائي النساء والتوليد في اجازة حق أصيل له باعتباره موظف دولة يتمتع بكل الحقوق التي يكفلها له قانون الخدمة المدنية ، غير ان الذي يستعصي على الفهم أن تترك وزارة الصحة بالولاية مستشفى طابت الذي يخدم أكثر من 85 قرية وما ينيف عن 120 كمبو دون أخصائي لأكثر من شهر ربما تمدد ليشمل فترة اجازة الأخصائي ، وتساءل عن دور الوزارة حيال الفراغ الذي تركه وراءه أم أنه لا أثر لفقدان خدماته ؟ وأين مسؤول الوحدة الادارية من الذي يجري بالمستشفى وما تعانيه من فراغ جراء الافتقار الى أخصائي نساء وتوليد ، وأين معتمد المحلية بل أين الوالي من تقديم الخدمة الجيدة لبعض رعاياهم من لدن الضابط التنفيذي مرورا بالمعتمد وعبورا بوزير الصحة بولاية الجزيرة وانتهاء بالوالي . فيما أبان عليم ببواطن الأمور بالمستشفى وما يدور فيها أن طموح أهل المنطقة حدوده الوصول الى تقديم خدمة طبية جيدة لانسان المنطقة تقصره على القنوع بمستشفى طابت وتكفيه مؤونة طلب الخدمة الصحية فيما سواه من مشافي أخرى وزاد أن الأخصائي الموجود الذي في اجازة سنوية هذه الأيام لم يوقف سيل رحلات العلاج خارجها حتى إبان عمله الروتيني قبل دخوله في اجازته السنوية لجهة أن انسان المنطقة يفتقد خدماته لأكثر من ثلاثة أيام حسوما لجهة سفره منذ نهاية الأربعاء ولا يعود الا صبيحة الأحد من كل أسبوع الأمر الذي يترك فراغا خدميا في الأيام التي يغيبها ، وختم أن من حق انسان منطقة طابت التمتع بخدمة على مدار الأسبوع، وتساءل أين وزارة الصحة من الذي يجري في مستشفى طابت بالرغم من التناول الاعلامي لمشكلتها في قسم النساء التوليد .