نظمت قوى الاجماع الوطني بولاية القضارف ندوة سياسية كبرى حول الوضع السياسي الراهن وسط حضور كبير من مختلف الأحزاب والقيادات السياسية بالولاية. وتأتي الندوة بحسب ما هو معلن في مفتتح عهد جديد من النشاط السياسي لقوى التحالف المعارض في القضارف. ولم تخرج كلمات ومداخلات الحضور عن الخطاب السياسي العام لاحزاب المعارضة السودانية، وان نحى بعض المشاركين للتركيز على الاوضاع التنموية والخدمية التي يعيش في ظلها المواطنون بالولاية. وقال ممثل قوى الاجماع بالولاية عبد القادر محمود ان السلطات في القضارف تمارس اسوأ انواع انتهاك الحريات وتمارس سياسة تكميم الأفواه بصورة مشينة سعيا للحد من نشاط القوى السياسية المعارضة بالولاية، ووصف عبد القادر محمود القضارف بأنها من اسوأ الولايات في هذا الصدد. واشار ممثل قوى الاجماع بالقضارف الى وجود مساع حثيثة من قوى الاجماع الوطني لبلورة « وسيلة لاسقاط النظام»، وذلك كما يقول بعد تردي الأوضاع الصحية والمعيشية بالولاية، وإنتشار الأمراض وتفشي وباء الايدز والتهاب الكبد الفيروسي والدرن والبلهارسيا، لافتا الحضور الى المذكرة التي تقدم بها عدد من قرى ريفي وسط القضارف للوالي الحالي، حول المجاعة التي يواجهها الاهالي وانعدام المياه والفقر، عادا اياها بمثابة بيان واضح عن سوء الاوضاع في القضارف والانهيار الاقتصادي في كامل الولاية وفشل سياسات حكومتها. بينما اشار جعفر خضر رئيس منتدى شروق الثقافي وعضو التحالف الى أنهم تعرضوا لمضايقات من قبل السلطات ومصادرة أداوت المنتدى وإغلاق دوره ومنعه من ممارسة نشاطه من قبل السلطات، مؤكدا ان كل ما مورس ضدهم يبين بجلاء بأن المؤتمر الوطني يحتمي بالسلطات من أجل الانفراد بالسلطة بعد ان فشل في مخاطبة قضايا الجماهير . و قال رئيس منتدى شروق ان أفراد المنتدى ظلوا يتعرضون للاعتقالات المتواصلة، وتحجيم نشاطهم في كل البرامج التوعوية والثقافية في الولاية. بينما ندد المسؤول السياسي بحزب المؤتمر السوداني وعضو تحالف الاجماع الوطني مستورآدم، بما دعاها بخطوات السلطات القمعية التي تتخذها ضد القوى السياسية في الولاية، مشيراً إلى ان قوى الاجماع الوطني قد تجاوزت مرحلة حديث القاعات والاجتماعات في ظل التهميش الضارب بأطنابه كل ولايات السودان، وانها اتفقت بلا رجعة على هدف استراتيجي وحيد هو اسقاط النظام. وقال مستور بأنهم في قوى الاجماع يملكون «مليون وسيلة للتعبير والتغيير» لافتا الى انهم فى القوى تجاوزوا مرحلة اسقاطه، وان التركيز اصبح على كيفية الترتيب لتكوين الدولة الجديدة القادمة بعد اجتثاث المؤتمر الوطني من السلطة . واكد مستور اندلاع ثورة شعبية ثالثة بمشاركة كل قطاعات الشعب السوداني و كل فئاته بعد ان عانى من التشريد والاضهاد والتجويع، وبعد ان تعامل الحزب الحاكم مع ثروات البلاد وفق لغة التفاوض. وقال ان موجة التغيير التي اجتاحت كل العالم العربي جعلت المؤتمر الوطني يضيق على المعارضة ويعمل للحد من نشاطها، لكنها في المقابل تجدد عهدها لاسقاطه وستعمل على استمرار برامج التعبئة للشعب وفق ما هو مخطط. من جهته، اعتبر القيادي البارز بالحزب الشيوعي السوداني وعضو قوى تحالف الاجماع الوطني سليمان حامد الحاج أن احتشاد القوى السياسية ومواطني القضارف الكبير في هذه الندوة يؤكد بأنهم» يقفون في الصفوف الأمامية للإطاحة بالنظام». واشار حامد الى أن الأنظمة الشمولية التي مرت بالسودان أفرغت الاستقلال من معناه ومضمونه بعد سطوتها على الحكم ، مبيناً انهم في قوى الاجماع يسعون لاعادة حقوق الشعب السوداني والديمقراطية وإنصاف المعاشيين، منتقداً التصعيدات السياسية والامنية التي يتجه اليها المؤتمر الوطني في مواجهة القوى السياسية. وقال القيادي الشيوعي ان المؤتمر الوطني بعد أن فقد النفط وعجز عن تغطية موازنته للعام الحالي، اتجه للبحث عن الدعم المالي الخارجي، منتقدا تخصيص الحكومة 56% من الموازنة للأمن و 1.5% للتعليم والصحة في كل السودان، ورأى ان هذا يؤكد بأن الانقاذ دولة بوليسية تسعي لحماية نفسها والنظام ، ليصبح نصيب التنمية صفرا رغم الأضرار التي خلفتها الحرب ، لافتا الى أن 75% من الخريجين في العشرة أعوام الماضية بدون فرص عمل. ومضى حامد لينتقد تفشي الفساد في كل مؤسسات الدولة وبخاصة في ولاية القضارف التي كانت تساهم ب13% «من محصول السمسم» في موازنة البلاد، وان هذه المساهمة توقفت بعد تدهور الإنتاج لضعف السياسات ومعانات المزارعين من الضرائب وارتفاع مدخلات الإنتاج. ثم مضي ايضا القيادي المعارض سليمان حامد ليهاجم حكومة القضارف ، واصفا اداءها بالضعف البين، وقال انها صمتت على حالات الفساد التي قدمها المراجع العام خلال البرلمان. وقال ان هنالك أكثر من عشر شركات لم تتم مراجعتها بجانب مخالفات هيئة الإذاعة والتلفزيون. ورأى القيادي بالحزب الشيوعي أن البلاد في طريقها للانهيار بعد العجز في الميزان التجاري والموازنة ، متوقعا استمرار أزمة السودان طالما لم تتم الإطاحة بالنظام ، كاشفا ان قوى الاجماع الوطني والحزب الشيوعي رفضت مقترحات الوطني التي يدعي انها لاحداث وفاق وطني،وتمسكت بعقد مؤتمر قومي جامع يشارك فيه الجميع، ويصبح مدخلا لحل كل الازمات في السودان، مبينا ايمان التحالف بأن « قضية البلد لا تحل بالسلاح « وذلك في ظل امتلاك بعض القوى السياسية و المنظمات للسلاح، بيد ان حامد حذر قيادات الإنقاذ ايضا من استخدام السلاح ضد المعارضين، وزاد «وإلا سوف يكتوون هم بناره، بعد أن اضحى الشعب لا يخشى السلاح».