تشهد محلية المناقل هذه الأيام حراكاً مكثفاً، وتحول همس المدينة الى جهر ومطالبات علنية تنادى بالإنفصال عن ولاية الجزيرة، وتحويل المحلية التى تتمتع بمميزات إقتصادية عديدة الى ولاية شأنها شأن ولايات شرق دارفور ووسط دارفور الحديثتين اللتين تكونتا من رحم ولايتى جنوب دارفور، وغرب دارفور بموجب إتفاقية الدوحة، إلا ان مطالبات اهل المناقل بترفيع المحلية الى ولاية بحسب قيادات من ابنائها ترجع الى الظلم الكبير الذى حاق بالمنطقة التى تتذيل محليات ولاية الجزيرة فى كل شئ بعد ان جافتها التنمية والخدمات الأساسية وواقعها المتردى والمهمل فى الصحة والتعليم والبنى التحتية ومياه الشرب والفقر وإنتشار الأمراض الوبائية «البلهارسيا» التى تفشت فى المحلية . وتواترت الأخبار ان عدداً من ابناء محلية المناقل اكملوا ترتيباتهم للإجتماع بالأمين العام لمجلس الحكم اللامركزى الأمين دفع الله بغرض وضع تصور متكامل يهدف الى تحويل المحلية الى ولاية، وذكرت مصادر ل «الصحافة» ان المطالبات جرت حولها دراسات قام بها رموز من اهل المحلية يسابقون الوقت قبل إجراء التعديلات الدستورية فى البلاد التى تحول دون قيام الولاية، وتجدر الإشارة الى ان مجموعة القيادات اختارت اسم «غرب الجزيرة» للولاية الجديدة. واكد احد قيادات المنطقة الأستاذ خيار فضل المولى فى حديثه ل «الصحافة» وجود عدد من الأصوات المطالبة بتحويل المحلية الى ولاية ولكن وصفها بالخافتة فى الوقت الحالى وقال ان هذه المطالبات كانت موجودة منذ عهد المعتمد السابق الهادى احمد خليفة ولكنها لم تعد بذات الحماس كما فى السابق ،وأشار الى ان الفكرة لاتجد اى ترحيب من مركز الولاية بودمدنى خاصة وان محلية المناقل تبلغ ايراداتها (66%) من جملة ايرادات ولاية الجزيرة، واوضح فضل المولى ان ما يحدث الآن من حراك فى المحلية هو تحرك عدد من الشباب من منطقتى القرشى والهدى من اجل تقسيم المناقل الى محليات جديدة وإقامة محلية القرشى وفصل ادارتها الحالية واوضح ان الخطوة وجدت قبولاً من المحلية والولاية وتنظر مباركة مجلس تشريعى الولاية، واشار فضل المولى ان مثل هذه المطالبات تأتى نتيجة للإحباط والظلم الذى تعرضت له المنطقة من ناحية الخدمات، وقال ان المناقل من ناحية الخدمات صفر كبير خاصة الصحة والبيئة واوضح ان حتى الإصلاحات التى تمت بالسوق قامت بجهد التجار واصحاب المحال لتحسين بيئة السوق، واضاف ان المحلية تعانى من اشكالات عديدة من ضمنها حال الطرق الرديئة والتى تظهر بوضوح عند مدخل المدينة، بالإضافة الى الفساد وإستشهد بحالة إختلاس فى مستشفى المناقل وتغيير مديره الإدارى، وقال ان قيادات المناقل الفعالة والتى كانت قادرة على انتزاع الحقوق تم ابعادها من الحكومة، واتت قيادات وصفها بالنفعية وقال «للأسف المناقل ظلمها ابناؤها». الا ان معتمد المناقل ابراهيم الحسن نفى وجود هذا المنحى بمحليته فى الوقت الحالى وأشار الى ان المطالبة بتحويل المناقل الى ولاية أمر ليس بالجديد وسبق ان نادى به عدد من ابناء المنطقة منذ التسعينيات ،الا ان رؤية المركز كانت واضحة فى هذا الشأن ولم تستجب لهذه المطالب، وقال الحسن ل «الصحافة» فى حديثه عبر الهاتف امس « هذه معلومات سمعنا بها من احاديث المدينة ولكن لم تصلنا مطالبات رسمية من اى جهة» واضاف ليس الأمر ان تصبح محلية او ولاية فالمركز وحده يحدد ذلك والفترة المقبلة ستشهد تحولات عديدة فى البلاد ومناقشة دستور جديد وقال الوضع الإقتصادى فى السودان فى الفترة الحالية لايسمح بزيادة اعباء جديدة بعد انفصال الجنوب وذهاب عدد مقدر من عائدات النفط، واوضح ان محلية المناقل حالياً تناقش دراسات لتقسيم جديد لوحدات المحلية الا ان التحديات الإقتصادية تقف حاجزاً فى وجه عدد من القضايا وإشار ان تقسيم المحليات بيد المجلس التشريعى المحلى ومجلس تشريعى الولاية، وقال الحسن ان القضية فى نهاية الأمر قضية خدمات ومشاركة فى الحكم ونحن نقدر الظروف التى تمر بها الدولة والتحديات الماثلة ولكن نؤكد لأهلنا اننا حريصون على تنمية المنطقة، ونفى الحسن بشده وجود اى خلافات بين حكومته ورئاسة الولاية وقال علاقتنا ممتازة مع الولاية والدليل على ذلك ان والى الجزيرة الزبير بشير طه زار المحلية اكثر من مائة مره فى الفترة الماضية وأشار الى ان طه فى زيارة معلنة الآن الى المناقل بغرض افتتاح عدد من مشاريع التنمية بالمحلية، المؤتمر الوطنى بالمحلية، ودافع المعتمد عن بطء عملية التنمية فى المحلية ووصف حال الصحة والبيئة بالممتازة وارجع التدهور الى عدم فعالية المواطن وإهتمامه بالنظافة، وإشار الى ان المحلية تدفع عجز رسوم النفايات لعدم إلتزام عدد من المواطنين بدفع ماعليهم ما يشكل اعباء اضافية على المحلية، اما بشأن الطرق اوضح الحسن انها شأن اتحادى وقال انها مكلفة جداً. وفى حديثة ل «الصحافة» قال رئيس مبادرة لم الشمل بالمؤتمر الوطنى ولاية الجزيرة عبدالله بابكر ان اللجنة قدمت مذكرة وجدت قبولاً من قيادات الحزب بالولاية ووالى الجزيرة الزبير بشير طه بتوحيد الصف من جديد وعودة القيادات التى تم ابعادها فى فترة الحكومة السابقة، واوضح انها تشمل قيادات محلية المناقل التى كانت خارج إطار المؤتمر الوطنى بسبب الخلافات وتصفية الحسابات والإقصاء الذى كان خلفه متنفذون فى الحكومة السابقة تم إبعادهم الآن مايتيح عودة الصفو من جديد فى الحزب، واوضح ان المبادرة ضمت قيادات المناقل عبدالباقى الريح رئيس المجلس التشريعى الأسبق بالولاية، والقيادى عبدالباقى على، وقال ان اى حديث عن خلافات بين قيادات المناقل ومركز الولاية لا اساس لها من الصحة فى الوقت الحالى بعد عودة التيار الذى ابعد فى الفترة الماضية من المؤتمر الوطنى.