قتل شخصان واصيب اخرون امس في احتجاجات مدينة نيالابجنوب دارفور والتي استمرت لليوم الثالث رفضا لتعيين الوالي الجديد، وتواصل حرق المحال التجارية ومقار للشرطة فى السوق الجنوبي للمدينة، وسمع اطلاق الاعيرة النارية صباحا. وقالت شرطة جنوب دارفور، انها احتوت امس أحداث شغب بمدينة نيالا شارك فيها عدد من المتفلتين احرقوا «كبسولات» للشرطة بسوق الجنينة والسوق الشعبي وحي الجير، بجانب اتلاف سيارات لمواطنين بعد رشقها بالحجارة. وحسب المكتب الصحفي للشرطة، فانه نتج عن الاحتجاجات مقتل احد الاهالي جراء اصابته بعيار ناري لم يعرف مصدره، كما اصيب «8» من افراد الشرطة ، وكان من بين مثيري الشغب شخص مدني يحمل بندقية كلاشنكوف. وأكد مدير شرطة جنوب دارفور اللواء طه جلال الدين، انه فيما عدا ذلك فان الأحوال هادئة بجميع محليات الولاية، وتواصل قوات الشرطة تأمين المقار الحكومية والبنوك والمواقع الاستراتيجية. ودفعت حكومة الخرطوم بوفد رفيع المستوى لنزع فتيل الأزمة بقيادة رئيس مجلس الولايات ادم حامد موسى، والقيادي في المؤتمر الوطني ابراهيم أحمد عمر، وبدوي الخير ادريس، ووزير العمل فرح مصطفى، ومسؤول امانة دارفور ازهري التيجاني، ووزير الدولة بالمجلس الاعلى للاستثمار الصادق محمد علي حسب الرسول، واللواء عبدالله علي صافي النور، ومسؤول الشباب في المؤتمر الوطني يوسف حربة، ومسؤول الطلاب طه عبدالله. وقدم الوفد برفقة الوالي الجديد التعازي لأسر قتلى الأحداث. وانخرط الوفد فور وصوله نيالا فى اجتماعات منفصلة مع حكومة الولاية والمكتب القيادي للمؤتمر الوطني الحاكم فى جنوب دارفور، كل على حده. وقال رئيس مجلس الولايات ادم حامد موسى ل«الصحافة»، ان الوفد توصل الى حل للأزمة واطمأن على الاوضاع الامنية في الولاية. وكشف عن اجراء تعديلات واسعة في امانات الحزب بالولاية، موضحا ان الحزب سيعيد توازنه فى اوجه القصور التى ادت للاحداث. من جانبه ، قال مسؤول امانة دارفور الكبري بالمؤتمر الوطني ازهري التيجاني، ان حزبه اقترح تجديد مسؤولي الامانات، واضاف ان الوالي سيشكل حكومة ترضي كل الاطراف وتحافظ على النسيج الاجتماعي. وقال التيجاني، ان الحزب الحاكم ارتضى التغيير من القيادة الى القاعدة، وان اعضاء الحزب لن يتأثروا بذهاب الوالي السابق عبدالحميد كاشا، او قدوم الوالي الجديد اسماعيل حماد. واضاف ، ان الضرورة المحيطة بالولاية اقتضت ان يذهب كاشا ويأتي حماد. من جانبه، قال والي جنوب دارفور في مخاطبة جماهيرية داخل سوق نيالا الذى بدأت الحركة تدب فيه تدريجيا، انه سيرفع كافة القيود المفروضة على السوق، ووصف الأزمة الحالية بانها «سحابة صيف عابرة وستعود بالنفع على مواطني الولاية». وشدد على اهمية منع حمل السلاح وحصره فى ايدي القوات النظامية، وقال انه في حال وجود السلاح فى ايدي الاهالي «فحينها سيختلط الحابل بالنابل». وقالت مصادر بالمؤتمر الوطني ل»الصحافة»، ان الاجهزة الامنية بنيالا استدعت امس عددا من قيادات المؤتمر الوطني بولاية جنوب دارفور ابرزهم وزير الصحة سليمان أحمد عمر ونائب رئيس الحزب محمد ابراهيم المدلل ومعتمد نيالا شمال سرور أحمد عبدالله. وكشف المصدر، ان نائب رئيس الحزب محمد ابراهيم المدلل واخرين تم ترحيلهم الي الخرطوم ، نافيا اعتقالهم وقال «تم استدعاؤهم وسافروا الي الخرطوم ولم يتم اعتقالهم». وكشف عن انشقاقات داخل المؤتمر الوطني بنيالا، وقال ان المظاهرات لا تزال مستمرة في عدد من احياء المدينة بجانب اطلاق نار كثيف، وقال ان معظم المحال التجارية مغلقة تماما. من جانبها اتهمت وزارة الداخلية مجموعات، لم تسمها، بانها وراء احداث مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، ووجه في جلسته امس برئاسة الرئيس عمر البشير لمناقشة الاحداث ببسط الامن بنيالا وتقديم المتسببين في الاحداث للمحاكمة. واستمع المجلس الي تقرير من وزير الداخلية ابراهيم محمود حول احداث نيالا، واتهم الوزير ، جهات لم يسمها، بالوقوف خلف الاحداث، وقال ان بعض المجموعات الطلابية اندست وسط الحشود التى خرجت لاستقبال الوالي، واضطرت الشرطة الى التدخل لتفريق المتجمهرين. وشدد الوزير على أن هذه الأحداث لا تشير الى صراع قبلي بأي حال، ولكن هناك مجموعات ذات أجندة سياسية خاصة سعت لاستغلال الموقف للاخلال بالأمن في المدينة.