يعقد الاتحاد الافريقي الاحد والاثنين قمته السنوية في اديس ابابا في مبانٍ جديدة قدمتها الصين التي تعزز حضورها في القارة، في اجواء تسيطر عليها معركة محتدمة من اجل رئاسة مفوضية الاتحاد. وستكون هذه اول قمة تجري في مقر الاتحاد الافريقي منذ سقوط نظام معمر القذافي الذي كان من كبار دعاة الوحدة الافريقية ومساهما سخيا في ميزانية المنظمة 15% ، والذي كان يطبع جميع اجتماعات المنظمة بسلوكه الخارج عن المألوف ومزاجيته. غير ان الرئيس المنتهية ولايته جان بينغ، شدد على ان الاتحاد الافريقي مصمم على «طي صفحة» القذافي، خلال زيارة قام بها هذا الشهر الى القادة الليبيين الجدد. وخاضت جنوب افريقيا، المحرك الاقتصادي للقارة والتي لا تخفي طموحاتها الاقليمية، حملة مكثفة لفرض نكوسازانا دلاميني-زوما وزيرة الخارجية السابقة والزوجة السابقة للرئيس جاكوب زوما على رأس المفوضية. وفي مواجهة دلاميني-زوما ترشح جان بينغ الغابوني لولاية ثانية بعدما قضى اربع سنوات في هذا المنصب. وتدور المعركة في الواقع بين افريقيا الجنوبية الناطقة بالانكليزية وافريقيا الغربية الناطقة بالفرنسية، وبين شخصين على طرفي نقيض. فدلاميني-زوما وزيرة الداخلية الحالية في جنوب افريقيا امرأة ذات قبضة حديدية، بعيدة كل البعد عن اسلوب جان بينغ «69 عاما» الدبلوماسي وهو وزير سابق ومستشار موثوق للرئيس السابق عمر بونغو. وقالت مايتي نكوانا-ماشابان وزيرة الخارجية الحالية الجنوب افريقية الاسبوع الماضي «لقد زرنا الدول ال53 «الاعضاء الاخرين في الاتحاد الافريقي» واننا مرتاحون لردود الفعل ،كما ان الرئيس جاكوب زوما اتصل شخصيا بجميع نظرائه تقريبا». وكان رئيس الغابون علي بونغو الذي خلف والده عمر بونغو عند وفاته عام 2009 اعلن قبل بضعة ايام «سنحت لي الفرصة لتوجيه رسالة الى جميع نظرائي الافارقة او التحدث الى بعضهم مباشرة لأنقل اليهم رغبتنا في ان نرى بينغ يفوز بولاية جديدة». ويأخذ دبلوماسيو جنوب افريقيا في احاديثهم الخاصة على بينغ ، انه فشل في اسماع صوت افريقيا في الأزمات التي تعصف بالقارة منذ عام، وعلى الاخص خلال الثورة الليبية التي اطاحت بمعمر القذافي بدعم عسكري جوي من الحلف الاطلسي. اما انصار جان بينغ، فيعتبرون ان جنوب افريقيا ليست في موقع يخولها اعطاء دروس في هذا المجال، بعدما صوتت بريتوريا في مجلس الامن الدولي على القرار الذي اجاز ضربات الحلف الاطلسي، قبل ان تأسف على تصويتها ، معتبرة ان الغربيين تجاوزوا حدود تفويضهم وسعوا لاسقاط القذافي. كما سينتخب الرؤساء الافارقة من بينهم الشخص الذي سيمثلهم وسيتولى رئاسة الاتحاد الافريقي خلال السنة المقبلة، وهو منصب يبقى رمزيا الى حد بعيد. وترشح لهذا المنصب رئيس غامبيا يحيا جامع ورئيس بينين بوني ياني خلفا لتيودورو اوبيانغ نغيما من غينيا الاستوائية، بحسب ما اوضح مصدر دبلوماسي. وتجري الانتخابات للمنصبين الاثنين ويستوجب انتخاب رئيس المفوضية حصوله على غالبية الثلثين.وستجري المداولات في مركز مؤتمرات جديد مولته وشيدته الصين وبلغت كلفته 200 مليون دولار «154 مليون يورو» وقد دشنه المستشار الصيني جيا كينغلين. ويرتفع برج المبنى 99.9 متر على ثلاثين طابقا، وهو اعلى برج افريقي بحسب مصمميه. وستتضمن القمة كلمات لجيا والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وبين مواضيع الساعة التي سيتم بحثها الصومال حيث طلب الاتحاد الافريقي من الاممالمتحدة ان يسمح له بنشر 17731 عسكريا فيما ينشر حاليا 12 ألفا ضمن قوته التي تحمي السلطات الانتقالية في وجه الاسلاميين الشباب. وقبل انعقاد القمة يجتمع رئيسا جنوب السودان سالفاكير والسودان عمر البشير الجمعة في اديس ابابا لبحث الخلاف بينهما حول تقاسم العائدات النفطية والذي يتصاعد بشكل متواصل منذ اعلان جوبا انفصالها في يوليو. والعنوان الرئيسي للقمة هو التجارة بين الدول الافريقية وسبل تحفيزها حيث انها لا تمثل حاليا سوى 10% من حجم المبادلات التجارية الافريقية.