«1» ولاية النيل الازرق من الولايات المحببة الى نفسي، وأصبحت أعشقها وأعشق ترابها لأنني ترعرعت فيها وتمتعت بخيراتها الوفيرة، ولم تبخل عليَّ بشيء، فهي الأم الرؤوم التي احتمي بحضنها من هجير الشمس وزمهرير الشتاء. وتصيبني غصة في حلقي عندما أرى أنها لم تنل نصيبها من التنمية المستدامة، وللأسف الشديد لا هم لأبنائها سوى الجلوس علي الكراسي الوثيرة وركوب السيارات الفارهة والجلوس في المكاتب المكندشة، فى حين ينتظر المواطن المغلوب على أمره هنا بولاية النيل الازرق بشغف تكوين الحكومة الجديدة التي من المتوقع ألا تأتي بجديد يذكر، ففي كل عام تتشكل الحكومة وحينها يحتفل الوزراء والمستشارون والمعتمدون بتعيينهم ويذبحون الذبائح ويقيمون الولائم وكأنهم دائمون فى هذه المناصب الرفيعة، وأقول لسعادة اللواء الركن الهادي بشرى والي ولاية النيل الازرق إن عليه أن يتوخي الحذر في اختيار حكومته، ولا بد أن يختار القوي الأمين، فقد قلت في عام2000م عندما وليت على النيل الازرق إنك شجرة ملساء يصعب تسلقها نتمنى ذلك. سيدى الوالي إن الولاية في حاجة ماسة للتنمية والخدمات، لا أقول إنك فشلت في المرة السابقة، لكنك حققت بعض النجاحات من ضمنها الأمن والاستقرار. ونحن نقف معك بقوة من أجل التنمية ورفاهية إنسان الولاية. «2» ومشروع إعمار الصعيد الذى سيؤتي أوكله اذا خلصت النوايا.. فالنيل الأزرق أخي الوالي تحتاج من وجهة نظري المتواضعة الى رصف الطرق الداخلية ورصف طريق اقدي الدمازين، ورصف طريق الدمازين الكرمك، واكمال الوحدات السكنية للمتأثرين بقيام مشروع تعلية خزان الروصيرص، وإنارة جميع الاحياء بمدينتي الدمازين والروصيرص، وبسط الخدمات الصحية بالمناطق الريفية، وإعادة تأهيل شبكتى المياه بالدمازين والروصيرص، وتوفير خدمات المياه للمنطقة الغربية بتوسيع الحفائر وتأهيلها، وحفر عدد من المضخات اليدوية، وفتح المسارات وتوفير الامن للمشروعات الزراعية، وإنارة الطرق بالمدن وتنظيم الاسواق، وإقامة صندوق رعاية تعليم مرحلة الاساس، وتشييد المدارس بالمواد الثابتة، والاهتمام بالمناشط الثقافية والرياضية، ودعم ومساندة نادى الهلال ممثل الولاية فى منافسات الدورى التأهيلى المؤهل للممتاز، والاهتمام بأجهزة الإعلام المحلية، وإقامة مواقف للمواصلات الداخلية، وتركيز الاسعار بالاسواق. سادتى الاحلام والآمال والطموحات كثيرة، لكن وآه من لكن، إذا تحققت هذه المشروعات سينعم المواطنون بالتنمية والاستقرار. ولا يفوتنى فى هذا المقام أن أتطرق لموازنة العام المالى 2012م التى أودعها الاستاذ فضيل عبد الرحمن وزير المالية المكلف منضدة المجلس التشريعى فى جلسته الراتبة فى دورة انعقاده الرابعة التي بلغت 1.230.556.457 جنيهاً، وأشار الى انها ارتكزت على الخطة الخمسية للولاية «2012 2016م» وقال إنها اهتمت بالبنيات الأساسية من طرق ومياه وكهرباء وجذب المستثمرين لزيادة الإيرادات وزيادة دخل المواطن. « 3» بجانب توفير مياه الشرب وإنشاء السدود وإقامة مدينة صناعية، والاهتمام بالتعليم والصحة، ومن وجهة نظرى فإن هذه المشاريع ستظل حبيسة الادراج، وتحسرت إيما حسرة عندما اطلعت على تقرير جهاز المراجعة القومى بولاية النيل الازرق الذى اتضح من خلاله مدى التعدي على المال العام، إذ بلغت جملة المخالفات خلال الفترة من 1/9/2010م وحتى 31/8/2011م 542.270.03 جنيهات، بينما بلغت جملة جرائم المال العام فى الفترة من 1/9/2010م وحتى 31/8/2011م 129.597.38 جنيهاً، وانخفضت الجرائم بصورة كبيرة كما أشار التقرير، إذ بلغت نسبة الانخفاض 69.7% عن العام السابق، خاصة فى حالات عدم التوريد والتزوير فى الايرادات، وبمقارنة بسيطة بين الموازنة العامة وجرائم المال العام نجد أن المبلغ الكلي أصبح 1.100.959.077 جنيهاً. وعليه يجب أن يكون هنالك مبدأ لمحاسبة الذين اعتدوا على المال العام، وتوجيه المبالغ المتبقية لمشروعات التنمية. والله ولي التوفيق وهو يهدي سواء السبيل.