انخرط الوسيط الافريقي ثامبو أمبيكي مساء أمس في مباحثات مع وفدي السودان وجنوب السودان، كلا على حده، بعد ان وصل الوفدان المتفاوضان الى أديس أبابا أمس. وافادت مصادر من المفاوضات «الصحافة» ، ان مشاورات أمبيكي هدفت للترتيب لبدء جولة التفاوض حول ملف النفط الشائك اليوم، ورأس وفد الحكومة وزير الدولة برئاسة الجمهورية ادريس عبدالقادر، ووفد الجنوب باقان اموم. وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس، ان انتاج جنوب السودان من النفط قد يظل غائبا عن السوق العالمية في المستقبل القريب، فيما تجاهد الدولة الوليدة من أجل التوصل لاتفاق لاقتسام الايرادات مع السودان.بينما أعلنت منظمة الفاو واللجنة الدولية للصليب الأحمر ، ان دولة جنوب السودان تعاني من نقص خطير في الإمدادات الغذائية والرعاية الصحية، واعتبرت المنظمتان أن انقطاع تصدير النفط من جنوب السودان سيؤثر بشكل سلبي على الجوانب الصحية والغذائية، وقد يؤدي إلى مصاعب عديدة. وتشير تقديرات وكالة الطاقة الى أن انتاج جنوب السودان من الخام بلغ نحو 260 ألف برميل يوميا في ديسمبر، فيما أنتج السودان 110 آلاف برميل. وقالت الوكالة «في غياب أي حل في المستقبل المنظور خفضنا أيضا تقديراتنا للانتاج بنحو 200 ألف برميل يوميا «في الربع الاول من 2012» وبنحو 100 ألف لعام 2012 الامر الذي يعكس اشكالية صادرات جنوب السودان.» ويبحث جنوب السودان بناء خط أنابيب عبر اثيوبيا وجيبوتي، يجعله يستغني عن خط انابيب الشمال. وقال مفوض الشؤون الإنسانية في جنوب السودان دوير توت دوير، لقناة الجزيرة، إن المشكلة الرئيسية لا تكمن في وقف تصدير البترول ولا غلق الحدود مع السودان، بل في عدم وجود ميناء بجنوب السودان. وأكد أن هذه المشكلة هي أحد أسباب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب استيرادها بواسطة الطائرات وليس عبر الموانئ أو الشاحنات، مشددا على أن جنوب السودان في حاجة ملحة الآن لتوفير الأغذية والأدوية وغيرها من المواد الضرورية. من جانبه، اكد مدير برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان كريس نيكوي، في بيان،» إنها أزمة وشيكة لا يمكن للعالم أن يستخف بها، محذرا من أن الوضع مأساوي رغم الجهود المبذولة لمواجهته». وقال رئيس مكتب الفاو في الجنوب جورج أوكيه، إنه يتعين كسر الحلقة المفرغة للجوع والفقر، مشيرا إلى أن هذا الأمر ممكن عبر مساعدة الناس على استئناف الزراعة وتربية الماشية ونشاطات أخرى تساعدهم على البقاء. في ذات السياق أكدت منظمة «غلوبال ويتنس» أمس أن على المجتمع الدولي بما فيه الولاياتالمتحدة وأوروبا والصين التحرك من دون أي تأخير كوسيط لمنع «التصعيد» بين السودان وجنوب السودان اللذين يشهدان أزمة مفتوحة حول تقاسم النفط. وأوصت منظمة «غلوبال ويتنس» غير الحكومية المتخصصة في أخلاقيات وحوكمة استغلال الموارد الطبيعية، أن «الاتحاد الأفريقي والصين والولاياتالمتحدة وبريطانيا العظمى والنرويج عليها بشكل خاص بدء تحرك دبلوماسي رفيع للتوصل الى اتفاق بين الطرفين». وقالت المسؤولة في المنظمة دانا ويلكينز ، في بيان «طالما الخلاف مستمر ستطول معاناة اقتصادي البلدين، وستتفاقم امكانية التصعيد». وأقرت الخرطوم بمصادرة ما لا يقل عن 1,7 مليون برميل نفط من خام جنوب السودان ،منذ أن أعلنت في نوفمبر الماضي أنها ستقتطع 23% من صادرات الجنوب التي تمر عبر أراضيها كرسوم عبور، بينما وصفت جوبا ذلك بأنه «سرقة» ، وأعلنت عن الرد بتعليق إنتاجها النفطي الى أجل غير مسمى.