إننا نعيش في هذه الدنيا الواسعة المليئة بأشياء كثيرة وليس وحدنا نعيش في هذه الحياة.. وليس لنا ايضا حرية اختيار من سنقابلهم كل يوم بالاخص لو كان سائق عربة ايجار (تاكسي، امجاد، بوكسي ...الخ) عمك محمد صالح الحلفاوي يسكن الحاج يوسف المايقوما يملك عربة امجاد. في السابق كان يعمل في المؤسسة العسكرية في بحري ونزل المعاش واشترى بحقوقه هذه العربة وهو يعول اسرة تتكون من سبعة افراد.. وفي يوم من الايام خرج كعادته من منزله سعيا للرزق الحلال وعندما وصل حلة كوكو اشار اليه احد الشباب فتوقف عمك محمد صالح للشاب وركب الشاب وكان يحمل معه شنطة تمكّنا وكرتونة وهو مهندم في لبسه قال عمك للشاب: انت ماشي وين رد الشاب: انا ماشي الخرطوم عمارة الضرائب شارع البلدية مع تقاطع الحرية، صمت عمك وحكم على هذا الشاب بمظهره القيافة.. وبعد لحظات قال عمك للشاب شكلك كده موظف ضرائب .. رد الشاب: انا ما شغال في الضرائب ولكن كنت برا السودان ولدى قطعة ارض واقعة في شارع استثماري وليست لدي امكانيات لكي ابنيها ولذلك فكرت ان ابيعها واشتري لي قطعة في الحاج يوسف وأنا ذاهب الى هذه العمارة لأنه لدي صديق محامي ليتم لي بيعة القطعة. وصل الشاب وعمك محمد صالح عمارة الضرائب التي وجد بها بوابتين من الناحية الشمالية والناحية الجنوبية، طلع الشاب موبايله وبدأ يتكلم مع المحامي: يا استاذ مكتبك في الطابق الكم وبعد شوية الرصيد قطع فقال لعمك محمد صالح موبايلك فيه رصيد فرد عمك نعم ابني الشاب اخذ الموبايل من عمك وبدأ يتكلم وينسحب رويدا رويدا عمك سرح بخياله بعيدا وبدأ يقول المشوار دا نقول ليه ب 60 جنيها، 75 جنيها عمك بعد ساعة نزل من الامجاد وشرب شاي زولكم ما جاء، مشى لمحل اتصالات ضرب في رقمه لقى الرقم مقفول فقال (الله حي) رجع الى العربة وفتح الكرتونة كانت المفاجأة وجد في الكرتونة طوبة ملفوفة بكيس ..! رمى الطوبة وقال: (هاك مشوار الضرائب دا)..