مثل قانون الطفل للعام 2010م نقطة مفصلية فى مفهوم حماية حقوق الأطفال على مستوى السودان عامة ،حيث كان بمثابة لفت نظر للمجتمع للوقوف علي مايرتكب فى حق الأطفال حيث اشتمل القانون على عقوبات مشددة بحق كل من ينتهك حقوقهم ،وبالرغم من ان القانون أصبح واقعا ونفذت أحكامه التى وصل بعضها إصدار أحكام بالإعدام على من ادينوا بارتكاب جرائم فى حق أطفال ،ومع ان القانون جاء رادعا ،إلا ان العديد من المؤسسات والمنظمات الإنسانية والحقوقية خاصة تلك التى تعمل فى مجال الأطفال ظلت تسعى لترسيخ مفهوم حماية حقوق الأطفال وسط المجتمعات في محاولة للحد من وقوع الجرائم او على الأقل التقليل منها . عدد من المنظمات انتهجت نهجا توعويا وتنويريا وفى مقدمتها منظمة بلان سودان فرع الدويم والعلقة والتى نظمت العديد من البرامج بهدف رفع الوعى بتلك الحقوق وكان آخرها مهرجان حماية الأطفاال عبرالرسائل والفنون المختلفة الذى نفذته فى عدد من القرى بمحليتى الدويم وأم رمتة شملت قري الحفير،القطينة الغربية، ودنوار،حي السلام بالدويم،طيبة الفكي موسى،ودنمر والمكيفى وذلك بالتعاون مع مركز تدريب شباب الدويم وإدارة تعليم مرحلة الأساس. منسقة البرنامج بوحدة العلقة هاجر الطاهر أبانت بان البرنامج تم بمنحة من منظمة «سي اتش اف» و بمساهمة من المجتمعات المحلية ولجان التنمية و شباب الدويم ،و القصد هو رفع الوعى بحقوق الأطفال بالمجتمعات والمدارس ،وقد نجح البرنامج فى تقليل الجرائم ضد الأطفال لما أحدثه من نقلة تبصيرية وسط المواطنين ، مشيرة الي اتجاه لاستهداف أكبر عدد من المجتمعات بالقرى وقد وصل مرحلة التشبيك بإنشاء شبكة على مستوى الولاية لمناصرة حقوق الأطفال . أما نادر خلف الله «منظمة بلان» فقال ان القرى التى استهدفها البرنامج تفاعلت معه وقد ملك الأطفال أدوات الدفاع عن حقوقهم و أصبح الكثيرون قادرين على حماية حقوقهم ،بعد تلقيهم جرعات توعوية قوية ومؤثرة عبرالأعمال العديدة التى شملها المشروع . محمد حسين غانم مديرمركز شباب الدويم ،قال ان برنامج مهرجان الأطفال وظف الفنون و الرياضة والعمل الشبابى التوظيف الأمثل لخدمة قضية هامة وهى حماية حقوق الطفل ،وقد ظل المركز شريكا أساسيا فيه وفى العديد من البرامج التى تهدف إلى الإرتقاء بالمفاهيم الإنسانية والحقوقية. أما أحمد الشيخ الوسيلة رئيس لجنة تنمية المجتمع بالقطينة الغربية ،فقد أشاد بجهود منظمة بلان من أجل تنوير المجتمعات والأطفال بحقوقهم ،مشيرا الي ان البرنامج قد نجح بامتياز في هذا الصدد، مشيرا إلى ارتفاع نسبة الوعى فى المجتمعات التى استهدفها . وذهب موسى علي عبدالعال مديرالنشاط الطالبى بمحلية الدويم الي ان مثل هذه البرامج تجد تجاوبا كبيرا كما انها محبوبة لدي التلاميذ ، وأكد انهم ظلوا حريصين على التعاون مع المنظمة ومركز الشباب من أجل تحقيق أهداف مثل هذه البرنامج ،مشيرا إلى ان النشاط الطالبى كون جمعيات داخل عدد من المدارس لحماية حقوق الأطفال. ويري هيثم مسند المستشارالقانونى لجمعية حماية حقوق الطفل ان البرنامج اوجد حالة من الوعى غيرمسبوقة وسط المجتمعات خاصة فيما يتعلق بقانون «2010م» ،مشيرا إلى انه يركز على مبدأ الحرية، ودعا إلى مناصرة قضايا الأطفال. ووصف رئيس جمعية حماية حقوق الطفل عبدالله خالد المهرجان بالعمل الكبير والهادف ،قائلا ان الجمعية استفادت منه كثيرا وسيكون نقطة انطلاقة لعملها فى مرحلتها الاولى والتى ستبدأ قريبا . الكثيرون من المهتمين والمتابعين لمشروع مهرجان حماية حقوق الأطفال أشادوا بالتجربة ،مشيرين إلى انها اختصرت مشوارا طويلا من الجهد كما وفرت الأموال التي كانت ستضيع فى برامج مكلفة وغير ذات جدوى او ضعيفة الأثر،داعين المنظمة لتكرار مثل هذه البرامج حتى يتحقق الهدف المنشود وهو رفع الوعى بحماية حقوق الأطفال.