لقد ذكرنا في المقال السابق أننا طرحنا السؤال عنوان المقال أعلاه على الشبكة العنكبوتية نسأل فيه عن المسيحية وحقيقتها هل هي رسالة للناس كافة أم دين مخصوص لشعب مخصوص ،ولم يأتنا ما يفيد أو يجيب عن سؤالنا ، فكانت الخطوة الثانية بأن نشرنا الموضوع في الصحف علنا نجد من يرد أو يعلق لكن حتى كتابة هذه السطور لم يرد ما يفيد الاجابة أو التوضيح ولا زال الباب مفتوحا للاجابة عن السؤال نفسه . لكننا في هذه العجالة اعتبرنا السكوت عن الاجابة اقرار بأن المسيحية دين أتى لبني اسرائيل خاصة ،وكنا قد دعمنا حجتنا بنصوص انجيلية تثبت أن المسيحية ماهي الا دين المعني به بني اسرائيل ليس غيرهم وهذا ورد في الأناجيل المعتمدة ،انجيل لوقا ومرقس وانجيل يوحنا وبرنابا ونورد مثالا واحدا» مما أوردناه في المقال السابق من نصوص متطابقة في معناها مختلفة في عباراتها منها رواية برنابا الفصل العاشر قوله :(ولما بلغ يسوع الثلاثين من عمره قدم له الملاك جبريل كتابا» كأنه مرآة وجاء في ذلك الكتاب (ولما انجلت الرؤيا ليسوع وعلم بأنه نبي مرسل الى بني اسرائيل كاشف السيدة مريم بذلك وقال لها انه لا يقدر فيما بعد على خدمتها فأذنت له بذلك) فجاء الاسلام مصدقا» لكل ما جاءت به النصوص بان سيدنا عيسى مرسل من عند الله لبني اسرائيل ومن النصوص القرآنية ما يدعم ذلك ، في قوله تعالى :(وإذ قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله فآمنت طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة). فبعد أن اعتبرنا السكوت اقراراً أو اجابة عن السؤال نعلنها داوية أن المسيحية لم تأتِ عالمية في دعوتها ولا وحدوية في تطبيقها وقد ثبت ذلك بالنصوص التي أوردناها وفي التطبيق المرئي فللبيض كنائسهم وللسود كنائسهم بالاضافة للتمييز العنصري الذي مارسه المسيحيون في أفريقيا وأمريكا وغيرها ،وفي التاريخ الحديث أن أكبر تجارة للرق مارسها مسيحيون جلبوا فيها ثلاثين مليون شخص باعوهم رقيقا» في أمريكا وغيرها وكانت تلك التجارة تمارسها الدولة وبالقانون الذي ألغي قبل مئتي عام فقط في بريطانيا وأن أكبر حربين عالميتين قتل فيها خمسون مليون شخص تسبب فيها مسيحيون غربيون وخاضها مسيحيون . وهؤلاء يعتقدون أنهم سادة العالم وهم الأفضل ويجب أن يظلوا كذلك وانهم يعتبرون الاسلام أكبر منازع لهم في هذه الأفضلية ولذا لا زالت الحرب مستعرة ضد الاسلام بحجج كثيرة وأكثرها من صناعتهم وهم المتسببون فيما يحدث اليوم في العالم من هرج ومرج والمكذب يجرب ويعرض نفسه لهؤلاء كمعارض لدولته وخاصة الدول العربية و الاسلامية غير الراعية لمصالحهم وأي نكرة كان سوف يجد من هؤلاء من يمده بالسلاح والمال. يفعلون ذلك بحجة مكافحة الارهاب والمعروف أن الارهاب المزعوم ما هو الا ردة فعل لتدخلاتهم في شئون الآخرين وظلمهم والاستعلاء عليهم ، وانهم لم يسلوا أنفسهم لماذا لا يمارس الارهاب ضد الصين واليابان وأمريكا الجنوبية والدول المعتدلة . ولماذا لم يظهر ويستفحل هذا الارهاب عندما كانت السياسة الدولية متوازنة لحد ما بسبب وجود المعسكر الشرقي و المعسكر الغربي ولماذا اكثر العمليات الارهابية تحدث في الدول الاسلامية وليس الغربية وأكثر الضحايا من المسلمين انفسهم فهل هذا هو هدفهم فالجميع يعلم أن الاسلام لم يكن جديدا» ولم تحرف نصوصه حتى يصبح في فترة من الفترات ارهابيا» ولكن الجديد في الامر خلو الساحة الدولية للمعسكر الغربي ليسرح ويمرح ويفعل في الشعوب والدول ما يشاء متجاهلا» شعاراته التي كان يرفعها من ديمقراطية وحقوق انسان وحرية اعتقاد فبعد ان كان الحديث عن الارهاب أصبح الحديث عن الاسلام بالواضح انه دين يهدد أوروبا وحضارتها ،فصدرت القوانين التي تمنع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية وذلك بمنع الحجاب ومنع اقامة المآذن وكأن الاسلام في طريقه ليعرض بحد السيف و البندقية .هذا كله سببه أن الغربيين ايقنوا أن المسيحية أصبحت غير مقنعة وغير مواكبة وأن الاسلام في أوروبا قد تنامى و ان الشيوعية قد انهارت وأن الرأسمالية في طريقها للانهيار ،لما علموا ذلك وليبقوا على هيمنتهم واستعلائهم على العالم ظلوا يجددون وسائلهم وآلياتهم في حربهم ضد الاسلام ويلبسون لكل حال لبوس فجعلوا التطرف الديني والارهاب مصطلحا» شائعا» في وسائل الاعلام وعلى ألسنة الناس حتى الغافلين من المسلمين انطلت عليهم هذه الفرية وكثيرا» ما يستخدم بهدف ايجاد حالة من الرعب لشل حركة الدعوة ولايقاف المد المتزايد لاعتناق الغربيين للاسلام وليشغلوا المسلمين بأنفسهم ويكونوا في موقف المدافع وليس الدافع بالاسلام كل ذلك يحدث تشويشا» وصدا» عن الاسلام وهو الهدف في نهاية الأمر . ولعل صور الصراع المحتدم بين الاسلام وخصومه وشراسة المواجهة مؤشر على تحقيق الوجود الاسلامي في الساحة وأنه دين المستقبل المقنع الخالي من كل ما يعيبه بالمعايير العصرية وهو الذي يحمل في طياته حل كل مشاكل العالم وقد اعترفوا بذلك هم أنفسهم ضمنا» عندما تحدثوا عن الاقتصاد الاسلامى وامكانية التعامل به في اوروبا.فاذا لم يكن الاسلام كذلك كما ذكرنا لكنه دين بوصفهم دين ارهاب وتطرف وتخلف فكيف وهو بهذه الأوصاف يستطيع أن يقنع الغربي المتحضر الذي وصل القمر وصنع الكمبيوتر والنت أن ينسلخ عن دينه ويعتنق الاسلام وهو الباحث والمفكر والعالم وقد وصل قمه التحضر مع توفر الحرية كاملة لان يعتنق ما يشاء.ولهذا يعتقد المسلمون أن الاسلام هو الدين الوحيد الذي جاء عالمي الدعوة في قوله (يا أيها الناس اني رسول الله اليكم جميعا) وحدوي في فكرته وذلك في قوله (هذه امتكم امه واحدة وانا ربكم فاعبدون ) مساويا لبني البشر في قوله (لا فرق بين عربي على عجمي ولا أبيض على أسود الا بالتقوى) معترفا بكل الرسل لا يفرق بين أحد منهم . ولاننا كمسلمين مطالبين بايصال الاسلام للآخرين نعرض هذه البطاقة لكل من يريد أن ينضم لامة الاسلام وعلى كل مسلم يتطلع على هذه البطاقة أن ينشرها ويوصلها للآخرين وهي : شرط العضوية :أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله . (1) (2) المؤهل :أن يكون من بني آدم . (3) الهوية: مسلم . (4) العلامة المميزة: الالتزام بتعاليم الإسلام وتقوى الله . (5) الوطن: كل ديار المسلمين على طولها وعرضها . (6) دور العبادة : كل أرض الله وترابها طهورا وداخل المساجد حيث القدم مع القدم والكتف مع الكتف لا فرق بين أبيض وأسود ولا غني ولا فقير ولا حاكم ولا محكوم وان تسوية الصفوف من تمام الصلاة . (7) تعامل المسلمين مع بعضهم :المسلم اخ المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. (8) التعامل مع غير المسلمين : شعاره الاعتراف بجميع الاديان السماوية والاحترام المتبادل (لا اكراه في الدين) والتعامل في المصالح المشتركة (لاضرر ولاضرار) هذا هو الاسلام وهذه هي بطاقته ومن يقول بغير ذلك فقد كذب والانسان حر في اختياره اذا وجد بطاقة افضل من هذه واذا اقتنع ببطاقة الامة الاسلامية فليأخذها وليضعها على صدره ويفاخر بها من يفاخر ويدعو لها ويدافع عنها ،وبذلك يكون صاحبها