أكد المدير العام لجهاز الامن والمخابرات، الفريق محمد عطا، أن القوات المسلحة أجلت عصر أمس آخر جندي من الجيش الشعبي من منطقة هجليج في ولاية جنوب كردفان،وأن انتاج النفط وضخه مستمر ولم يتأثر بالأحداث،وكشف عن أسر جنود من الجيش الشعبي ومتمردي «حركة العدل والمساواة» في المنطقة، وتوعد بإخراج القوات الجنوبية من منطقة الابيض التي استولوا عليها الشهر الماضي. وروى الفريق محمد عطا في مؤتمر صحفي أمس أن قوة من الجيش الشعبي دخلت صباح أمس الأول منطقة محطة الكهرباء «3 كليومتر داخل السودان» التي توجد بها محطة تحويلية للكهرباء وبعض مفاتيح تحكم للنفط،ورفضت الخروج منها وعندما انسحبت قوة من القوات المسلحة كانت ترافق مهندسين وعمال الكهرباء الى مدينة هجليج، توغلت القوات الجنوبية اكثر من عشر كيلومترات في عمق الاراضي السودانية من ثلاثة محاور حتى منطقة الشهيد الفاضل، ما دفع القوات المسلحة الى اجلائهم بالقوة وخرج منهم آخر جندي عصر امس من المنطقتين. وكشف أن القوات المسلحة أسرت جنودا من الجيش الجنوبي وعناصر من «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور الذين شاركوا في الهجوم، وضبطت وثائق تؤكد تورط الطرفين في الهجوم،مؤكدا ان الجيش «بسط سيطرته بصورة كاملة على منطقة هجليج ولم يعد هناك جندي جنوبي واحد في المنطقة». ونفي عطا في شدة أن يكون لدى الحكومة نوايا لتطوير العمليات العسكرية او مهاجمة الاراضي الجنوبية،متهما دولة الجنوب بمحاولة استدرار العطف الدولي باتهام الجيش السوداني بقصف حقول النفط في الجنوب،وتابع:»لا نريد أية حرب مع الجنوب ولكن سنحارب ان فرضت علينا». وتحدث عطا عن اتصالات هاتفية بادر بها مسؤولون في السودان مع مسؤولين في الجنوب لاحتواء الاوضاع ولكنها « لم تتجاوز مرحلة التوضيحات حتى الآن»،ورأى ان الظروف غير مهيأة لزيارة الرئيس عمرالبشير التي كانت مقررة الى جوبا عاصمة الجنوب في 3 ابريل المقبل أو المحادثات الامنية بين الحكومتين المقررة في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا السبت المقبل. ورأى عطا ان ماحدث لم يكن مفاجئا او طارئا وانما مدبرا ومخططا من حكومة الجنوب التي ترى ان منطقة هجليج تابعة الى اراضيها على رغم انها ليست من المناطق المتنازع عليها في ترسيم الحدود بين الدولتين، مؤكدا حرص حكومته على علاقات حسن جوار مع الجنوب،مطالبا بمعالجة الملف الأمني قبل طرح الملفات الاخرى على طاولة التفاوض وزاد» معالجة الملف الامني مفتاح لتسوية الملفات المتبقية». واتهم عطا، حكومة الجنوب باستضافة ودعم تحالف «الجبهة الثورية السودانية» المؤلفة من متمردي دارفور و»الحركة الشعبية - الشمال» للاطاحة بنظام الحكم في الخرطوم، موضحا أن مخططهم كان عند بدء نشاط التحالف في اغسطس الماضي واسقاط الحكومة في اكتوبر الماضي لكنهم فشلوا في ذلك وتابع» ابلغنا المسؤولين في الجنوب ان طريق اسقاط الحكومة شاق وطويل ومكلف، ولا أريد ان اقول مستحيل ولكنه غير منظور في المستقبل القريب»،مشيرا الى أن مسلك حكومة الجنوب سيدفعنا الى الاحتفاظ بحقنا في معاملتهم بالمثل». واكد عطا ان القوات المسلحة ستنشط في عمليات لتعقب متمردي «حركة العدل والمساواة» في وادي هور بشمال دارفور وما حولها،ومحاصرة ما تبقي من متمردي «حركة تحرير السودان ، فصيل عبد الواحد محمد نور» في جبل مرة،لمنع اي تهديد امني للاوضاع،ودعا المتمردين الى الحوار والانضمام الى عملية السلام، وزاد::باب السلام ما يزال مفتوحا ووثيقة الدوحة مفتوحة والحكومة مستعدة لأية صيغة سلام جديدة حتى لو خارج الوثيقة».