خطط لها أن تكون في المنطقة الوسطى بين العزوزاب والكلاكلات لتحمل معنى التخطيط الجيد والتوسع في العمران ، بيد أن منطقة أبو آدم حتم عليها ان تفنى وتموت في مهدها قبل ان تشب وتتطاول بالبنيان ، وعلة فنائها تقبع داخل مصرف مهيب حفر لوقايتها من وابل مطر الخريف، بيد ان الخور تحول الى جنى يقض مضاجع السكان ليلا بأسراب البعوض وبمجموعات الذباب نهارا بينما السلطات المحلية تغض الطرف عن مواطنيها ، ( الصحافة ) انطلقت سعيا وراء صرخات الاطفال من هجمات الناموس ، ورصدت معاناة الجميع في منطقة أبو آدم جنوبي الخرطوم. ومصرف مياه أبو آدم أعد لتصريف مياه الخريف بيد انه صار مستودعا لمياه آسنة على مدار العام ولشدة تراكم مياهه على مدى الايام فقد توسع وبات عرضه بامتداد اربع امتار ، تطفو فوق مياهه قارورات المياه المعدنية والغازية وبعض من بقايا النفايات، وتنمو في وسطه شجيرات تغطي معظم سطحه ، هناك كان يقف عبدالرحمن الطاهر مستعدا للتوجه الى مكان عمله وقال : ان مياه المصرف الراكدة مستمرة على مدار العام ،مؤكدا ان الجهات المختصة لاتقوم برش و نظافة المصرف ، مشيرا الى احتجاجهم واعتراضهم على وجود المصرف الا ان جميع محاولاتهم ذهبت ادراج الريح ، واوضح الطاهر ان البعوض بات يلازمهم على مدار الاربع وعشرين ساعة مشيرا الى اختبارهم انواع غريبة من الحشرات لم يألفوها من قبل ،مبينا ان المشكلة تتضاعف بتحول المصرف الى مستوعب نفايات وقال « كل تلك المعاناة تقع على رأس المواطن المسكين « وكشف الطاهر عن ارتفاع حالات التيفويد بالمنطقة وارجع السبب الى توالد الذباب من المصرف . وعلى امتداد المصرف حاولنا ان نعرف بدايته بيد ان الوهن اصابنا لطول المسير بجوار المصرف والذي تحولت مياهه الى اللون الاخضر وطافت فوق سطحه الاعشاب الطافية ونبتت بداخله شجيرات ( البوص) و (السعدة ) اللتان تنموان في مياه المستنقعات ، وخلف الضفة الغربية للمصرف التقينا محمد السيمت عبدالله وقال ان المياه متراكمة في المصرف طيلة اربع سنوات موضحا انهم لا يعلمون مصدرها او من اين تأتي مؤكدا ان البعوض ظل يلازمهم طيلة العام مضيفا « تتشابه فصول السنة علينا ، الصيف والشتاء كأنهم فصل الخريف « مشيرا الى اسراب الذباب التي تنتشر طيلة اليوم ،مؤكدا ان الاوضاع تزداد سوءً مع تأخر عربات النفايات عن جمع الاوساخ ، وابان السيمت انه تنامى الى سمعهم تصديق الولاية بتشييد المصرف بالمواد الثابتة غير ان ذلك لم يتم حتى الآن . وشكا السيمت من الاضرار التي يسببها المصرف ويقول ان اسراب البعوض والذباب تمتد الى خارج مربعهم الى مربعات (3) و ( 10) و( 4) . وعلى الجانب الآخر من المصرف يقول الموظف بالمعاش حمد احمد حمد ان مربع ( 11 ) هو الاكثر تعرضا لتلوث مياه المصرف ،مؤكدا ان المياه ظلت داخل الخور لسنوات مشيرا الى ان الروائح الكريهة باتت تمنعهم من النوم مضيفا « ان الذباب والناموس المتوالد من المياه الراكدة قض مضاجعهم ليلا ونهارا « وابان حمد ان المنطقة يكثر بها مرض الملاريا والتيفويد ، وشكا حمد من غياب الوحدات الصحية عن رش المصرف ، وبكلمات قوية توضح الى مدى بلغ بهم الامر يقول حمد « لم يتبق لنا الا أن نبيع منازلنا ونترك منطقة أبو آدم « .. وتقطعت أنفاسه قبل ان يواصل حديثه قائلا : نحن لسنا أقل من سكان جبرة الذين وعدهم الوالي امس الاول بحل مشكلة البعوض بجبرة !